انهارت أمس المحادثات المنتظرة منذ مدة طويلة بين طرفي النزاع في اليمن حتي قبل انطلاقها بعدما رفض المتمردون الحوثيون السفر إلي جنيف بينما اندلع القتال مجددا علي الأرض. وقال مبعوث الأممالمتحدة إلي اليمن مارتن جريفيث إنه أجري مشاورات مثمرة مع الوفد الذي يمثل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لكنه أقر بأنه لم ينجح في إقناع وفد المتمردين الحوثيين بالقدوم إلي جنيف. وقال للصحفيين: لم نتمكن من إقناع وفد صنعاء بالقدوم إلي هنا, لم ننجح بذلك بكل بساطة, مصرا مع ذلك علي أن الجهود ستتواصل ليجتمع الطرفان. لكن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يخوضون حربا دامية ضد الحكومة رفضوا مغادرة صنعاء ما لم تف الأممالمتحدة بعدة شروط بينها ضمان العودة الآمنة لوفدهم من جنيف إلي صنعاء. من جهته, اتهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أمس المتمردين بالعمل علي إفشال المشاورات وباللامسئولية والاستهتار. واعتبر أن غيابهم عن جنيف ناجم عن قلقهم من خسارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وندد اليماني بالمواقف الصادرة عن الموفد الدولي حيث أكد أنه خلال لقاءاته مع الفريق الحكومي, كانت تصريحات جرفيث تنم عن عدم الرضا عن سلوك الحوثيين. ولكن علنا فإن جريفيث يلتمس الأعذار لهم. وقال إن عدم الضغط علي الحوثيين شجعهم علي الاستهتار بالجهود الدولية. وانتقد اليماني جريفيث الذي اعتبره يعمل علي ترضية الجانب الانقلابي والتماس الأعذار له من خلال رفضه تحميلهم مسئولية فشل المحادثات بشكل مباشر. وردا علي سؤال حول الجهة التي تتحمل مسئولية إجهاض المفاوضات قبل أن تبدأ, قال جرفيث ليس واجبي أن ألفت إلي الأخطاء بل التوصل إلي تسوية. ورغم السجال, أعرب جريفيث عن اعتقاده هذا الأسبوع بأن محادثات جنيف ستقدم بارقة أمل للشعب اليميني, وأكد أمس مجددا أن أمله لم يخب, وأوضح أن إعادة إطلاق أي مفاوضات يعد مرحلة حساسة وهشة للغاية. وأكد أنه لا يعتبر ما حصل انسدادا فعليا للعملية السياسية.