مع وصول الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي إلي محطتها الختامية اليوم الجمعة, يترقب السينمائيون قرارات لجان التحكيم, خاصة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي يتنافس فيها15 فيلما, ومن المتوقع ألا تخرج جوائزها عن خمسة أفلام في مقدمتها المصري يوم الدين للمخرج أبو بكر شوقي, الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في مايو الماضي, كما تم اختياره لتمثيل مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية لهذا العام. ويحكي شوقي, الذي كان قد أنجز قبل عشر سنوات فيلما وثائقيا بعنوان المستعمرة تناول فيه واقع مستعمرة مرضي الجذام في منطقة أبو زعبل, قصة الشخصية الرئيسية بشاي, جامع القمامة المسيحي الذي شفي من الجذام, لكن آثاره ما زالت باقية علي أطرافه ووجهه.. لم يخرج بشاي من المستعمرة التي عاش فيها منذ طفولته, لكنه بعد وفاة زوجته يقرر البحث عن جذوره في صعيد مصر, حاملا مقتنياته الهزيلة علي عربة كارو, ويرافقه في رحلة بحثه الطفل النوبي اليتيم أوباما. يغادر بشاي مستعمرة الجذام متجها إلي قنا, مواجها العالم الذي لا يعرف عنه شيئا في فيلم طريق يقدم بانوراما خاصة جدا للمجتمع المصري المعاصر. وهناك الفيلم البولندي الجميل حرب باردة, الفائز بجائزة أفضل إخراج من كان لباول باولكوسكي, وتدور أحداثه في أوروبا منتصف القرن الماضي, حيث يتتبع العلاقة العاصفة بين عازف البيانو فيكتور( توماز كوت) والمغنية والراقصة زولا( جوانا كوليج), وهما بولنديان يتنقلان ذهابا وإيابا من وإلي باريس عبر الستار الحديدي, في قصيدة شجية عن عاشقين لا يستطيعان البقاء متباعدين, ولكن في بعض الأحيان لا يمكن أن يتحمل أحدهما الآخر. والفيلم الثالث هو الروسي الرائع الرجل الذي فاجأ الجميع, إخراج ناتاليا ميركولوفا وألكسي شوبوف, والذي يدور حول حارس غابات سيبيري يبلغ من العمر أربعين عاما يقاوم بلا خوف الصيادين المخالفين, وينتظر وزوجته طفلا ثانيا, وفجأة يكتشف أنه مصاب بسرطان في مرحلة متأخرة, فيقرر تغيير هويته لكي يتجنب مواجهة الموت الوشيكة. ورابع الأفلام التي نرشحها هو الإيطالي هل تتذكر؟, إخراج فاليريو مييلي, وهو قصة حب طويلة وبديعة يتم حكيها من خلال الذكريات, التي تتحكم فيها تغيرات المزاج ووجهات النظر والزمن نفسه.. والفيلم متميز في عنصري الإخراج والمونتاج, ويعتمد السرد علي التنقل بين الماضي والحاضر والمستقبل في تفوق تقني ملفت. أما الفيلم الخامس فهو الوريثتان, من إخراج مارشيلو مارتنيزي, والذي فازت بطلته آنا براون بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان برلين الأخير عن دور تشيلا المسنة المثلية التي تعيش مع صديقتها تشيكويتا في منزل فخم تديره الصديقة منذ30 عاما, والاثنتان تنحدران من عائلات ثرية في باراجواي, لكنهما تتعرضان لأزمة مالية شديدة, وتضطران لبيع ما تمتلكانه, حتي تدخل إحداهما السجن بتهمة الاحتيال.