نجح المؤلف والفنان عمرو محمود ياسين في تقديم عدد من القصص الإنسانية والاجتماعية التي تشغل المجتمع المصري بشكل مختلف من خلال أحداث الجزء الثاني من مسلسل نصيبي وقسمتك الذي قدم فيها ما يقرب من9 قصص, تقدم كل قصة في خمس حلقات بأبطال ومخرج جدد, لتكون كل قصة بمثابة فيلم سينمائي, الأمر الذي جذب عددا كبيرا من الجمهور إليها, لتتخطي بعض الحلقات علي موقع اليوتيوب حاجز المليوني مشاهدة. وفي حواره مع الأهرام المسائي قال إن أبرز ما دفعه لتقديم هو حالة الإعجاب التي سيطرت علي الجمهور بعد الجزء الأول والذي حقق نجاحا وقتها مع تجديد اعتماد القصة علي خمس حلقات وليس3 حلقات, كما في الجزء الأول, كما تحدث عن أن الجمهور بحاجة إلي هذه النوعية من الأعمال والتي تعتمد في الأساس علي طرح قصة جديدة كل فترة كنوع من التجديد, وأشار ياسين إلي تخوفه الشديد من فشل أي قصة لأنه معني ذلك أنه سيتحمل المسئولية وحده, وتفاصيل أخري تحدث عنها في هذه السطور: ما الذي دفعك لتقديم جزء جديد من العمل بهذا الشكل؟ بعد انتهاء الموسم الأول من المسلسل, كانت هناك مطالب من الجمهور بتقديم جزء جديد من العمل من خلال موسم آخر للمسلسل, ففكرنا وقتها في كيفية تطوير المسلسل وتقديم شيء جديد فيه, واستقررنا علي تقديم5 حلقات من كل قصة بدلا من تقديم3 حلقات فقط, لأننا لاحظنا أن3 حلقات قليلة علي توضيح القصة وعناصرها الدرامية بشكل مركز, ففكرنا في أن تكون كل قصة مكونة من5 حلقات متكاملة, لأنها من ناحية ستشبع رغبة الجمهور في متابعة الحلقات لأنهم كانوا يقولون إنها تنتهي بسرعة, ومن ناحية أخري أشبع أنا رغبتي ككاتب في تقديم حدوتة متكاملة ومركزة, فكان تقديم الخماسيات هي الأقرب والأنسب للجمهور, وخاصة أن الناس بدأت تمل من الحلقات الطويلة ذات الستون حلقة بأبطال ثابتين وقصة واحدة. وهل هذا يعني أن هذا النوع من المسلسلات سيحل بديلا عن الأعمال الطويلة بمرور الوقت؟ بالتأكيد لا.. لأن كل نوع من المسلسلات له جمهوره وله طعم مختلف, ومن الصعب أن يتحول كل المؤلفين ليقدموا قصصا منفصلة بحلقات قصيرة, ولكن فكرة مسلسلنا كانت قائمة علي التجديد بدليل أننا استعنا بمخرجين كثيرين وأبطال مختلفين في كل قصة من القصص التي يسردها المسلسل, لدرجة أن البعض قال لي إن هذا مجهد للغاية, وأن كل قصة تصلح أن تكون فيلما, وبالطبع هم محقون في ذلك, غير أن النجاح الكبير يحتاج إلي تضحيات حتي لو ضحينا بالأفكار التي تصلح لتقديمها في أفلام طويلة فكل قصة من القصص تصلح لأن تكون فيلما مستقلا مدته ساعتين و10 دقائق مثلا, ولكن الدراما المركزة والحدوتة هي سر النجاح, ورغم أن هذا العمل مجهد للغاية واستغرق وقتا طويلا في كتابته إلا أن رد فعل الجمهور أسعدني للغاية وشعرت أن مجهودي لم يضيع هدر. هل كانت هناك معايير وضوابط خلال كتابة الحلقات؟ بالفعل وضعنا ضوابط ومعايير للمسلسل وبعد أن التزمنا بها جاء رد الفعل وهو النجاح الذي حققناه, لأن الجميع تعب في المسلسل وفي التصوير والإخراج, وهذا المجهود لا يمكن أن يذهب بدون رد فعل عند الناس في الشارع والبيوت, وكنت متوقع أن يحدث هذا التفاعل الكبير لأننا أخلصنا النية في الوصول لأعلي معدل من الإتقان والحرفية, وكانت لدينا الرغبة القوية في النجاح, وأري أن ما حدث من وردود فعل قوية سواء علي السوشيال ميديا أو بتعليقات الناس في الشارع هو مكافأة ربنا لفريق العمل علي ما بذله من مجهود كبير ومشرف رغم ضغط الوقت لأننا كنا مرتبطين بالعرض علي قناة فضائية لدرجة أننا كنا نعمل علي الهواء لأننا مرتبطون بموعد تسليم حلقات للقناة, وهذا أرهقنا كلنا, حيث فوجئنا بقرار تسليم المسلسل قبل الموعد الرسمي بشهر. هل هناك قصص كنت حددت أبطالها قبل كتابتها أو كتبت خصيصا لفنانين بعينهم؟ نعم كانت هناك حلقات مكتوبة لأشخاص بعينهم فمثلا604 كانت مجرد فكرة في ذهني وتحدثت عنها مع حنان مطاوع وأخبرتها أني لدي فكرة حلوة لها وأنها الوحيدة التي تصلح لتقديمها, وإن لم تقدمها لن أكتبها وسردت لها الفكرة, وبالفعل وجدتها متحمسة للغاية ووافقت علي القصة, وأيضا قصة حبيبة أمها كظطت كتبتها للفنانة درة وكنت أري أنها الأجدر والأنسب لتقديمها, وهناك حكايات أخري كنت أعرف أبطالها بعد كتابة الحلقة الثالثة, حيث كنت أري الشخص المناسب للقصة ويتجسد أمامي دم ولحم وأنه لائق علي تقديم الحكاية, وكنت أشعر أن الحدوتة تنادي صاحبها فأغلب الأبطال الذين ظهورا بالمسلسل كانوا الترشيح الأول. ما المدة التي استغرقتها كتابة الحلقات؟ هذا العمل كما ذكرت مرهق للغاية بالنسبة لي واستغرقت حوالي4 أشهر ونصف الشهر في كتابة التسعة قصص, وهذا وقت ليس بالقصير كما يظن البعض, لأنني لم أكن أكتب فكرة واحدة ولكن9 أفكار ب9 أفلام بمعدل ساعتين وربع لكل فيلم منهم وهذا مجهود مضاعف, إضافة إلي المسئولية الكبيرة التي شعرت بها أثناء العمل لأنني اعتبر حلقة الوصل الأساسية بين كل القصص ولا توجد بطلة أو بطل يتحمل معي المسئولية فكل شخص تنتهي مهمته مع انتهاء قصته حتي المخرجين كانوا يتغيرون, وكل واحد مسئوليته تنتهي مع انتهاء قصته المشارك فيها لذا كنت قلقا طوال الوقت وخائف علي العمل, لأني كنت أقول إذا فشلت قصة سأتحمل المسئولية وحدي. ما السبب في الاستعانة بأكثر من مخرج علي مدار قصص الحلقات؟ لأن المجهود كبير وكان من الضروري تغيير المخرجين كما أننا كما ذكرت كنا نصور علي الهواء وبالتالي في الوقت الذي كنا نصور فيه قصة كان صاحب القصة التالية يقوم بالمعاينات والتحضيرات للتي تليها, لدرجة أنني كنت أقول إننا ننتج كل أسبوع فيلما جديدا بأبطال جدد وفريق جديد ومخرج جديد أيضا, وهذا كان مجهود جبار في وقت قصير. إضافة إلي أن كل قصة كان لها مخرج يليق عليها فمثلا كانت قصة604 لائقة علي المخرج أكرم فريد فهو أكثر مخرج يصلح لإخراجها لأنه يحب نوعية أعمال الرعب وعرضت عليه قصتين ووافق علي هذه القصة تحديدا بينما القصة الأخري لم تنفذ, وهذا هو سر استعانتنا بمخرجين مختلفين في كل قصة من قصص العمل. ألا تري أن الكتابة أخذتك من التمثيل؟ بالطبع أخذت مني وقتي ولكن أنا أحب الكتابة وأعشقها بجانب حبي بالطبع للتمثيل, والكتابة لا يمكن أن تجعلني أبتعد بشكل نهائي عن التمثيل لأنني أعشق الاثنين ولكن أشبع رغبتي في الكتابة, وإذا عرض علي مشروع جيد لتمثيله لن أتركه. ما مصير مسلسل مرزوق وإيتو مع محمد رمضان؟ المشروع قامت بشراء فكرته إحدي شركات الإنتاج وكلفتني بكتابتها وقمت بتحديثها لأنني تسلمتها عبارة عن سطرين وقمت ببناء الخطوط الدرامية وغيرها, ونالت الفكرة وقتها إعجاب محمد رمضان ولكن المشروع توقف وتم فسخ التعاقد بيني وبين الجهة المنتجة بالتراضي, وكان يوجد شرط في العقد أنه يمكن استكمال التعاقد في أي وقت إذا كانت لدينا الرغبة لذلك, وقمت بكتابة10 حلقات من المسلسل فقط.