رغم أن هدف الثورة كان واضحا ومعلوما للجميع وهو القضاء علي الفساد الذي استشري طوال سنوات ماضية إلا أننا لم نتمكن حتي الآن من تحديد الاولويات التي تختلف بالنسبة لرجل الشارع عن اولويات شباب الثورة. كما تختلف اولويات كل قوي سياسية أو حزب عن الآخر لنجد كلنا يبحث عن كلنا والنتيجة مازالت صفرا. والغريب في الأمر ان الحكومة نفسها لم تتمكن حتي الآن من وضع الاولويات التي يجب ان تعمل عليها ولم تنجح في وضع خارطة طريق تسير عليها ليطمئن بالنا علي ما هو قادم. وبسؤال رجل الشارع عن اولويات هذه المرحلة؟ تجد من يجيبك بان حل أزمة البطالة هو الأهم وآخر يجد أن أزمة السكن هي التي يجب أن تضعها الحكومة في المقدمة وآخر يؤكد أنه الحد الأدني للأجور وكلها مطالب مشروعة يجب أن يتم وضعها علي خطة الحكومة. وفي حال انتقلنا للميدان نجد الأولويات واحدة وهي سرعة المحاكمات لرموز الفساد والقصاص من قتلة الثوار فبرغم اختلاف القوي السياسية المشاركة إلا أن المطالب والاولويات واحدة ومتفق عليها من الجميع. وحول اختلاف الأحزاب والقوي السياسية في تحديد أولوياتها يري ممدوح قناوي رئيس حزب السلام الحر أن اختلاف الأولويات بين القوي السياسية أمر طبيعي خاصة مع ظهور القوي السياسية التي لم يكن معترفا بها في السابق ولكن اختلاف الأولويات في تطبيق مبدأ تداول السلطة سيقضي علي محاولة أن تقفز احدي القوي السياسية علي السلطة ولكن مع تغليب المصلحة العامة للبلد ستتوحد أولويات القوي السيايسة وتتلاشي الحسابات الشخصية لاقامة دولة مدنية ديمقراطية. ويري اللواء عبدالمنعم سعيد خبير استراتيجي ان الحكومة سعت لوضع خارطة طريق بالخطوات الرئيسية المستقبلية من وضع الدستور واجراء انتخابات مجلس الشعب ثم الانتخابات الرئاسية ولكن مع عدم وجود اتفاق مع الثوار قد تضيع مكاسب الثورة نتيجة اختلاف الأولويات فيما بينهم مؤكدا ان عدم الوصول إلي لغة اتفاق سوف يؤثر علي نظرة العالم لنا لذلك لابد من اعطاء المجلس العسكري فرصته كاملة في إدارة زمام الأمور والحوار للوصول إلي الاختيار الأصوب. ويوضح الدكتور سيد صبحي أستاذ الطب النفسي أن الفترة الحالية تحتاج للتعامل بروية وهدوء والاستماع للخبراء والنخبة وهو ما لم يتحقق حتي الآن مما جعل أولوياتنا تضيع وهو ما يحتاجه الشباب وهو الاستماع لاصحاب المشورة للاتفاق علي اولويات المرحلة الراهنة مع الاهتمام بتوظيف الإرادة والعمل علي ان تتحقق اهداف الثورة بان نفخر بما سيتحقق علي جميع المستويات من مستوي تعليمي واقتصادي وسياسي ونشعر بالفخر الثوري بالإنتاج والعمل وان نركز المرحلة القادمة ليس علي اصلاح الخلل ولكن العمل علي الاهتمام بالإنتاج والنظر إلي المستقبل والتكاتف من أجل تحقيق ذلك.