احتفلت وزارة الثقافة مساء أمس بمرور60 عاما علي تأسيسها بحفل كبير أقيم بدار الأوبرا, بحضور وفود16 دولة شقيقة, بالتزامن مع انعقاد الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الوزراء العرب المسئولين عن الشئون الثقافية المقامة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الإليكسو وتحمل شعار القدسفلسطينية برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. حضر الحفل عدد كبير من المثقفين المصريين علي رأسهم وزراء الثقافة السابقون منهم د. فاروق حسني, د. جابر عصفور, وبحضور أيضا د. أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية, والفنانة سميحة أيوب, والفنان محمود حميدة, د. أشرف زكي رئيس أكاديمية الفنون ونقيب الممثلين, ود. هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب, د. أحمد عواض رئيس هيئة قصور الثقافة, د. أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة. وأجمع الحضور علي أهمية الثقافة العربية التي تجمع الدول العربية في نسيج واحد عليه أن يتصدي للأفكار المتطرفة التي تريد السوء بالوطن العربي. كما تمت مراسم تسليم شعلة المؤتمر من د. محمد زين العابدين, وزير الشئون الثقافية التونسي, إلي د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة, رئيس الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر, ووقف الحضور دقيقة حدادا علي روح د. عبد الله محارب المدير العام السابق للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم, كما سلمت وزيرة الثقافة درع تكريم للراحل تسلمه مدير المنظمة الحالي د. سعود هلال الحربي. وقالت د.إيناس عبد الدايم: سعداء أن يقام المؤتمر في مصر للمرة الثانية وهو ما يمثل استعادة لدور مصر الريادي وأهم محور للمؤتمر هو الإنسان العربي, كما نحتفل اليوم بمناسبة60 عاما علي تأسيس الوزارة. وأضافت أن المؤتمر في دورته ال21 يأتي ليؤسس دعائم العمل وليبني جسور خلاقة مع الدول الأخري ويعطي الأمل في مستقبل أكبر نمتلك موارده من مثقفين في مختلف العلوم في كل الدول العربية ومؤسسات ثقافية عريقة ولغتنا العربية رغم عواصف العولمة مازالت نسيجا يجمعنا, نحن أمة ثقافية بعمقها الحضاري, بماضيها وحاضرها تخلق مستقبلها, نواجه تحديات مشتركة منها الأفكار المتطرفة والإرهاب, وضعف المؤسسات الثقافية, وضعف استخدام التكنولوجيا والاعتداء الصارخ علي الملكية الفكرية, وعلي الرغم من أن العقود الثلاثة الأخيرة شهدت نشاطا في مجال الترجمة إلا أنه مازالت هناك فجوة عميقة بيننا وبين الثقافات العالمية نأمل عبورها, ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء الإنسان هو جوهر مشروع ثقافي مشترك يحتاج لتكاتف كل الجهود, لتعكس غايتنا في التقدم ومكافحة التطرف الفكري والحفاظ علي التراث الفكري المشترك, وتنشيط حركة الترجمة وبذل الجهد لاكتشاف الموهوبين لدعم الثقافة العربية فهؤلاء دعائم الثقافة, ويجب أن تكون هناك حركة للنهوض بالصناعات الثقافية ولن يحدث ذلك إلا باتحاد الدول العربية, وكلنا أمل أن تشرق شمس الرقي علي الوطن العربي كله. وقال د.