السمنة مشكلة تحير نسبة مرتفعة من المصريين, ومع انتشار العمليات الجراحية المرتبطة بها, باتت هناك مجموعة من الأسئلة التي تفرض نفسها بقوة, ومنها: متي يصبح من الضروري اتخاذ قرار إجراء هذه الجراحة؟ و هل هناك بدائل للتدخل الجراحي ؟! وحول السمنة وما يرتبط بها من تساؤلات لدي الكثيرين كان هذا الحوار مع د. د. أكرم أمين أخصائي الجراحة العامة وجراحات السمنة والمناظير: .............. ؟ تنتشر السمنة انتشارا واسعا في مصر. ووفقا لدراسة نشرتهاNewEnglandJournal عام2015 فإن أكثر من19 مليون مصري يعانون السمنة, كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلي دراسة أجريت عام2016, وتوضح نتائجها أن69% من النساء في مصر الأكثر من18 عاما يعانون السمنة. .............. ؟ يعرف الوزن الزائد والسمنة بأنهما تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون, قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض ومشكلات صحية, مثل أمراض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها. .............. ؟ نعم ترتبط السمنة ببعض الاضطرابات التنفسية, بما في ذلك ما يعرف بانقطاع التنفس النومي, وهو اضطراب نومي قد يكون خطيرا, حيث يتوقف التنفس, ويعود بصفة متكررة............... ؟ السبب الأساسي لزيادة الوزن والسمنة, هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها. وعلي المستوي العالمي هناك زيادة في مدخلات الأغذية التي تولد طاقة كثيفة والغنية بالدهون, إضافة الي زيادة في الخمول البدني بسبب طابع عدم الحركة الذي يتسم به كثير من أشكال العمل, إلي جانب توفر وسائل النقل أكثر راحة. .............. ؟ استخدام مؤشر كتلة الجسم(BMI) لقياس مستويات السمنة, وهو عبارة عن ناتج قسمة الوزن علي مربع الطول بالمتر. و ردا علي الكثير من استفسارات المرضي حول جراحات السمنة والحلول الجراحية لعلاج داء السكري, فإنه بناء علي البراهين العلمية والعملية المعتمدة من العديد من الجمعيات العلمية والعالمية السمنة, فإنه ينبغي ألا يتم اتخاذ قرار علاج السمنة جراحيا بناء علي الوزن آو مؤشر كتله الجسم فقط............... ؟ ذلك لأن الوزن والكتلة مؤشران غير دقيقين لصحة الإنسان. وبالتالي لا يمكن اتخاذ قرارك بناء عليهما, إنما المعيار الصحيح لاتخاذ قرار إجراء التدخل الجراحي لعلاج السمنة, هو وجود أمراض لا قدر الله مصاحبة للسمنة, بل أيضا يتوقف الأمر علي مدي شدتها, ومنها أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون بالدم ومتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم, وغيرها من الأمراض التي تصاحب السمنة, أو تنتج عنها بصورة مباشرة أو غير مباشرة. .............. ؟ نعم. ينصح بالتدخل الجراحي لعلاج السمنة المفرطة خصوصا من لديهم مرض السكري ومؤشر كتلة الجسم40 أو أكثر. وكذلك فإنه يمكن التدخل جراحيا لعلاج حالات السمنة المتوسطة( مؤشر كتله الجسم من35 إلي40) ممن لديهم أمراض مصاحبة, مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. .............. ؟ هناك العديد من الإجراءات الجراحية, التي تناسب مرضي السمنة المفرطة, مثل تكميم المعدة الطولي بالمنظار الجراحي, والتحوير المصغر للأمعاء بالمنظار الجراحي, والتحوير المعوي الكلاسيكي بالمنظار الجراحي, و تحوير مجري عصارة البنكرياس والمعروف بالتحوير الاثني عشري بالمنظار الجراحي تعد جراحة تكميم المعدة الطولي بالمنظار الجراحي أكثر جراحات السمنة أمانا و أوسعها انتشارا. .............. ؟ الأمانة العلمية و المهنية تقتضي أن نكرر أن جراحات السمنة هي ليست الخيار الأول للتخلص من السمنة, أما الحل الأول والأساسي هو قوة عزيمتك وإصرارك علي اتباع نظام غذائي سليم, وحياة أكثر حيوية ورياضة يوميا.. كأسلوب حياة. فإن لم تستطع; فعندئذ فمن الممكن أن تلجأ إلي الحل البديل. .............. ؟ الخبر السار في ذلك هو السمنة مرض يمكن الوقاية منه, وأن إنقاص الوزن بصورة معتدلة يمكن أن يحسن من المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة, أو يقي من الإصابة بها. وليس من المفاجئ أن تكون خطوات منع زيادة الوزن هي نفسها خطوات فقدان الوزن; وهي: ممارسة التمارين يوميا, واتباع نظام غذائي صحي, والالتزام دائما بمراقبة ما تأكله أو تشربه.