في السنوات الأخيرة, وبسبب التحولات التي يمر بها النظام السياسي الدولي, أصبحت الاجتماعات السنوية الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة اجتماع لمجلس إدارة العالم, فيها يناقش قادة العالم كل قضايا المجتمع الدولي, من قضايا السلم والأمن الدوليين, وإدارة الصراعات الإقليمية والدولية, ومكافحة الإرهاب والتطرف, إلي قضايا التنمية المستدامة والتعليم ومكافحة الفقر, وقضايا الصحة والتعاون الدولي في مكافحة الأمراض, وصولا إلي قضايا المناخ, وغير ذلك من شواغل وشئون كل شعوب الدنيا. هناك في هذا المجلس المنعقد لإدارة شئون العالم, يتسابق كبار القادة والزعماء في السنوات الأخيرة لعرض مواقف دولهم, والسعي من أجل كل ما يحقق المصالح الوطنية لشعوبهم, ويعزز دورهم في إطار النمط الجديد من العلاقات الدولية التي أصبحت بالفعل تدار بشكل جماعي بعد انتهاء حقبة الثنائية القطبية, وإخفاق محاولات انفراد قوة أو حتي عدد محدود من القوي الدولية بفرض دورها وإرادتها ورؤيتها علي النظام الدولي. في سياق هذا الواقع, تكمن الحكمة وراء حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي المشاركة في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة للعام الخامس علي التوالي, وفي هذا المناخ الدولي تبرز أهمية حضور مصر علي أعلي المستويات, لتقدم للعالم رؤيتها بشأن كل قضايا منطقتها وقارتها والعالم, ولتحجز علي مائدة مجلس إدارة العالم مقعدها اللائق بدورها ورسالتها وعراقة شعبها وحكمة سياستها. بيد أن الدور المصري علي هذه المائدة, قد تطور خلال السنوات الخمس التي شارك فيها الرئيس السيسي في هذا المحفل الدولي, ففي البداية كانت مصر في حاجة إلي أن يسمع العالم صوتها, لتشرح وتوضح ما يدور فيها في السنوات الأخيرة, واتجاهاتها الراهنة, وموقفها من القضايا المعقدة من حولها في الشرق الأوسط وإفريقيا, وتدريجيا تغير هذا الوضع لنصل اليوم إلي اهتمام العالم وحرصه علي أن ينصت لمصر, ويستنير برؤيتها, ويستمع إلي تجربتها الناجحة في مكافحة الإرهاب, وتحقيق الاستقرار, والإصلاح الاقتصادي الشامل في سنوات محدودة. لقد أدرك العالم حقيقة الطريق الذي خطاه الشعب المصري قبل خمس سنوات, واستعاد به بلده, واستعاد مسيرتها في ركب الحضارة الإنسانية, وأعادها طرفا لا غني عنه في حل مشكلات المنطقة والعالم. وهكذا تنافس كبار قادة العالم علي طلب عقد لقاءات مع الرئيس السيسي خلال حضوره الدورة73 للجمعية العامة للأمم المتحدة علي مدي الأيام الماضية, بشكل فاق كفاية الوقت المتاح علي تلبيتها جميعا, فعقد الرئيس19 لقاء قمة ثنائية وجماعية مع أبرز القادة والمسئولين الدوليين, كما أنصت العالم للرئيس يتحدث في4 قمم عالمية خلال الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة, وقمة نيلسون مانديلا للسلام, وقمة مواجهة تغيرات المناخ, وقمة مجموعة دول ال77 والصين. لقد أدرك العالم مدي وعمق عودة مصر لدورها التاريخي في قمة السياسة الإقليمة والدولية, فكافأها بانتخابها عضوا في مجلس الأمن الدولي للمرة السادسة(2016 2017) ولرئاسة مجموعة ال77 والصين, ولرئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي, ثم لرئاسة الاتحاد الإفريقي بدءا من يناير المقبل(2019), كل ذلك في4 سنوات فقط! نشاط مكثف في الزيارة الخامسة فقد اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة ناجحة لنيويورك شارك خلالها للمرة الخامسة علي التوالي في أعمال الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة, كما شارك في قمة نيلسون مانديلا للسلام, وقمة مواجهة تغيرات المناخ, وقمة مجموعة دول ال77 والصين, وأجري كذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات مع العديد من قادة وزعماء دول العالم من بينهم رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكيةوسويسرا وكوريا الجنوبية والبرتغال ولبنان وملك الأردن, ورؤساء وزراء إيطاليا وإسرائيل والنرويجوبلغاريا, وسكرتير عام الأممالمتحدة ورئيس البنك الدولي ومديرة صندوق النقد الدولي, ورئيس شركة بوينج, كما التقي الرئيس السيسي أعضاء غرفة التجارة الأمريكية, وأعضاء مجلس الأعمال للتفاهم العالمي. وانطلقت أعمال هذه الدورة يوم الثلاثاء18 سبتمبر2018 بمقر الأممالمتحدة في نيويورك تحت عنوان جعل الأممالمتحدة ذات صلة بجميع الناس: القيادة العالمية والمسئولية المشتركة من أجل مجتمعات سلمية, ومنصفة ومستدامة. وبدأت المناقشات رفيعة المستوي يوم25 سبتمبر ولمدة تسعة أيام, وتضمن جدول أعمال الدورة عددا من القضايا الدولية والإقليمية منها التنمية المستدامة, وموضوعات حفظ السلم والأمن الدوليين, والنزاعات السياسية. وكانت أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسي زاخرة بقضايا دولية وإقليمية وقومية مهمة تتمثل في شرح الإنجازات التي حققتها مصر وجهودها في محاربة الإرهاب, ونتائج العملية الشاملة سيناء2018, ورؤية مصر لتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خاصة في فلسطينوسوريا وليبيا واليمن, وقضايا التنمية في إفريقيا, وتعزيز احترام القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان, فضلا عن موضوعات حفظ وبناء السلام. الدولة الوطنية أساس الاستقرار في25/ سبتمبر/2018 ومن أهم منبر دولي, ألقي الرئيس السيسي كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال73, قدم من خلالها رؤية مصر لتعزيز دور الأممالمتحدة, وكذلك المواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية, ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالمين وجهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب. وأكد الرئيس السيسي, الرؤية المصرية تجاه التطورات الإقليمية والدولية, ونزع السلاح النووي, ومعالجة الخلل في النظام الدولي, واحترام حقوق الإنسان, والتمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة, التي تقوم علي مبادئ المواطنة, والمساواة, وسيادة القانون, ومحاربة العرقية, لافتا إلي ما وصلت اليه المنطقة العربية, والشرق الأوسط وتحولها إلي بؤرة للصراع والحروب الأهلية. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي, في كلمته أنه لا مجال لحديث عن تفعيل النظام الدولي إذا كانت وحدته الأساسية, أي الدولة الوطنية القائمة علي مفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة, مهددة بالتفكك. وأوضح الرئيس أن تفكك الدول تحت وطأة النزاعات الأهلية والارتداد للولاءات الطائفية بديلا عن الهوية الوطنية هو المسئول عن أخطر ظواهر عالمنا المعاصر مثل النزاعات المسلحة وتفشي الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية, والجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة في السلاح والمخدرات. وشدد الرئيس السيسي علي أن: المنطقة العربية أكثر بقاع العالم عرضة لمخاطر تفكك الدول الوطنية وما يعقبها من خلق بيئة خصبة للإرهاب وتفاقم الصراعات الطائفية, مشيرا إلي أن الحفاظ علي قوام الدولة وإصلاحها يعد أولوية أساسية لسياسة مصر الخارجية في المنطقة العربية, ولا مخرج من الأزمة في سوريا والكارثة التي تعيشها اليمن إلا باستعادة الدولة الوطنية, والحفاظ علي سيادتها وسلامة مؤسساتها وتحقيق التطلعات المشروعة لمواطنيها. وأكد الرئيس في كلمته أن مصر في طليعة الداعمين للحل السياسي الذي تقوده الأممالمتحدة في هذين البلدين الشقيقين, وترفض أي استغلال لأزمات الأشقاء في سوريا واليمن كوسيلة لتحقيق أطماع وتدخلات إقليمية, أو كبيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والطائفية, مشيرا