بحث إيهاب الشهير بلقب البوب عن الثراء بأي وسيلة ممكنة بعد أن وصل لمرحلة المراهقة وتمني ارتداء الملابس الفاخرة وامتلاك سيارة علي أحدث موديل للتنزه بها وقضاء أوقاته بصحبة الفتيات الجميلات ووسط تلك الأحلام والأماني وجد نفسه يعيش علي أرض الواقع في محيط أسرة ريفية بسيطة يكسب أفرادها قوتهم بعرقهم وساعدوه لتعلم حرفة البناء والتحق بالعمل مع أحد المقاولين الذي وفر له كل الاحتياجات المالية. تمرد ايهاب علي مهنته ولعب الشيطان في رأسه بعد أن زين له اللجوء للاتجار في المواد المخدرة لأنها الملاذ الوحيد لانتعاش أحواله المادية سريعا وبالفعل راح يتواصل مع مصدر سري عضو بعصابات تهريب الهيروين الدولية المرابطة علي الحدود الشرقية والغربية للبلاد واتفق معه علي تدبير حصص ثابتة من البودرة لطرحها لدي تجار الكيف بأسعار الجملة. حصل الشاب علي الكميات اللازمة من البودرة وفتح بها سوقا علي مقربة من محل إقامته ووجه من خلاله الدعوة لعملائه في محافظات القناة والشرقية والقاهرة الكبري الذين تعرف عليهم ووعدهم بتسليمهم ما يلزم من الهيروين الخام وأصبح خلال فترة وجيزة من المشهورين في بيع البودرة الكل يقصده دون غيره لقدرته علي تلبية مطالبهم في أي وقت يريدونه حتي وصل الأمر به لتسليمهم بضاعتهم في أماكن معيشتهم للجراءة التي اكتسبها فضلا عن استغلاله خلو سجله الجنائي من القضايا وصعوبة رصد تحركاته لاستحالة عملية الشك فيه أمنيا.. استمر ايهاب علي هذا الحال وحقق أرباحا مادية لا بأس بها ادخر جزءا منها في البنوك بأسماء المقربين إليه وأقنع أسرته وجيرانه أن سبب انتعاش أحواله المالية يعود للتجارة وسمسرة الأراضي والعقارات لكي يبعد العين عنه ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري جمع الخيوط الكاملة عن تجارته غير المشروعة والأشخاص الذين يتعامل معهم وتم استهدافه وعثر بحوزته علي كمية من البودرة وسلاح ناري وذخيرة من ذات العيار وتحرر المحضر اللازم له لتتولي النيابة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة إليهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف لوضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والرائد مروان الطحاوي رئيس مباحث القصاصين ومعاونيه النقباء مصطفي سلامة ومحمد سليم وكامل القمحاوي وأحمد إيهاب ومروان النجار ودلت تحرياتهم أن المدعو إيهاب الشهير بلقب البوب27 سنة عامل بناء- ليس لديه معلومات جنائية اتجه في السنوات الأخيرة للاتجار في الهيروين الخام بعد أن وجد الربح اليسير من وراء ترويجه لعملائه. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط البوب وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في المنطقة التي يتواجد بها المتهم بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر وصلت إليهم معلومة عن وجوده مستقلا وسيلة المواصلات التوك توك في طريقه لتسليم حصة من البودرة لأحد عملائه وتم محاصرته لإجباره علي الاستسلام وبتفتيشه عثر معه علي السموم البيضاء وفرد خرطوش وطلقات من ذات العيار. وبعرضه علي فادي الطحاوي وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف توفيق محمد رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.