شرم الشيخ رمز الحرية والكسب السريع التي يحلم الشباب المصري بالعيش فيها, هي قصة الفيلم الروائي التسجيلي الذي يحمل اسم الحلم البعيد, والذي تدور أحداثه في86 دقيقة, جعل من مدينة شرم الشيخ بطلا لسبع قصص عن الحلم بتحسين الوضع المادي والبحث عن الحرية. ويرصد الفيلم الذي أخرجه مروان عمارة ويوهانا دومكي, وعرض في عدة مهرجانات دولية كان آخرها القاهرة السينمائي, مجموعة من العمال المصريين صغيري السن يعملون في أحد الفنادق السياحية الفاخرة; حيث الصدام بين قوالب الثقافتين الغربية والشرقية وهناك تعيش تلك الفئة من الشباب حياة أشبه بالحلم. ورغم أن الفيلم ينتمي لفئة الأعمال تسجيلي/ روائي إلا أنه تم عرضه تجاريا بسينما زاوية وبسبب الإقبال الكبير علي الفيلم وردود الفعل الإيجابية تقرر مد عرض العمل لأسبوع آخر. وقال مروان عمارة مخرج الفيلم لالأهرام المسائي إن فكرة الفيلم جاءت عندما كان يعمل علي مشروع فيلمه قص مع المخرجة يوهانا دومكي عام2013, وكان من الملاحظ في محيط أقاربه وأصدقائه أن هناك حالات سفر متعددة لأماكن مثل شرم الشيخ والغردقة من أجل العمل وكسب الرزق. وأوضح أن العمل في هذه المناطق لا يستلزم خبرة وعائده المادي جيد, وكان الشباب الذين يعملون هناك عند عودتهم يرون قصصا تحمل مبالغات وكأنهم يتحدثون عن ألف ليلة وليلة, منهم من يشعر بالسعادة بسبب الحرية المفرطة, وآخر بالربح الوفير مقابل مجهود قليل, وقصص أخري, جعلتنا نهتم بالبحث عن حقيقة هذه القصص, مشيرا إلي أنه ذهب إلي شرم الشيخ, والتقي كثيرا من الشباب ممن يعملون هناك, ووجدنا قصصا كثيرة لكنها ليست بالمبالغة التي كانت تحكي لنا. وأضاف مروان دفعتنا القصص التي سمعناها وعدم تقديم فيلم عن العاملين هناك, إلي تقديم عمل عنهم وعن قصص تقدم كتعبير عن التنوع الثقافي والاجتماعي الذي جاء به العاملين لهذه المدينة, فمعظم من صوروا في هذه المدينة كانوا يهتمون بالسائحين لكنهم لم يتطرقوا إلي العاملين هناك وكيف يتأثرون بالمكان ويؤثرون علي بعضهم, فخلقت منهم أشخاص مختلفون, وهذا ما يرصده الفيلم من خلال7 قصص متباينة لتقديم صورة أكبر عن المدينة. قال إن أبرز مشكلة كانت في العمال فهم مستعدون لمشاركتنا بقصصهم, لكن بعضهم كان لديه مشكلة في الحكي أمام الكاميرا لأن عائلاتهم لا يعرفون عملهم الحقيقي, لذلك دمجنا التسجيلي بالروائي لمراعاة الجزء الخاص بطبيعة عملهم, بالإضافة إلي أن مدينة شرم الشيخ متجددة طوال الوقت يأتيها ناس ويذهب آخرون, ونجحنا في النهاية أن نعرض قصصا كثيرة دون أن يتأذي أحد, وعندما يري المشاهد العمل لن يجده تقريري أو تمثيليا, بل سيظل متشككا حتي النهاية فيما يراه. وحول عرض العمل في دور العرض ومنافسته قال إنه في العشرة أعوام الأخيرة أصبحت الأفلام التي تجمع ما بين التسجيلي والروائي أو الوثائقي والروائي متواجدة بشكل ملحوظ, ولها جمهورها مثل ورد مسموم, وآخر أيام المدينة, ومن قبل فيلم ميكروفون, ولهذا فأنا سعيد بأن هذه النوعية من الأفلام بدأت تلقي طريقها نحو الجمهور للعرض تجاريا, كما أن ردود الأفعال فاجأتني. وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت ساهمت في إطلاع الجمهور علي سينمات أخري والمهرجانات العالمية, فأصبحوا بحاجة إلي نوع آخر من السينما بجانب التجارية, وطالما أن الأفلام من النوعية التي أقدمها تعرض تجاريا وتستمر لأسابيع أخري, فهذا معناه أنها ناجحة وتحقق هامش ربح ولو بسيط, وأتمني أن يتوسع الأمر وتكون هناك أصوات مختلفة. وأكد مروان أن الفيلم مازال أمامه دورة6 أشهر في المهرجانات الدولية, كما سيعرض بسينمات في الوطن العربي وفرنسا وألمانيا, ولهذا لم يفكر في مشروع جديد, خاصة أن العمل علي الفيلم استغرق خمسة أعوام, من مرحلة البحث عن القصص, ثم جلب دعم من الصناديق, والتحضيرات والتصوير, ثم المونتاج الذي استغرق عاما كاملا.