إلي أن المبدأ نفسه ينطبق علي سياستنا تجاه ليبيا, التي تضطلع مصر فيها بدور مركزي لدعم إعادة بناء الدولة, خاصة فيما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية لتوفير بنية قادرة علي الدفاع عن ليبيا ومواجهة مخاطر الإرهاب. وأكد الرئيس, ضرورة تجديد الالتزام بالحل السياسي في ليبيا, مؤكدا أنه لا مجال لحلول جزئية في ليبيا أو سوريا أو اليمن, مشيرا إلي أن الأزمات الكبري تحتاج لمعالجات شاملة, وليس لحلول جزئية, إن أردنا تجاوز استنزاف البشر والموارد, والبدء في مرحلة البناء. القدس والدولة الفلسطينية في كلمة مصر أمام الجمعية العامة, أوضح الرئيس أيضا أن القضية الفلسطينية تقف دليلا علي عجز النظام الدولي عن إيجاد الحل العادل المستند إلي الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة, والذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية, مضيفا أن مرجعيات الحل العادل ومحددات التسوية النهائية معروفة, ولا مجال لإضاعة الوقت في سجال بشأنها, لافتا إلي أن المطلوب هو توفر الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات وإنجاز التسوية وفقا لهذه المرجعيات, مكررا ما ذكره في سنوات سابقة علي هذا المنبر, من أن يد العرب لا تزال ممدودة بالسلام, وشعوبنا تستحق أن تطوي هذه الصفحة المحزنة من تاريخها. وحول الالتزام بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بوصفها الشرط الضروري لنظام عالمي مستقر, وأفضل سبل الوقاية من النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية أوضح الرئيس أنه مع الترحيب بالتوافق الذي توصلنا إليه جميعا في إطار الأممالمتحدة حول خطة2030 للتنمية المستدامة, فإن تنفيذ تعهدات هذه الخطة الطموحة, يقتضي معالجة مشكلة تمويل التنمية من خلال توفير مناخ دولي ملائم لتدفق الموارد اللازمة للتنمية, ودعم الجهود الوطنية لحشد التمويل للتنمية, لقد بات إصلاح هيكل المنظومة الاقتصادية والمالية العالمية أمرا غير قابل للتأجيل. ونحن نتطلع للأمم المتحدة كمحفل لبلورة الأفكار الكفيلة بتحقيق هذا الإصلاح, خاصة فيما يتعلق بإيجاد آليات تتيح إيقاف التدفقات المالية غير المشروعة من الدول النامية, وتسهيل استعادة تلك الموارد الحيوية لأصحابها. مانديلا وعبد الناصر كما شارك الرئيس السيسي في قمة نيلسون مانديلا للسلام التي تتزامن مع احتفالات إفريقيا بمئوية الزعيم الراحل مانديلا, في إطار الدورة73 للجمعية العامة للأمم المتحدة وألقي كلمة أعرب فيها عن سعادته في المشاركة بقمة نيلسون مانديلا للسلام, الذي تجسدت في مسيرته آمال الشعوب الإفريقية نحو الاستقلال والكرامة وإنهاء جميع أشكال التمييز وإرساء مبادئ العدالة والمساواة بين الشعوب, ضمن رموز إفريقية خالدة مثل نكروما وعبد الناصر وسيكوتوري ونيريري. وأكد الرئيس في كلمته دعم مصر للجهود الرامية لتعزيز دور الأممالمتحدة من أجل تعزيز قدرتها علي تحقيق غايات ومقاصد الميثاق في تحقيق وصيانة السلم والأمن الدوليين, والحفاظ علي قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر, تلك القيم التي خلدتها سيرة الزعيم نيلسون مانديلا لتكون نبراسا للعمل الدولي متعدد الأطراف. مصر وتغير المناخ في كلمته خلال الحوار رفيع المستوي حول تنفيذ اتفاقية باريس حول تغير المناخ الذي عقد في26/سبتمبر/2018 بنيويورك تحت عنوان نحو مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين, أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر رغم احتياجها الملح لمصادر متنوعة وغير مكلفة من الطاقة لدفع جهود التنمية, خطت خطوات مهمة علي طريق الاعتماد المتزايد علي مصادر الطاقة المتجددة وعلي رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح, وأنها ليست وحدها في التضرر من التغير فقارتنا