حذرت منظمة الصحة العالمية أمس من أن تلوث الهواء لا يؤدي فقط إلي وفاة مئات الآلاف من الأطفال سنويا, ولكنه يعرض الأطفال لمخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة في سن البلوغ. وأوضحت في دراسة حول تأثير الهواء الملوث علي صحة الأطفال إنه تم تسجيل نحو600 ألف حالة وفاة لأطفال أقل من15 عاما خلال عام.2016 وأضافت أنه من أجل تغيير هذا الوضع, يتعين علي المدن والدول الابتعاد عن استخدام الوقود الحفري وتعزيز النقل العام. و أكدت الهيئة المعنية بحماية البيئة في الاتحاد الأوروبي أمس إن الدول الأوروبية في حاجة إلي مضاعفة الجهود لتحسين نوعية الهواء رغم التقدم الذي تحقق في الآونة الأخيرة وسط ارتفاع التكلفة علي الإنسان والبيئة. وقالت وكالة البيئة الأوروبية ومقرها كوبنهاجن إن تلوث الهواء كان سببا رئيسيا في الوفيات المبكرة في41 دولة أوروبية شملها المسح بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبالغ عددها28 دولة. وذكر تقرير الوكالة إن ما يقدر بنحو422 ألف حالة وفاة مبكرة في عام2015 ارتبطت بملوثات من الجسيمات الدقيقة في41 دولة. وأضافت الوكالة أن التلوث الناجم عن الجسيمات الدقيقة علاوة علي طبقة الأوزون الأرضية وثاني أكسيد النيتروجين يسبب أو يزيد من مشاكل التنفس وأمراض القلب والشرايين والسرطان ويؤدي الي قصر الحياة. والجسيمات الدقيقة عبارة عن خليط من الجسيمات الصغيرة جدا والقطيرات السائلة التي تضم العديد من المكونات بما في ذلك الأحماض والمعادن وجزيئات التربة أو الغبار. ويعد النقل البري, والزراعة, وإنتاج الطاقة, والصناعة والأسر المعيشية من المصادر الرئيسية لتلوث الهواء. وأكد هانز بروينينكس رئيس وكالة البيئة الأوروبية في بيان أنه فيما يتعلق بتلوث الهواء, غالبا ما تكون انبعاثات النقل علي الطرق أكثر ضررا من تلك الصادرة عن مصادر أخري, حيث إن هذه تحدث علي مستوي الأرض وعادة ما تحدث في مدن, قريبة من الناس. وأضافت الوكالة أن سياسات أفضل لجودة الهواء ومعايير أكثر صرامة لانبعاثات المركبات وصناعة وإنتاج الطاقة ساعدت في خفض معدلات الوفاة المبكرة منذ عام.1990 ويمكن أن يتسبب تلوث الهواء في إلحاق الضرر أيضا بالنظم البيئية عبر إتلاف التربة والغابات والبحيرات والأنهار فضلا عن تقليل غلة المحاصيل.