بحث إيهاب بعد أن وصل لمرحلة المراهقة عن الثراء بأي وسيلة وتمني ارتداء الملابس الفاخرة وامتلاك سيارة حديثة للتنزه بها وقضاء أوقاته بصحبة الفتيات..ووسط تلك الأحلام والأماني وجد نفسه يعيش علي أرض الواقع في محيط أسرة ريفية بسيطة يكسب أفرادها قوتهم بشق الأنفس. تعلم الشاب حرفة البناء والتحق بالعمل مع أحد المقاولين الذي وفر له كل الاحتياجات المالية وفجأة تمرد علي مهنته ولعب الشيطان في رأسه بعد أن زين له اللجوء للاتجار في المواد المخدرة لأنها الملاذ الوحيد لانتعاش أحواله المادية سريعا. تواصل إيهاب مع عضو بعصابات تهريب الهيروين الدولية المرابطة علي الحدود الشرقية والغربية للبلاد واتفق مع إحداها علي تدبير حصص ثابتة من البودرة لطرحها لدي تجار الكيف بأسعار الجملة وحصل علي الكميات اللازمة من البودرة فتح بها سوقا علي مقربة من محل إقامته. أصبح الشاب خلال فترة وجيزة من المشهورين في بيع البودرة الكل يقصده دون غيره لقدرته علي تلبية مطالبهم في أي وقت يريدونه مستغلا خلو سجله الجنائي من القضايا وصعوبة رصد تحركاته لاستحالة عملية الشك فيه أمنيا. ولخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات من جمع الخيوط الكاملة عن تجارته غير المشروعة والأشخاص الذين يتعامل معهم وتم استهدافه وعثر بحوزته علي كمية من البودرة وسلاح ناري وذخيرة من ذات العيار وتحرر المحضر اللازم له لتتولي النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية قد تلقي معلومات بوجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف فأمر بالرصد والمتابعة لتلك العناصر وإلقاء القبض عليهم متلبسين. فتم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد فوزي مدير إدارة البحث الجنائي ضم العقيد عصام عطوان رئيس مباحث الإسماعيلية والمقدم محمد جميل رئيس مباحث القصاصين ودلت تحرياتهم علي أن المدعو إيهاب28 سنة عامل ليس لديه معلومات جنائية اتجه في السنوات الأخيرة للاتجار في الهيروين الخام بعد أن وجد الربح اليسير من وراء ترويجه لعملائه الذين ينتمون للطبقات الثرية. وأضافت التحريات أن السبب وراء نشاط المتهم في تجارة البودرة يعود لأحد أقاربه المشهور عنه العمل في هذا المجال علي نطاق واسع والقدرة علي جلب كميات كبيرة من المخدر عن طريق العصابات الدولية التي تعرف عليها فيما بعد وتعامل معها بشكل شخصي. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدر إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في المنطقة التي يتواجد بها المتهم بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر وصلت إليهم معلومة عن وجوده مستقلا وسيلة المواصلات التوك توك في طريقه لتسليم حصة من البودرة لأحد عملائه وتم محاصرته لإجباره علي الاستسلام. وبتفتيشه عثر معه علي السموم البيضاء وفرد خرطوش وطلقات من ذات العيار وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات بقصد التربح منها.. وبعرضه علي محمد الهوبي وكيل النائب العام باشر التحقيقات معه تحت إشراف يوسف الدفتار رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.