الإفريقية تعد الأشد تضررا من بين جميع القارات بهذه الظاهرة, علي الرغم من كونها الأقل إسهاما في مسبباتها. وأكد الرئيس السيسي, أن التغير المناخي هو التحدي الأوسع نطاقا والأكثر حاجة للتعامل معه بين التحديات التي يواجهها العالم, وأن مصر متمسكة بتفعيل اتفاق باريس وضرورة التوصل لصفقة متكافئة وعادلة, تتسق مع وتحفظ التوازن الذي عكسه الاتفاق بين كل من الإجراءات المطلوبة والدعم المتوافر, وأنه من المهم عدم تحميل دولنا النامية أعباء إضافية جراء ذلك, أو التوسع في الاعتماد علي القروض التجارية أو غيرها من أدوات تمويلية قد يترتب عليها تفاقم في أعباء المديونية علي الدول النامية. رئاسة مصر لاجتماع مجموعة ال77 والصين ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي, اجتماعا رفيع المستوي لمجموعة السبعة والسبعين والصين بالأممالمتحدة, والتي تتولي مصر رئاستها خلال العام الجاري للمرة الثالثة في تاريخها منذ تأسيس المجموعة عام1964, وأكد الرئيس السيسي في كلمته أمام الاجتماع, حرص مصر خلال رئاستها الحالية لمجموعة دول ال77 والصين, علي دفع الجهود الرامية لإصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة للاستجابة بشكل أكبر للمتطلبات والاحتياجات التنموية للدول الأعضاء. وقال الرئيس السيسي: إن جهودنا المشتركة في العمل الجماعي الدولي نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لن تنجح سوي من خلال توفير التمويل اللازم وتهيئة المناخ الدولي الملائم لتدفق الموارد اللازمة للتنمية, خاصة للدول النامية, من خلال معالجة المشكلات الهيكلية القائمة بالمنظومة الاقتصادية والمالية والتجارية العالمية, وهو ما ينسحب بطبيعة الحال علي جهود التعامل مع تحديات التكنولوجيا البازغة وآثارها المختلفة. وأضاف الرئيس قائلا: اضطلعت مصر بدور ريادي لتأسيس هذه المجموعة في منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي.. وما زالت بعد نصف قرن من الزمان في طليعة الداعمين للحركة, حيث إن مبادئ السياسة الخارجية المصرية تشمل تعزيز التعاون فيما بين دول الجنوب بهدف جعل النظام الدولي أكثر إنصافا وعدالة, وأن تظل أولوية القضاء علي الفقر بمثابة الهدف الأسمي الذي تتجه إليه جهودنا المشتركة من أجل رفعة شأن الإنسان والعبور بمواطنينا لتخطي منزلق العوز والحاجة إلي آفاق التنمية المستدامة القائمة علي المساواة. وأوضح الرئيس السيسي أن توفير فرص العمل للشباب هو التحدي الأول لدول مجموعة ال77 والصين, مشيرا إلي أن دول وشعوب المجموعة تمثل80% من سكان العالم, وأنه يتعين علي المجموعة تحديد رؤية مشتركة للتعامل مع قضية البطالة. وشدد الرئيس علي ضرورة أن تحرص دول المجموعة علي تقديم التقنيات التي توفر فرص عمل جديدة ولا تقضي علي فرص عمل قائمة, وأضاف الرئيس السيسي: إن دول المجموعة تحتاج إلي التنمية في مجالات الصحة والتعليم والمياه والغذاء والطاقة, مشيرا إلي أهمية استخدام التكنولوجيا في أغراض التنمية المستدامة, كما أشار إلي أن قضية تغير المناخ لا تزال تمثل تحديا أمام الدول النامية, وأن مصر تقوم بصفتها رئيس مجموعة ال77 بالتفاوض باسم الدول النامية خلال مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ, وتبذل مساعيها من أجل دفع الجهود الدولية لتنفيذ بنود اتفاقية باريس لتغير المناخ, خاصة تلك المتصلة بحشد موارد التمويل اللازمة لدعم جهود الدول النامية في مواجهة تحديات تغير المناخ, وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا, منوها إلي استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية الأممالمتحدة للتنوع البيولوجي في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل لتناول جهود تنفيذ أجندة التنمية المستدامة. الرئيس مع قادة العالم علي هامش