أحمد أبو الغيط, الأمين العام لجامعة الدول العربية: نعتز بقيمة الثقافة العربية في المسيرة الإنسانية ووجودها المتجدد في الحاضر وإسهاماتها في الماضي, لكن هذا لا يعني أن نعمي أعيننا عن ما أصابها من ضعف, فهل مازالت ثقافتنا قادرة علي أن تواكب العصر بإنجازاته العلمية, هل هي مشدودة للمستقبل أو مازالت أسيرة للماضي, علينا أن نسأل أنفسنا عن حجم إنتاجنا الثقافي من كم الإصدارات للكتاب العربي الذي يصل إلي18 ألف كتاب في السنة وهو رقم يساوي إصدارات دار نشر واحدة في العالم الغربي, كما أين نحن من الترجمة, فهناك إحصائية تقول إن اليونان تترجم خمسة أضعاف ما يترجم إلي العربية, وهذا يفسر الشكوي الدائمة من الانطباعات المغلوطة التي تتكون لدي الآخر عنا. وتابع أبو الغيط: لدينا حنين للجيل المؤسس الذي قدم منتجا ما زلنا ننهل منه حتي الآن, كما أن الثقافة العربية تدفع ثمنا للاضطرابات التي شهدها الوطن العربي وما شوه علي يد الإرهاب, فالثقافة لا تزدهر في عصور الاضطرابات, فعلي المهتمين بالخطاب الثقافي ألا أرفضوا الخطاب المتطرف فقط, ولكن العمل علي تطوير خطاب مقاوم له. وقال د. سعود هلال الحربي مدير المنظمة: إننا بأمس الحاجة لأن نرتفع بالعمل الثقافي مع التأكيد علي مضمونها وجوهرها ونقدم خطابا ثقافيا في غاية الوضوح عميق الجوهر ومع علو شأن الثقافة يكون علو وقيمة الإنسان, وعلينا أن نجعل ثقافتنا الإنسانية في مصالحة مع الآخر, وألا تكون متعصبة ومنغلقة, نريد ثقافة متفائلة تقوي الهمم ومحفزة ومشجعة تحتاج دعما من كل المستويات احتراما لحق الإنسان في الثقافة, وتمثل اللغة العربية أبرز علامة للثقافة العربية فهي قيمة وجودنا, بها تراث الأمة وقضايا الماضي والحاضر. قال د. محمد زين العابدين, وزير الشئون الثقافية بتونس: إن اليوم نسلم مصر شعلة رئاسة المؤتمر والتي تستمر لعامين, والرهان الثقافي اليوم يحدد مصير شعوبنا فنتحدث هنا عن المسئولية الفكرية والثقافية المطروحة من كتاب وترجمة ونشر وهي مسائل مهمة لنا كدول عربية بجانب التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية كل هذا مطروح للنقاش من خلال المؤتمر, الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وهذا فيه إصرار ورعاية للقيمة الثقافية وهذه إشارة لمواصلة العمل معا. وأكد د. إيهاب باسيسو وزير ثقافة فلسطين أن انعقاد المؤتمر في مصر يمثل خطوة مهمة للعمل العربي المشترك من الثقافة وباقي التحديات التي تواجه الوطن العربي, واجتماع الوزراء في هذه الظروف خطوة للمستقبل لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية وانتصار للإبداع والعدالة لذلك من الأهمية أن تحضر فلسطين فوجودنا هنا اليوم لنؤكد أن القدس بكل أبعادها مكون أصيل من مكونات الثقافة العربية وهو انتصار للعدالة والقيم الإنسانية لتكون مفتاحا وممرا للسلام والمستقبل فنتحدث عن مستقبل يعزز من قيم العدالة والتفعيل العربي المشترك ونثمن دور مصر لضمها الاجتماع ليكون العمل مشتركا ينتصر للإنسان العربي والانتصار للتاريخ وأن تكون الثقافة جسرا بين الوطن العربي وباقي العالم. وشهدت الاحتفالية تنوعا ثقافيا فنيا يبرز ما تضمه مصر من ثقافة متنوعة, فقام الحضور بجولة في قصر الفنون وبمعرض للكتاب, وآخر لعدد من الوثائق المهمة بتأسيس الكيانات الثقافية, كما قدمت بساحة الأوبرا عددا من اللوح الفنية الاستعراضية من كل أنحاء مصر قدمتها فرق قصور الثقافة من توشكي, الأقصر, والإسكندرية, وبورسعيد, ومطروح, والعريش. كما أقيم عرض بالمسرح الكبير بالأوبرا تحت عنوان ملحمة التنوير إخراج خالد جلال, صياغة درامية, د. مصطفي سليم, أداء صوتي سميحة أيوب, بطولة هشام إسماعيل وطلبة مركز الإبداع الفني بصندوق التنمية الثقافية.