تسلمت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، شعلة مؤتمر وزراء الثقافة العرب في دورته الواحدة والعشرين من وزير الثقافة التونسي، الدكتور محمد زين العابدين، حيث استضافت تونس الدورة العشرين بمدينة قرطاج، اليوم الأحد، على المسرح الكبير بالأوبرا. تحمل الدورة الحادية والعشرون لمؤتمر الوزراء العرب، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليسكو) شعار القدس فلسطينية، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كما تحتفل وزارة الثقافة بالعيد الستين لتأسيسها. ألقت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، كلمة بالإنابة عن رئيس الوزراء، المهندس مصطفى مدبولي، وقالت: "مصر تعتز بأشقائها العرب، وتسعي لمد جسور التعاون الثقافي والفكر العربي، باعتبار أنها ذات مصير مشترك، وأود أن أعبر لكم عن مدى اعتزاز المصريين وفخرهم بأن تحتضن القاهرة مؤتمر وزراء الثقافة العرب للمرة الثانية". وأوضحت الوزيرة، أن هذا الموتمر يؤسس دعائم العروبة ويعمق وحدتنا ويبني لنا جسورًا من التفاعل في عالمنا المعاصر، ويحسم العلاقة بين ماضينا وحاضرنا في بلوغ مستقبل أفضل، ونحن نمتلك الإمكانيات التي تعزز ثقتنا من الموارد البشرية من المبدعين والمثقفين في كافة المجالات، كذلك لدينا رصيد كبير من الصناعات الثقافية ولدينا مؤسسات ثقافية عريقة منذ أكثر من نصف قرن مضي، ولغتنا العربية رغم عواصف العولمة لا تزال نسيجًا يجمعنا وحافظة لذاكرتنا الثقافية. وقالت "نحن أمة غنية بثقافتها وعمقها الحضاري، وقادرة علي أن تمضي إلى مستقبل ثقافي يعزز قدرة التفاعل الإنساني ومواجهة التحديات المشتركة، التي تتمثل في التعصب وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم، وضعف بعض المؤسسات الثقافية في الوصول إلى كل الفئات، والتضخم البيروقراطي، بالإضافة إلى بعض التحديات التي تتعلق بالاعتداء الصارخ على حقوق الملكية الفكرية". وأكدت "عبدالدايم" أن دعوة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، نحو بناء الإنسان العربي، ما يمكن أن يشكل جوهر هذا المشروع، إذ يحتاج بناء الإنسان العربي إلى تكاتف كل الجهود، والتضامن العربي والثقافي لمكافحة التطرف الفكري، وبذل أقصى الطاقات المتاحة لتعزيز العمل العربي. فيما قال الدكتور محمد زين العابدين، وزير الثقافة التونسي، إن الثقافة العربية لها دور مهم في ترسيخ قيم الحوار ونبذ العنف والجريمة والإرهاب في ظل ما تعيشه أوطاننا العربية، ولإحداث هذا التغيير يستوجب اتخاذ التدابير والمناهج للحد من تأثيرات الثقافة الشمولية والمحلية والعربية، ومن منطلق بالإيمان بذلك، فان الثقافة جاءت حلمًا يتحقق في قلب مثقفينا لتجسيد لهذا التوجه، ومدينة قرطاج من أكبر المدن الثقافية حملت على عاتقها تحقيق هذا الحلم. وقال "لقد عملنا خلال الفترة الأخيرة من خلال رئاسة تونس لمؤتمر وزراء الثقافة العرب على تحقيق جزء من الأحلام العربية، وأسسنا بيتًا للرواية، ومركزًا دوليًا للإبداع، ومراكز ومنارات ثقافية ومسارح أخرى". وأضاف الدكتور سعود الحربي، مدير منظمة الأليسكو، "تحملنا مسئولية عظيمة علي المستوي القومي والإنساني، ما يدفعنا للمثابرة لدفع الثقافة العربية للأمام ونرتقي بها، لذلك فإننا في أمس الحاجة إلى رفع الإنتاج الثقافي والأدبي وتنوعه لتمهيد القيمة الإنسانية، وهو ما سنسعى إلى تعميمه في مؤتمر وزراء الثقافة العرب في هذه الدورة بالقاهرة". بدأ اليوم الاحتفال بقيام الوفود العربية ال16 بجولة في صالون النحت الثانى بقصر الفنون، بعدها عروض فنية لفرق الفنون الشعبية التابعة لهيئة قصور الثقافة، صورة عن الفلكلور المصرى تبرز موروثاته الفنية، ثم اختتم الافتتاح بإهداء درع تذكاري لتكريم اسم الراحل عبدالله محارب، المدير العام السابق للمنظمة، بعدها يستقبل المسرح الحفل الفني الذى يحمل عنوان (ملحمة التنوير ) للمخرج خالد جلال، والذى يلقى الضوء على محطات هامة من تاريخ وزارة الثقافة.