أعمال الدورة73 للجمعية العامة للأمم المتحدة عقدت القمة المصرية الأمريكية; حيث التقي الرئيس السيسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, وتناول اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولاياتالمتحدة خاصة علي الصعيد الاقتصادي, وسبل زيادة حجم الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر لاسيما في ضوء التقدم المحرز في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتهيئة البنية التشريعية والإدارية لجذب مزيد من الاستثمارات إلي مصر; حيث أشاد الرئيس الأمريكي بالخطوات الناجحة التي تم اتخاذها لإصلاح الاقتصاد المصري وزيادة تنافسيته, مؤكدا رغبة الولاياتالمتحدة في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بينهما. وتم خلال اللقاء كذلك بحث عدد من الملفات الإقليمية, خاصة الوضع في كل من ليبيا وسوريا واليمن, فضلا عن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام; حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلي حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية, معربا عن حرص مصر علي التعاون مع الولاياتالمتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية, كما عرض الرئيس جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها خطوة رئيسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد الرئيس ترامب للرئيس السيسي رغبته في زيادة التبادل التجاري ودفع علاقاتها الإستراتيجية مع مصر, وتفعيل أطر التعاون بين البلدين, مشيدا بالجهود المصرية الناجحة في التصدي بحزم وقوة لخطر الإرهاب. وعكست تغريدات الرئيسين السيسي وترامب علي موقع تويتر نجاح القمة المشتركة, في إشارة إلي وصف الرئيس السيسي الرئيس الأمريكي بأنه شخصية عظيمة, وأن ترامب أحدث تغييرات فريدة في سياسات الولاياتالمتحدة علي مستوي العالم; حيث جاءت تغريدة الرئيس السيسي ردا علي وصف ترامب عبر حسابه علي تويتر أيضا وصفه الاجتماع مع الزعيم المصري بالعظيم. قمم عربية وعالمية استهل الرئيس الرئيس السيسي نشاطه في نيويورك باستقبال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات; حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين, وتطورات الأوضاع في المنطقة, وعددا من القضايا المدرجة علي جدول أعمال الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة. كما استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بنيويورك رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك وسيباستيان كورتز مستشار جمهورية النمسا, تناول اللقاء تعزيز مختلف أوجه التعاون مع الاتحاد الأوروبي واستعراض نتائج القمة غير الرسمية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي التي انعقدت في النمسا يومي19 و20 سبتمبر2018, كما تناول اللقاء التنسيق العربي الأوروبي لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة, والترتيبات الجارية للإعداد لقمة الدول العربية والاتحاد الأوروبي. كما التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس اللبناني ميشال عون; حيث أشاد الرئيس السيسي خلال اللقاء بقوة العلاقات التاريخية بين مصر ولبنان, وما يجمع البلدين والشعبين من أواصر أخوة وصداقة, معربا عن حرص مصر علي مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية وأطر التعاون المشترك بين الدولتين, فضلا عن التنسيق والتشاور بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة العربية وسبل التصدي للتحديات التي تواجه دولها, مؤكدا حرص مصر علي دعم أمن واستقرار كل الدول العربية الشقيقة, مشددا علي رفض مساعي التدخل في الشئون الداخلية للدول, كما أكد سيادته دعم ومساندة مصر للبنان ودعم قيم الاعتدال وتجنب كل أشكال التوتر