خبراء: البلدان شريكان مهمان في المنطقة وتعاونهما يعزز نجاح جهود القضاء علي الإرهاب الغمراوي: روسيا تعاني الإرهاب تماما كمصر وتعاونها معنا أعاد التوازن الدولي في المنطقة أجمع خبراء علي أهمية التنسيق المصري الروسي في التصدي للإرهاب ومكافحته في منطقة الشرق الأوسط خاصة في مجال ترقب النازحين من الإرهابيين من سوريا والعراق وتتبع خطواتهم داخل مصر وليبيا, مؤكدين أن هذا التنسيق والتعاون الذي ازداد بين البلدين منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر علي عدة أصعدة, ومنها صعيد التنسيق والتعاون العسكري والأمني, مما زاد من نجاح عمليات مواجهة الإرهاب والقضاء علي الإرهابيين ومحاصرة أوكارهم. تقول الدكتورة نورهان الشيخ, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن التنسيق المصري الروسي في مجال التصدي للإرهاب يأتي علي مستويين; الأول المستوي المصري في سيناء, والثاني هو المستوي الإقليمي في المنطقة في سوريا وليبيا وغيرهما من دول المنطقة, مشيرة إلي أنه علي المستوي المصري, فروسيا شريك مهم جدا لمصر في مسألة التنسيق الأمني وكذلك التعاون في مجال تبادل المعلومات بين الأجهزة الاستخباراتية للبلدين خاصة فيما يتعلق بالإرهابيين النازحين من سوريا والعراق إلي مصر وليبيا وأفغانستان, حيث الاستفادة من التكنولوجيا الروسية المتقدمة جدا في هذا الصدد. وتضيف د. نورهان الشيخ أن التعاون يشمل أيضا المناورات العسكرية المشتركة والتي كان أنجحها المناورات العسكرية المشتركة عام2016 في مجال مكافحة الإرهاب, وكانت من أنجح المناورات في هذا الشأن, لافتة في الوقت نفسه إلي أن الملفات الإقليمية مثل سوريا وليبيا والتي يشملها التنسيق المشترك تحوي ملف نزوح الإرهابيين من هذه الدول باتجاه مصر مما يستلزم التنسيق في مجال ترقب وتتبع هذه العناصر الإرهابية. من جانبه, يشير السفير أحمد الغمراوي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, رئيس المنتدي الثقافي المصري, إلي أن روسيا تعاني الإرهاب تماما كمصر ولذلك فلم يكن من الغريب أن يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء العمليات الإرهابية التي تمر بالشرق الأوسط وتفاقمها في سوريا, أننا يجب أن نتدخل للقضاء عليهم يقصد الإرهابيين, لأننا إن لم نقض عليهم في سوريا فسيأتون إلينا للقضاء علينا, مضيفا أن هذا الأمر ليس غريبا علي الروس, فروسيا هزمت في أفغانستان من الإرهابيين وانسحب منها140 ألف جندي كانوا يحتلون أفغانستان وحولوها إلي نظام شيوعي ووقتها قال الزعيم السوفيتي جورباتشوف في مؤتمر الحزب آنذاك: إن أفغانستان سيف يذبح قلب الاتحاد السوفيتي, لافتا إلي أن معاناة روسيا من التطرف لا تقل عن معاناة مصر فكما أن لدينا سيناء التي نحارب فيها الإرهاب لديهم الشيشان التي يحاربون فيها هذا الوباء أيضا, ولذلك فليس من مصلحة روسيا الابتعاد عن مواجهة التطرف في أي مكان كان, لأنه يرتد إليها. وأضاف الغمراوي: علي صعيد التوازن الدولي فما من شك أن روسيا كان لها موقع مميز في مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, ومصر لا تنسي لها دورها في بناء السد العالي إلا أن هذا الموقع قد اهتز بعض الشيء منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات, وبعد أن انحسر الاتحاد السوفيتي وأصبح الاتحاد الروسي بعد هزيمة أفغانستان انفصلت عنها الدول الإسلامية التي كانت تابعة لها كأوزباكستان وغيرها, مشيرا إلي أن تجربة روسيا مع الإرهاب تجربة قاسية مثلما كانت التجربة المصرية, ولذلك فإن التعاون المصري الروسي والتنسيق المشترك أمر ضروري في الوقت الحالي بعدما حدث من تغير في ميزان القوي الدولية, وروسيا بدأت تتقدم مرة أخري وأصبحت عنصرا فاعلا في الشرق الأوسط خاصة في سوريا وتسليح عدد من الدول العربية ومنها مصر وكذلك المساعدة في المفاعل الذي بدأت مصر التعاقد عليه وتنفيذه في الضبعة. واختتم بتأكيده, أن مصر تسير علي الدرب الصحيح وأن تعاوننا مع روسيا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد التوازن الدولي في منطقة الشرق الأوسط وفي القلب منه مصر التي يعلم الجميع أنها قلب الميزان به. ومن جانبه, شدد الخبير الحقوقي صلاح سليمان علي أن النجاحات التي حققتها مصر في مجال مكافحة الإرهاب تجعلها من الدول المتقدمة جدا في هذا المجال مما يجعل الجميع يحتاج للتنسيق معها في هذا الصدد, فمصر لديها من الخبرات الكثيرة التي تراكمت علي مدار سنوات طويلة تواجه فيها هذا الخطر, قائلا: مصر تحارب منتخب العالم للإرهاب في سيناء التي تحوي إرهابيين من كافة دول العالم, مشيرا إلي أن مصر في حرب مع الإرهاب من السبعينيات وما قبلها وحتي بعد أن أصبح الإرهاب عابرا للحدود وممولا بتمويلات خارجية ضخمة, ومصر كانت سباقة دوليا في التأكيد علي ضرورة الانتباه لهذا الخطر والتعاون في سبيل مواجهته والقضاء عليه. من جانبه, قال الدكتور فخري الفقي, أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة: دائما زيارات الرئيس السيسي إلي الخارج تكون ذات بعد اقتصادي ويتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة, وذلك متوقع أن تشهده القمة المصرية الروسية خلال الساعات المقبلة, ويبغ حجم التبادل التجاري نحو6 مليارات ونصف دولار قيمة الصادرات والورادات بين القاهرة وموسكو, ويعمل الرئيس السيسي علي زيادة الصادرات المصرية وتقليل الواردات بين البلدين, كما أن ملف عودة السياحة الروسية المباشرة إلي مدن شرم الشيخ والغردقة سيكون علي مائدة النقاش بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتن, لأن مصر فرضت إجراءات أمنية مشددة علي المطارات فلا داعي لوقف السياحة بين البلدين. وأضاف الفقي أن التعاون بين مصر وموسكو هو في حقيقة الأمر تكامل حقيقي لأن روسيا تعلم قدرة ومكانة مصر في المنطقة العربية وتعلم أنه لا حل للأزمة السورية بدون التواجد المصري لأن القاهرة لها تأثير كبير علي العديد من فصائل المعارضة السورية ولها أيضا تواجد تأثير عربي وإقليمي كبير.