يمثل التعدي علي خطوط مياه الشرب بمحافظة سوهاج تظاهرة تنذر بخطر داهم يهدد هذا المرفق الحيوي, حيث يؤدي إلي سرعة تهالك شبكات المياه وإهدار كميات كبيرة من المياه التي تنتجها المحطات. مما يؤدي إلي ضعف وصولها إلي المناطق التي تخدمها, بالإضافة إلي حدوث تسريبات وانفجارات بهذه الوصلات غير الشرعية التي تلحق الضرر بالمال العام وتسبب خسائر مادية بشبكات مياه الشرب, خاصة ان هذه التعديات يزيد علي45 ألف مخالفة تعد علي خطوط مياه الشرب وحوالي الفي حالة تعد علي خطوط الصرف الصحي, حيث أكد عدد كبير من الأهالي أن الأمر بات يتطلب من مسئولي شركة المياه والصرف الصحي اتخاذ إجراءات رادعة للقضاء علي هذه الظاهرة التي جعلت مياه الشرب النقية تحت سطوة ضعاف النفوس وإلزامهم بدفع قيمة كميات المياه المسروقة بأثر رجعي واستخدام الأموال المحصلة في تحسين شبكات مياه الشرب والصرف الصحي في المحافظه مع وضع خطط لتقنين أوضاع المخالفين لضمان حصولهم علي مياه شرب نقية. يقول طارق ياسين سويدق رئيس مجلس محلي سابق انه لم يكن يتخيل أن يتم سرقة مياه الشرب, مشيرا إلي أن هذا الأمر كان مقصورا علي سرقة التيار الكهربائي من خلال توصيل أسلاك بالمخالفة, ولكن عندما يصل الأمر إلي قطع خطوط مياه الشرب لعمل توصيلات غير قانونية فهذا الفعل يعد سرقة, ويجب أن يقع فاعلها تحت طائلة القانون خاصة ان هذه الظاهرة انتشرت بكثافة بجميع مراكز المحافظة. ويضيف خالد أبو حجازي محام أن المعتدين يقومون بالحفر أسفل خطوط المياه المارة بين مراكز المحافظة ويستعينون بسباكين لعمل وصلات تحت الأرض لتوصيل المياه إلي المباني المخالفة المبنية داخل الاراضي الزراعية, مما يترتب عليه ضعف ضخ المياه للمناطق المستفيدة وانقطاعها في كثير من الأحيان وهذا يضر بالمواطنين. ويشير تأحمد خيري إلي أن أضرار التعدي علي خطوط المياه ليست مقصوره علي ضعف ضخ المياه في المواسير ولكن هذه التوصيلات غير الشرعية تكون عرضة للكسر وإهدار المياه التي تنتجها محطات الشرب مما يؤدي إلي تهالك الشبكات التي كلفت الدولة ملايين الجنيهات, مطالبا المسئولين بشركة المياه بالمتابعة الدورية لكل خطوط المياه بنطاق المحافظة لسرعة اكتشاف التعديات وإزالتها وتتبعت أماكن وصولها لمعرفة المتسببين في هذه التعديات وتوقيع أقصي عقوبة عليهم وتغريمهم ماليا. ويطالب مرعي لطفي مدرس- مسئولي شركة المياه بسوهاج بتقنين أوضاع أصحاب الوصلات العشوائية وتوفير المياه النقية لهم, مشيرا إلي أن غالبية المعتدين علي شبكات المياه اضطروا إلي ذلك بعد أن فشلوا في توصيل المياه لمنازلهم بالطرق القانونية, ويجب علي شركة المياه وضع حلول ايجابية تكون في مصلحة الطرفين بحيث لا تلحق الضرر بالمواطنين, وفي نفس الوقت نفسه تحافظ علي خطوط مياه الشرب من التعدي عليها ومن إهدار كميات المياه المنتجة من المحطات التي كلفت الدولة أموالا طائلة. ومن جانبه أوضح المهندس محمد بدري رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج أنه تم رصد أكثر من47 ألف مخالفة تعد علي خطوط مياه الشرب والصرف الصحي منذ بداية عمل الشركة حتي نهاية يونيو الماضي والتي تتمثل في الوصلات الخلسة علي خطوط المياه والتي بلغ عددها45 ألفا و804 مخالفات, فضلا عن1788 مخالفة علي خطوط الصرف الصحي, مشيرا إلي انه تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد المخالفين لحين تقنين أوضاعهم, حيث تم رصد5301 مخالفة بمركز سوهاج و7974 مخالفة بمركز طهطا7341 مخالفة بمركز المراغة, في حين بلغت المخالفات بمركز المنشاة4170 مخالفة و5304 مخالفات بمركز جرجا و7296 مخالفة بمركز البلينا. وأضاف أن مسئولي المخالفات بالشركة تمكنوا من رصد1300 مخالفة بمركز دار السلام و3182 مخالفة بمركز طما و1492 مخالفة بمركز جهينة وبلغت عدد المخالفات بمركز ساقلتة1462 مخالفة و2770 مخالفة بمركز اخميم. وأشار إلي أن الشركة تقوم بتحرير محاضر ضد المخالفين كما تقوم بحملات لتوعية المواطنين للحد من الوصلات المسروقة لما لها من تأثير سلبي يتمثل في ضعف المياه ببعض المناطق وتهالك شبكات مياه الشرب والصرف الصحي نتيجة للتوصيل العشوائي.