دبلوماسيون: العلاقات شهدت نقلة نوعية منذ بداية عهد السيسي.. وبوتين من أوائل الداعمين لخيارات الشعب المصري السفير شلبي: الزيارة تؤكد رؤية مصر الإستراتيجية.. سنجر:6 مليارات دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين أكد دبلوماسيون وخبراء أن العلاقات المصرية الروسية تاريخية وتشمل مجالات متنوعة من التعاون في مقدمتها مشروع الضبعة والطاقة والسلاح والمنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد, موضحين أن الزيارة التي تعد الخامسة من نوعها للرئيس السيسي لموسكو إنما تمثل نقلة نوعية للعلاقات الثنائية بين البلدين وتأكيدا لاتجاه مصر لتنويع علاقاتها الخارجية مع القوي الدولية المختلفة وذلك في أعقاب ثورة30 يونيو, مؤكدين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان من أوائل القادة الذين أيدوا خيارات مصر في أعقاب ثورة30 يونيو مما أعطي دفعة قوية للعلاقات بين البلدين, بينما تسعي مصر وروسيا لبحث القضايا الإقليمية خلال القمة بين الرئيسين السيسي وبوتين وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية والتي تشهد تطابقا في وجهات النظر بين البلدين, علاوة علي الدعم الروسي لمصر ودول المنطقة في مواجهة الإرهاب ودعم مفهوم الدولة في المنطقة العربية. من جانبه يقول السفير د. السيد أمين شلبي المدير التنفيذي السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية: يقتضي أن نتذكر أنه رغم اختلاف النظم والعهود فإن سياسة روسيا الاتحادية في نهاية الأمر وريثة الاتحاد السوفييتي الذي استثمر استثمارات ضخمة في مصر, وشهدت بداية العلاقات في الخمسينيات صفقة الأسلحة التشيكية ثم السد العالي ثم الصناعات الثقيلة والصلب والألمونيوم. وأشار إلي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد أن يستثمر فيما وضعه الاتحاد السوفييتي من استثمارات ضخمة ليس في مصر فقط, ولكن في المنطقة العربية خاصة في سوريا ونري مظاهر ذلك واضحا. وقال إن العلاقات المصرية الروسية لها تاريخ وقاعدة قوية من التعاون, لكن هذه القاعدة من العلاقات المصرية الروسية حدث فيها نقلة كبري بعد ثورة30 يونيو, حيث كانت روسيا الاتحادية من أوائل الدول التي أيدت اختيارات الشعب المصري. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان من أوائل قادة العالم الذي أيد نظام ما بعد30 يونيو مما فتح المجال للعلاقات لتتطور بقوة علي مدي الخمس سنوات الماضية وفي مجالات غاية في الأهمية بالنسبة لمصر في مقدمتها السلاح والطاقة, والمشروعات الصناعية, والمساهمة باستثمارات روسية كما نري في التوقيع علي إنشاء المنظقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد, وكذلك الطرق, مشيرا إلي أنه تم توقيع مذكرة تفاهم ضخمة منذ أسابيع مع مجمع السكك الحديدية الروسي لبناء آلاف قطارات السكك الحديد في مصر, ومن ثم فإن العلاقات المصرية الروسية تتطور علي مستوي ضخم جدا, كما أن السياحة في طريقها للعودة من جديد. وقال السفير شلبي: إن الزيارة الرئيس السيسي الحالية لروسيا تعد الخامسة من نوعها إلي موسكو, وسوف تتضمن ملفين وهما العلاقات الثنائية والإقليمية, والعلاقات الثنائية سيتم بحث كيفية تطويرها والبناء علي مجالات التعاون المشتركة خلال الخمس سنوات الماضية وفي مقدمتها مشروع الضبعة والمجالات الأخري. وأضاف أنه سيتم بحث العلاقات الاقليمية أيضا وأزمات المنطقة التي تمر بمرحلة حرجة جدا خاصة الوضع السوري, وهي مرحلة دقيقة خاصة ما تشهده محافظة إدلب السورية, حيث نجحت روسيا في اقامة منطقة منزوعة السلاح هناك ووقف عمل عسكري في إدلب كان سيمثل كارثة انسانية خاصة وأنها يسكنها3 ملايين سوري, كما سيتم بحث القضية الفلسطينية, واهمية تحريكها حيث تعاني الجمود الشديد والمواقف السلبية من جانب الولاياتالمتحدةالامريكية. وقال السفير شلبي: إن أي مراقب لهذه الزيارة سيلحظ أنها جاءت في أعقاب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نيويورك, ومعني هذا أن هذا التعاقب في اللقاءات مع الرئيس الأمريكي والروسي يؤكد