أصبحت العبارات النهرية نعوشا عائمة بسبب تقادمها وتهالك البعض منها في نيل سوهاج.. كما أن التحذيرات المتكررة من أهالي محافظة سوهاج القاطنين علي جانبي شطري النيل من خطورة هذه العبارات لم تجد آذانا صاغية من المسئولين, وظلت تعمل تحت سمعهم وبصرهم رغم ما بها من أعطال في نقل المواطنين ذهابا وإيابا بين شطري النيل حتي وقعت الكارثة أخيرا في عبارة قرية الخازندارية بمركز طهطا التي تعرضت لكسر بابها وسقوط العشرات من ركابها بمياه النيل ولولا العناية الإلهية لراح ضحيتها العشرات من الأبرياء بسبب الإهمال. في البداية يقول ماهر محمود- موظف- إن المعديات بمراكز المحافظة سواء بقرية السكساكة بمركز طما أو الخازندارية بمركز طهطا أو الشورانية بمركز المراغة وغيرها من معديات أهملها أصحابها منذ فترات طويلة.. وجعلوها وسيلة مواصلات للبشر والحيوانات والبضائع, فالحيوانات تجلس بجوار الركاب في المعديات ونظرا لعدم وجود أي مواصلات بديلة يضطر المواطنون للركوب. تأمين العبارات ويضيف خلف السيد- طالب- إن المعديات هي الوسيلة الوحيدة للنقل بين بعض المراكز والقري وخاصة من مدينة المراغة إلي الشورانية وكذلك من الخازندارية إلي القري شرق النيل وقال: هي رحلة يومية اعتاد عليها المواطنون لقضاء مصالحهم واحتياجاتهم سواء كانت صحية أو تعليمية أو تجارية وهذه المراكب والمعديات بالنيل والترع تفتقد لكل ضوابط السلامة الملاحية ولا توجد بها أدوات إنقاذ وعدم التزامها بالحمولة أو عدد الركاب خاصة أنها تكتظ بالأهالي عن آخرها وحتي حافتها بالإضافة إلي سوء المرسي وطالب بإنشاء كباري بمناطق المعديات خاصة بالقري التي تطل علي جانبي النهر.و يشير فوزي عبد الرحمن مدرس إلي أن أصحاب معظم المعديات الخاصة همهم الوحيد هو الكسب اليومي ولا يهتمون بتأمين العبارات وتزويدها بوسائل الإنقاذ السريعة في حالة وقوع حادث غرق أو تعرضها للخطر لآن ذلك يكلفهم ماديا وقال: معظم هذه المعديات قديم ومتهالك والأشخاص الذين يقودونها غير مؤهلين للملاحة النهرية ويتساءل: أين دور المسطحات المائية في الرقابة علي هذه المعديات.. ؟! غياب الرقابة وطالب حسانين خلف السيد- مزارع- بتطويرالعبارات وتزويدها بوسائل الأمان وأيضا تطوير المراسي والطرق المؤدية إليها وفرض التأمين الإجباري علي أصحابها في حالة وقوع حوادث تؤدي إلي غرق الركاب.. ويوضح فوزي محمود محمد- موظف- أن أصحاب المراكب الشراعية الصغيرة يستغلون تعطل المعديات وتوقفها عن العمل في الفترات المسائية ويمارسون استغلال المواطنين ويقومون برفع الأجرة إلي أضعاف قيمتها. ويؤكد مرسي عثمان- حاصل علي دبلوم- أن غياب الرقابة والمتابعة علي هذه المعديات يؤدي إلي تفاقم الكوارث وزيادة ضحايا الإهمال فلابد من الرقابة علي مدي صلاحية المعديات التي تحمل الكثير من الأرواح مطالبا بفرض عقوبات رادعة علي المخالفين والتحفظ علي المعديات المخالفة ومنعها من العمل نهائيا. كباري جديدة ويفجر خالد حسين- موظف- مشكلة توقف عمل المعديات النيلية بالمحافظة بعد الساعة السادسة أو السابعة مساء يجعل تلك القري بمراكز المحافظة القاطنة شرق او غرب النيل معزولة عن المحافظة ويدفع أهالي تلك القري إلي استقلال مراكب صغيرة تفتقد هي الأخري إلي كل وسائل الأمن أو استقلال سيارات تسير مسافات طويلة حتي يستطيعوا الوصول إلي البر الغربي أو الشرقي مشيرا إلي أنه من المؤسف أن اهتمام المسئولين يكون وقتيا عقب كل حادث وبعدها يهدأ كل شيء ويعود كل شيء إلي حاله حسب قوله- ويبقي السؤال إلي متي تستمر عبارات الموت تعمل في سوهاج دون اهتمام ودون رقابة ومتي تولي الدولة اهتماما بهذا القطاع لإقامة كباري جديدة علي نهر النيل.. وأصدر الدكتور أحمد الأنصاري محافظ سوهاج علي خلفية ماجري لإحدي العبارات بقرية الخازندارية بطهطا توجيهاته بالعمل علي منع إقلاع أو تسيير أي عبارة أو معدية بالنيل إلا بعد التأكد من كامل صلاحيتها وسلامة معداتها, وأضاف أنه يجري عمل الصيانة اللازمة لعبارة الخازندارية وتمت الاستعانة باللنشات الخاصة بالأهالي لسهولة انتقال الأفراد واستخدام كوبري طما العلوي إلي مدينة طهطا وصولا إلي البر الآخر وسيتم عمل مطبات تهدئة علي مدخل المرسي مؤكدا أن العبارة لن تعود للخدمة إلا بعد التأكد تماما من سلامتها وأنها صالحة للعمل. وفي السياق ذاته تقدم مصطفي سالم عضو مجلس النواب ببيان عاجل إلي الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب أشار فيه إلي أن العبارة النهرية بقرية الخازندارية شرق هي العبارة الوحيدة التي تخدم أهالي القرية البالغ عددهم أكثر من20 ألف نسمة وطالب بتوفير عبارة جديدة أو إنشاء كوبري يربط بين القرية من الجهة الشرقية ومدينة طهطا من الجهة الغربية حفاظا علي أرواح وسلامة المواطنين.