أسفرت انتخابات الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية التي انعقدت مؤخرا عن انتخاب د. صفوت عبدالغني لعضوية مجلس شوري الجماعة وهي المرة الأولي التي يتم فيها اختيار أعضاء الجماعة الإسلامية بالانتخاب, كما أنها المرة الأولي التي ينضم فيها أبناء الجماعة من جيل الوسط إلي عضوية مجلس شوري الجماعة الذي كانت عضويته حكرا علي من اصطلح البعض علي تسميتهم بالقادة التاريخيين, كما أصبح د. صفوت عبد الغني عضوا باللجنة الثلاثية التي كلفتها الجماعة باتخاذ الاجراءات اللازمة لتكوين حزبها السياسي( ومن هنا كانت ضرورة اللقاء مع د. صفوت عبد الغني لنتعرف منه علي ملامح المرحلة الجديدة بالنسبة للجماعة الاسلامية وتصوراتها بشأن الحلول لمشكلات مصر بعد الثورة. في حواره مع الأهرام المسائي طرح الملامح العامة لتصورات الجماعة ومواقفها ازاء العديد من القضايا, فالجماعة هدفها الحفاظ علي الهوية الاسلامية لمصر, ومحو الآثار السلبية التي ترتبت علي حكم الرئيس السابق, والمشاركة في بناء مصر وفق الاهداف الوطنية المجمع عليها من كل القوي, انه يؤكد ان الجماعة انتهت من بنائها الداخلي وهي جاهزة للعمل العام, ولديها خطاب سياسي اسلامي مختلف عن الآخرين السلفيين والإخوان الجماعة ليست منغلقة علي نفسها في المشاركة السياسية فلديها اتصالات مع الاخوان وكل القوي والاتجاهات الفكرية, وهذه المشاركة من وجهة نظر الجماعة تحمل اتفاقا حول الاسراع بمحاكمة المفسدين ومحاصرة الفساد, والحد من دور جهاز الأمن الوطني, لكنها في الوقت ذاته وحسب تأكيد د. صفوت عبدالغني ترفض محاولات العبث بالمؤسسة العسكرية والالتفاف حول الارادة الشعبية, ورغم أن الجماعة ليس لها اتصال بالمجلس العسكري أو مجلس الوزراء فإنها تتعاون مع الحكام العسكريين بالمحافظات في معالجة الانفلات الأمني وتطالب المجلس بالعفو الشامل عن المسجونين في قضايا سياسية وإلي نص الحوار. * بداية ما هي أهم أهداف الجماعة الإسلامية في مرحلتها الجديدة؟ ركزت الجمعية العمومية في قراراتها الأخيرة علي عدد من الأهداف يأتي في مقدمتها الحفاظ علي الهوية الاسلامية لمصر لأن البعض يحاول حاليا العبث بهوية مصر الاسلامية ونحن نري أن هذا نوع من العبث بدين أغلبية الشعب. كما أن محو الآثار السلبية المترتبة علي حكم الرئيس المخلوع هو إحدي أولويات الجماعة عبر إزالة الظلم الذي تعرض له ضحايا كثيرون من أبناء الشعب المصري خاصة المعتقلين والسجناء السياسيين, وتأتي ضمن ذلك محاولات الافراج عن د. عمر عبدالرحمن. وبجانب ذلك كله لابد من المشاركة في بناء مصر بناء تجتمع عليه كل القوي السياسية من اسلاميين وغير اسلاميين, لأن من أهم متطلبات بناء مصر في الفترة المقبلة أن يشارك الجميع في البناء وفق الأهداف الوطنية المجمع عليها. * هل لديكم استراتيجيات جديدة لنشاط الجماعة الاسلامية في هذه المرحلة؟ ** استراتيجيتنا لا تعتبر جديدة لأننا نحافظ علي التوجه السلمي الذي رسخناه منذ1997, وكذلك العمل علي ترشيد الأفكار في جو الحريات. * هل أنتم مشغولون بالبناء الداخلي للجماعة عن المشاركة بفعالية في الأحداث السياسية الجارية؟ ** فعلا لقد انشغلنا لفترة حيث تم اختيار كل مسئولي الجماعة بالانتخاب من أول مسئول القرية أوالحي وحتي أعضاء مجلس الشوري العام مرورا بمجالس ومسئولي المحافظات واستغرق ذلك كله وقتا طويلا لكننا الآن وقد انتهينا من هذا كله فقد أصبحنا جاهزين للعمل العام انطلاقا من أسس متينة. * كان هناك اتجاه واضح بين أعضاء الجمعية العمومية يدعو لنبذ العمل السياسي؟ ** هذا الاتجاه لم يحصل علي تأييد أثناء التصويت فقد كان اتجاها ضعيفا جدا, بينما كان اتجاه الغالبية العظمي هو تأييد العمل السياسي للجماعة, وكان هناك أيضا اتجاه نال نسبة محدودة من الأصوات يدعو لتأجيل عمل الجماعة بالسياسة لحين تنتهي من اعادة ترتيب صفوفها. * بمناسبة ذكر الاتجاهات داخل الجماعة.. إلي ماذا آلت الخلافات التي كانت موجودة بين قادة الجماعة الاسلامية وأقطابها؟ الخلافات انتهت بمجرد انتهاء أعمال الجمعية العمومية ونحن ندعو الجميع للتسليم بنتائج العملية الانتخابية ونحن لا ننكر فضل أحد والجماعة لا تأكل ابناءها ولا تقصي أحدا والمفترض أن يصبح هناك رضا بالنتيجة وهذا هو جوهر الإذعان لآلية الشوري لا سيما أن مجلس الشوري الجديد لن يكون دائما بشكل مؤبد بل له مدة محددة هي سنتان فقط. * ما دور من أبعدتهم الانتخابات عن مجلس الشوري القديم؟ ** لقد تم تكوين هيئة تأسيسية من كل المؤسسين القدامي ودور هذه الهيئة هو دور استشاري حيث سيحيل مجلس الشوري الموضوعات المهمة لهذه الهيئة لتدرسها بعمق وتقدم رأيها للمجلس وهذا الرأي له صفة استشارية. ** هل هذا هو دورها الوحيد؟ * لا فقد تقرر أن تكون لهذه الهيئة صلاحية دعوة الجمعية العمومية للانعقاد في حالة مخالفة الجماعة للخط العام السلمي الذي رسخته مبادرة وقف العنف. ** من هم أعضاء هذه الهيئة التأسيسية؟ * هم كل أعضاء مجلس الشوري القديم الذين لم ينجحوا في الانتخابات بالإضافة للمشايخ ناجح ابراهيم وأسامة حافظ وعبود وطارق الزمر. ** بمناسبة مبادرة وقف العنف.. ماهي طبيعة الخلافات علي الكتب التي أصدرتها الجماعة بشأن المبادرة؟ * لا يوجد خلاف علي الكتب الأربعة الأولي فهي مجمع عليها بين قادة وأعضاء الجماعة أما الكتب التي أصدرها الدكتور ناجح ابراهيم بعد الأربعة الأولي فهي تعبر عن رأيه وتوجهاته الشخصية ولا تعبر بالضرورة عن رأي مجموع الجماعة. ** هل ترون أن الساحة السياسية ستتسع لكم مع وجود جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين؟ * نحن نزعم ان لدينا خطابا سياسيا اسلاميا متميزا يختلف عن السلفيين والاخوان علي حد سواء وهو خطاب وسط بينهما وسنسعي للمشاركة السياسية العامة بعدما انهت الثورة سنوات الاقصاء الذي عانته الجماعة الاسلامية. ** هل لديكم تواصل مع السلفيين أو الإخوان المسلمين؟ * نعم توجد اتصالات مع السلفيين ومع الاخوان المسلمين وكثيرا ما ندعو رموز التيارين للمشاركة في انشطتنا الدعوية المختلفة. * هل تشاركون في أي من الفاعليات الشعبية التي أصبح نشاطها غزيرا في أعقاب الثورة المصرية؟ * ليست لنا مشاركات في كثير مما يجري الآن لأننا اتفقنا مع العديد من هذه الفاعليات في اشياء واختلفنا في اشياء اتفقنا علي اهمية الاسراع بمحاكمة المفسدين ومحاصرة الفساد والحد من دور جهاز الأمن الوطني لكننا مع ذلك نرفض محاولات العبث بالمؤسسة العسكرية فهذا مرفوض جدا وكذلك نرفض الالتفاف علي نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية مثل الدعوة لوضع دستور جديد قبل الانتخابات ولقد تعجبنا جدا من أن الليبراليين هم الذين ينادون بذلك وكذلك نرفض التعجيل بتحديد الأدني للأجور في ظل تدهور الإنتاج * هل لديكم اتصال بالمجلس العسكري أو بمجلس الوزراء؟ * ليس لنا اتصال مباشر لا بالمجلس العسكري ولا بمجلس الوزراء لكن يوجد تعاون مع الحكام العسكريين ببعض محافظات الصعيد في إطار معالجة الانفلات الأمني والحوادث الطائفية لذلك شهدوا بأن أفراد الجماعة الإسلامية لهم دور وطني في هذا المجال. * هل لديكم مطالب تجاه المجلس العسكري أو الحكومة؟ نحن نطالب المجلس العسكري بالعفو الشامل عن كل المسجونين الذين صدرت ضدهم أحكام في قضايا سياسية و لابد أن نلاحظ أن الثورة المصرية ليست أقل من الثورة التونسية التي أصدرت عفوا شاملا عن كل السجناء كما أنه ليس منطقيا أن يعاقب الضحية والجلاد في وقت واحد. * هل ستشاركون في الانتخابات القادمة؟ ننوي المشاركة في الأنتخابات البرلمانية ان شاء الله ليكون لنا دور في مجلس وطني متوافق من أجل اعادة بناء مصر لكن لم نحدد حجم المشاركة بعد ونحن نفضل أن تشارك كل القوي السياسية في قائمة واحدة تخوض بها الانتخابات لأن بناء مصر في المرحلة القادمة يحتاج لتوافق وتضافر جهود كل القوي. * لكن لو لم تتوافق كل القوي السياسية علي هذا فماذا ستفعلون؟ لو تم توافق من قبل أغلبية من القوي فسوف نكون مع الأغلبية وعلي كل حال فنحن سوف نساند الشخصيات المرشحة حسب جودة برامجها وقابليتها للتنفيذ فالتفاضل بالبرامج وبالسمات الشخصية من حيث الأمانة والبعد عن الفساد وهناك أمر مهم جدا أيضا هو التزام المرشح بالحفاظ علي هوية مصر الإسلامية وأن تكون له مرجعية وطنية قوية. * ما موقفكم من التحركات التي تجري من أجل توافق وطني علي الدستور قبل الانتخابات؟ نري أن معظم هذه التحركات هي محاولات للالتفاف علي الارادة الشعبية ولا يصح وضع الدستور بهذه الطريقة والزام الشعب به.