والتطرف المذهبي والديني, واحترام التنوع الذي يميز المجتمع اللبناني. والتقي الرئيس السيسي في نيويورك برئيسة وزراء النرويج إيرنا سولبيرج, وتناول اللقاء بحث سبل دفع العلاقات بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك, خاصة الطاقة بأنواعها ومصائد الأسماك والشحن البحري والخدمات اللوجستية لاسيما في محور قناة السويس, فضلا عن الاستفادة من الخبرات النرويجية في مجال الطاقة البترولية, وكذلك سبل تعزيز التعاون الثلاثي بين مصر والنرويج في إفريقيا, في ضوء الاهتمام المشترك للجانبين بدعم التنمية في القارة, كما شهد اللقاء تبادل للرؤي ووجهات النظر حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية. كما التقي الرئيس أيضا رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف; حيث تناول اللقاء استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين, خاصة علي صعيد التعاون في المجال الأمني وتبادل المعلومات, فضلا عن الصعيد الاقتصادي في ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال ولتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة, والفرص التي توفرها المشروعات التنموية الكبري الجاري تنفيذها, خاصة محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة. كما تم استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية, وسبل التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة. كما التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أنطونيو جوتيريس سكرتير عام الأممالمتحدة; حيث تم خلال اللقاء بحث آخر المستجدات علي صعيد الأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة, وبخاصة القضية الفلسطينية والأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن; حيث استعرض السكرتير العام للأمم المتحدة الجهود التي تقوم بها المنظمة الأممية للتوصل لحلول سياسية لمختلف تلك الأزمات, مؤكدا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين مصر والأممالمتحدة إزاء القضايا الإقليمية المختلفة. كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مأدبة غداء أقامها سكرتير عام الأممالمتحدة, أنطونيو جوتريتش, علي شرف قادة الدول المشاركين في أعمال الدورة ال73 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. والتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر الأممالمتحدة بنيويورك مع الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية; حيث بحث الجانبان سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي, فضلا عن تطورات الأوضاع الإقليمية; حيث توافقت رؤي الزعيمين حول أهمية التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود1967 وعاصمتها القدسالشرقية. كما أكد الزعيمان أهمية تكاتف وتضافر جهود الدول العربية للتصدي للأزمات القائمة ببعض دول المنطقة في إطار من احترام سيادتها علي أراضيها وإنهاء المعاناة الإنسانية لشعوبها. كما تم استعراض جهود مكافحة الإرهاب; حيث أكد الزعيمان أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف, في إطار إستراتيجية متكاملة تشمل الجوانب الفكرية والتنموية بجانب المواجهة العسكرية والأمنية. كما التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الاتحاد السويسري آلان بيرسيت, وأكد الرئيس السيسي حرص مصر علي تطوير علاقاتها الثنائية مع سويسرا وتعزيز أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات كما استعرض تطورات الأوضاع الاقتصادية في مصر خلال الفترة الأخيرة التي شهدت تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل وشهد اللقاء كذلك استعراض آخر التطورات علي صعيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.