بجلبابه المتواضع وسمرته التي اكتسبها من العيش في دروب الصحراء أقر أمام رجال المباحث بتجارته المشئومة لائما نفسه علي العمر الطويل الذي قضاه بين الخوف والقلق في تجارة حرام, حتي بندقيته الآلية لم تسعفه في النهاية. سقط أبو حمدي بعد أن رصدته أعين المباحث حتي أوقعت به وأغلقت دولابه بالضبة والمفتاح في منطقة السحر والجمال, بالقرب من مدينة العاشر من رمضان حيث ينتظر عملائه لتسليمهم البودرة والبرشام. وكانت معلومات وردت إلي اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية بشأن رصد أبو حمدي ودولابه ومحال إقامته فأمر بتشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد فوزي مدير إدارة البحث الجنائي لوضع خطة للقبض عليه تابعها العقيد عصام عطوان رئيس مباحث الإسماعيلية والمقدم محمد فيصل رئيس مباحث التل الكبير. قالت تحريات فريق البحث أن المدعو أحمد الشهير بلقب أبو حمدي48 سنة خفير خصوصي- سيء السمعة له محل إقامة في الكيلو14 أحد توابع قرية النصر بمركز ومدينة القنطرة غرب وآخر بوادي الملاك اتجه للاتجار في الهيروين الخام والأقراص المخدرة علي نطاق واسع في وكر السحر والجمال الذي يتردد عليه تجار الكيف من محافظات الوجه البحري والقبلي لشراء المواد المخدرة وأضافت التحريات أن دولاب المتهم لبيع البودرة والبرشام يفتح بعد غروب الشمس لاستقبال عملائه يوميا بانتظام وسط حراسة مشددة من الناضورجية الذين يستخدمون الأسلحة النارية لإطلاق أعيرتهم صوب أي فرد أو جماعة تحاول الانقضاض علي تجارتهم المحرمة. وأشارت التحريات إلي أن أبو حمدي ذاع صيته وتضخمت جيوبه بالأموال ولم يفكر للحظة واحدة السؤال عن أسرته وتقديم يد العون لهم لأن همه الوحيد بيع البضاعة الموجودة بحوزته تمهيدا لسداد قيمتها للمصدر السري الذي يتعامل معه وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وألقي القبض عليه محمود فراج وأحمد يحيي ويوسف الحفناوي معاونو المباحث وبتفتيشه عثر معه علي بندقية آلية7.6239 وطلقات من ذات العيار وهاتف محمول واقتاده النقيب أحمد عياد لغرفة التحقيقات وبسؤاله في محضر الشرطة اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الدفاع عن نفسه وبعرضه علي أشرف عبد الحليم وكيل النائب العام باشر التحقيق معه تحت إشراف يوسف الدفتار رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر بحبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق.