أسيوط تعيد عبدالناصر إلي الحياة

بعد نصف قرن من الزمان عاني خلالها منزل الزعيم جمال عبد الناصر القديم بقرية بني مر بأسيوط من الهجر والنسيان بسبب تجاهل المسئولين هذا المنزل التاريخي قرر اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط البدء في ترميم منزل أسرة الزعيم جمال عبدالناصر
الكائن بمسقط رأسه بقرية بني مر التابعة لمركز الفتح في أسرع وقت ممكن خاصة وان بعض الوفود العربية تعتبره مزارا تاريخيا يحرص الجميع علي مشاهدته للتعرف علي البيئة التي نشأ بها الزعيم الراحل.
وقد شهد منزل ناصر زيارات الرؤساء بداية من الرئيس محمد نجيب الذي زاره بصحبة الضباط الأحرار عام1952 لعقد أول مؤتمر شعبي في صعيد مصر لتوضيح أهداف الثورة للمواطنين واستضافه خلالها الرئيس عبد الناصر في منزل جده وبعدها توالت زيارات الرؤساء محمد أنور السادات وحسني مبارك ووفود عربية وأوربية لمشاهدة منزل الذكريات الجميلة لزعيم الأمة العربية ورغم كم هذه الزيارات التاريخية إلا أن المسئولين السابقين تجاهلوا تماما ترميم هذا المنزل واستثماره حتي قرر محافظ أسيوط الجديد ترميمه ليعد مزارا سياحيا. وقال اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط فوجئت أثناء تفقدي لقرية بني مر مسقط رأس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالحالة التي وصل اليها هذا المنزل التاريخي التي أصبحت لا تليق بمكانة هذا الزعيم العربي الكبير لذا طالبت علي الفور بالبدء في تطوير الطريق المؤدي إليه والطريق المؤدي إلي قصر ثقافةعبدالناصر الذي سيتم افتتاحه قريبا, مشيرا إلي أهمية قصور الثقافة في رفع المستوي الثقافي والوعي لدي المواطنين في مختلف المجالات وتقديم مواد ثقافية مختلفة تنير عقول الشباب ليكونوا قادرين علي رؤية واقعهم ومستقبلهم بعيدا عن التطرف والإرهاب والقضاء علي الجهل. وأضافت نبيلة علي محمود رئيس مركز ومدينة الفتح بأسيوط إنه يتم حاليا دهان واجهة المنازل باللون الأبيض وإعادة إنارة الكشافات بأعمدة الكهرباء, فضلا عن دهان البلدورات بطول الطريق المؤدي إلي منزل عبدالناصر بقرية بني مر وفرشه بتربة حمراء, مشيرة إلي أنه سيتم ترميم منزل الزعيم جمال عبدالناصر بالتنسيق مع مديرية الإسكان والإدارة الهندسية عقب إجراء المقايسات واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك, لافتة إلي اهتمام المحافظ بقطاع الثقافة ونشر الوعي بين المواطنين وأوضحت أن قصر ثقافةعبدالناصر سوف يضم مسرحا وقاعات ومكتبة عامة ومكتبة طفل ونادي تكنولوجيا وقاعات أنشطة, بالإضافة إلي مسرح صيفي يحتوي علي500 مقعد في3 طوابق علي مساحة790 مترا, مؤكدة أنه يعد واحدا من أكبر قصور الثقافة التي يتم تأسيسها علي مستوي محافظات الصعيد, لافتة إلي تركيب خط إنترنت لخدمة المترددين عليه, فضلا عن رصف100 م بالطريق المؤدي إلي قصر الثقافة بتكلفة تصل إلي100 ألف جنيه.
من جانبه قال عبد الناصر طه ابن عم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إن منزل العائلة القديم بقرية بني مر بمركز الفتح بأسيوط يعد شاهدا علي التاريخ وهو المنزل الوحيد الذي تشرف بزيارة جميع رؤساء مصر له علي مدار التاريخ حبا في الزعيم الخالد ونحن نتوجه بالشكر لمحافظ أسيوط علي اهتمامه بإعادة ترميم المنزل ونتمني أن تقوم الدولة بتحويله إلي متحف أثري يحوي بداخله مقتنيات الرئيس عبد الناصر وأهم الذكريات التاريخية التي شهدها المنزل وكذلك المواقف والذكريات التي حدثت والتي بات حق للجميع الإطلاع عليها لمعرفة تفاصيل حياة عبد الناصر خاصة وأن هناك بعض الوفود العربية والأجنبية التي تحرص علي مشاهدته ويتفاجأون به في هذه الحالة المتهالكة والتي نحرص علي بقائها لعدم علمنا بكيفية الحفاظ علي التراث أثناء عمليات التجديد. وأضاف المهندس علي عطية حسين- ابن عم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أن منزل الحاج خليل هو مسقط رأس جمال عبدالناصر وعندما كان يخدم في جيش منقباد هو وزملاؤه كان يعقد اجتماعات الضباط الأحرار به وكانوا يجلسون علي مصطبة طينية لأن المنزل مبني بالطوب اللبن وسقفه من الجريد, مشيرا إلي أنه بعد وفاة عبد الناصر حضر إلي منزل العائلة السادات وحسين الشافعي وبعض قيادات الثورة وقاموا بتقديم واجب العزاء, وقال السادات حينها هذا منزل عبد الناصر والذي به طوبة حمراء وطوبة خضراء, كان عبد الناصر يملك أن يرفع هذا الطوب ويبنيه علي أحدث طراز ولكن كانت مبادئ عبد الناصر أن يبقي كما هو حتي الموت.