حرية الحركة رؤية فنية عن هموم اللاجئين وألترامارين مزيج بين الموسيقي والشعر خرافات ونج بينج درس أخلاقي يناقض ذكريات الطفولة منحت لجنة تحكيم مسابقة أمادو تيجر للأفلام القصيرة في الدورة ال48 لمهرجان روتردام السينمائي الدولي جوائزها لثلاثة أفلام من بين24 فيلما شاركت في المسابقة من أنحاء العالم, وهم فريدم أوف موفمينت أو حرية الحركة للمخرجين نينا فيشر ومروان الساني إنتاج ألمانيا وإيطاليا, وألترامارين للمخرج فينسنت ميسين إنتاج مشترك لبلجيكا وفرنسا وكندا, وونج بينج فابلس1 أو خرافات ونج بينج إخراج ونج بينج وإنتاج هونج كونج وحاز كل فيلم منهم علي جائزة مالية تقدر قيمتها ب5000 يورو. ضمت لجنة التحكيم في عضويتها الفنان الفيتنامي نجوين ترينه ثي, وجون سانسياني مدير مهرجان فينترتور الدولي للأفلام القصيرة, والمخرج و الفنان الأردني لورنس أبو حمدان الذي يعرض له في المهرجان علي هامش المسابقة فيلما تجريبيا قصيرا بعنوان واليد أنواليد أو جدار أو بدون جدار. حرية الحركة فيلم تجريبي يستعيد الماضي للحديث عن الحاضر, حيث يقدم المخرجان نينا فيشر ومروان الساني لقطات مصورة في عام1960 للإثيوبي أبيبي بيكيلا أول إفريقي يحصل علي الميدالية الذهبية في الأوليمبياد بعد فوزه بسباق الماراثون في العاصمة الإيطالية روما الذي كان يجري فيه, ليتحول بذلك إلي أسطورة في عالم الرياضة ورمز لتحرر إفريقيا من الاستعمار بيد أبنائها, بيكيلا كان يجري حافي القدمين في شوارع روما وحقق فوزه في البلد نفسها التي قاد موسوليني جيوشها قبل ذلك بأعوام لغزو إثيوبيا, فكان فوزه بمثابة رد علي الاستعمار, بينما ربط المخرجان بين هذه الفكرة والأزمات التي يعيشها المهاجرون واللاجئون في الوقت الحالي وكأنه سباق جديد في روما المعاصرة للمطالبة بحرية الحركة والحق في أن يكون مرحبا بهم في بلد آخر. وقالت عنه لجنة التحكيم: إنه يقدم الصراع بين صور التحرر والمقاومة من جانب والوجه الذي لا يمكن إنكاره للعنصرية من خلال تحولات أسلوبية مميزة, وعلي الرغم من أن الفكرة كان من الممكن تكثيفها إلا أن الفيلم عبر بشكل فعال عن مشكلات العرق والهجرة, وحاز الفيلم علي جائزة أخري بالإضافة إلي ال5000 يورو وهي ترشيح مهرجان روتردام السينمائي الدولي له للمنافسة علي الجوائز الأوروبية للفيلم القصير هذا العام. والفيلم الثاني الحاصل علي النمر الذهبي ألترامارين عبارة عن قصيدة بصرية تحول مقطوعة موسيقية من نوع اكسيل بلوز إلي كلمات منطوقة, مع إيقاع مرتجل واستعراض للكلمات, وهو نوع من الموسيقي ارتبط بالاستعمار والعبودية أيضا وتاريخ الأفرو أمريكان, والكلمات يلقيها الشاعر الأفروأمريكان كاين. وقالت لجنة التحكيم عنه أنه من النادر أن نجد فيلما يكون الرابط فيه بين السينما والاداء الموسيقي واضحا بهذا الشكل, فالطابع السينمائي يظهر هنا بشكل رائع في الإيقاع والرؤية وطريقة تقديم الشعر, فالفيلم مصمم بحيث نري الصور ونستحضر الشعر حتي نغوص في الايقاع ونشعر بما يتحدث عنه. أما الفيلم الثالث ونج بينج فابلس1 أو خرافات ونج بينج فهو فيلم تحريك يجمع بين قصة فيل بوذي ودجاج مدمن علي وسائل التواصل الاجتماعي وجذع شجرة لديه فوبيا الحشرات, ويطرح ونج بينج من خلال هذه القصص هموم شخصية تتعلق بالتواصل الرقمي, والحب الجسدي, والنرجسية والخوف بلا خجل مستخدما روح الدعابة. وأشارت لجنة التحكيم إلي أن الفيلم يستخدم وفي الوقت نفسه يفسد فكرة الخرافات من خلال الاستعانة بالنباتات والحيوانات والجماد, لتقديم درس أخلاقي معين, ويتلاعب بتوقعاتنا عن الحكايات الخيالية, بطريقة عبثية, ويشكك في الدروس التي تعلمناها منذ الطفولة, مستخدما أكثر الوسائل فعالية وهي الصورة المبهرة والألوان والحكايات الصبيانية.