اختيار مصر الإستراتيجي في تعدد علاقاتها الدولية مع القوي الدولية المختلفة. ومن جانبه, يقول السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق, عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: نحن في تطور كبير بالنسبة للعلاقات المصرية الروسية, وفي الفترة التي أعقبت30 يونيو روسيا من الدول التي قالت: إن ما حدث شأن داخلي ويجب ألا نتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري, وعندما كان الرئيس السيسي وزيرا للدفاع سافر إلي روسيا مع نبيل فهمي عندما كان وزيرا للخارجية وتم الاتفاق علي اجتماع(2+2) أي وزير خارجية مع وزير دفاع لبحث كل الأمور العسكرية والأمنية والسياسية, ومن هنا بدأت العلاقات تنطلق حتي جاءت حادثة الطائرة الروسية التي كان لها تأثير سلبي علي العلاقات بين البلدين, ثم عادت العلاقات إلي إيقاعها مع توقيع اتفاق المفاعلات النووية( الطاقة الكهربائية والضبعة). وأشار إلي أنه تم توقيع اتفاق لإنشاء منطقة اقتصادية بين البلدين في محور قناة السويس. وبالنسبة للتعاون في مجال الطاقة يقول السفير رخا: إن روسيا من أكبر دول العالم إنتاجا للغاز بالتالي سيكون هناك إقبال كبير من جانب روسيا لمساعدة مصر في عمليات تسييل الغاز في مصر. وأتصور والكلام للسفير رخا أن يتم بحث الاتفاقيات التي لم يتم تنفيذها خاصة فيما يتعلق باتفاقات المنطقة الحرة وعودة الطيران لمنطقة البحر الأحمر وشرم الشيخ. وبالنسبة للقضايا الإقليمية, يقول السفير رخا: إنه سيتم بحث الأزمة السورية وإعادة الإعمار, وستكون لروسيا صفقة كبري في ذلك, وربما سيكون لمصر دور في هذه العملية وتعاون مشترك مع روسيا في هذا الإطار. وبالنسبة للأزمة اليمنية فإن روسيا تقول: إنه يجب أن تستجيب الأطراف المختلفة لخطة المبعوث الدولي والقبول بالحل السلمي للأزمة, كما سيتم بحث القضية الفلسطينية في ضوء الدور الأمريكي السلبي الذي يعطل عملية السلام. ومن جانبه يقول د. أشرف سنجر رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بور سعيد: إن العلاقات المصرية الروسية لها جذور قديمة من التعاون العسكري والاقتصادي والسياحي والصناعي, لكن العلاقت المصرية الروسية منذ وصول الرئيس السيسي للحكم أخذت منحي مختلفا. وأضاف أن التبادل التجاري بين البلدين يمثل رقما كبيرا بين دولتين ويتراوح بين4 و6 مليارات دولار, والميزان التجاري يميل لروسيا والسبب أن مصر تعتمد علي روسيا في مجال التكنولوجيا المتقدمة. وأشار إلي أن روسيا لا تتأخر عن دعم الجيش المصري لدعم السلام ومقاومة الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تضر بالأمن المصري. وبالنسبة للنشاط الاقتصادي يقول د. سنجر: إن العلاقات المصرية الروسية تأخذ منحي متعددا مرتبطا بتعدد التبادل والتعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا سواء في مجال عربات السكك الحديدية أو الصناعات التحويلية والمعدات والكهرباء التي تحتاجها المصانع وتطوير المحطات النووية السلمية, وهناك اعتماد كبير علي روسيا في هذا المجال لأنها دولة كبيرة في النظام الدولي ولها تكنولوجيا كبيرة في هذا القطاع. وبالنسبة للسياحة يقول: إن مصر تعتمد بشكل كبير علي السياحة كمصدر من مصادر الدخل القومي, والروس يأتون لمصر لأنهم بحاجة لدفء الطقس والشعب المصري, مشيرا إلي أن السياحة الروسية تعد مصدرا مهما من مصادر الدخل القومي, والرئيس السيسي في مقدمة أجندته تقديم كل الاطمئنان بأن مصر تضع علي عاتقها الاهتمام بأمن أي سائح يدخل مصر, والتأكيد علي إعطاء رئيس الدولة المزيد من الدعم كي يشعر السائح الروسي بالأمن والأمان في مصر. وأشار إلي أن مصر تقوم بإنشاء عدد من المناطق الصناعية في ربوع مصر, والجانب الروسي مهتم بمنطقة شرق بورسعيد بإنشاء عدد من المصانع, وهناك اهتمام كبير من الجانب الروسي لزيادة الاستثمارات في مصر مما يمثل دفعة كبيرة للاقتصاد المصري, كما أن هناك إقبالا روسيا كبيرا علي الخضر والفاكهة المصرية خاصة مع اهتمام مصر بإنتاج منتج نظيف خال من المواد الكيميائية أو منتج( أورجانيك).