حذر خبراء ومراقبون سياسيون مصريون وسودانيون من أن انفصال الجنوب بداية لتفتت وتقسيم السودان مؤكدا أن قطار الانفصال مازال متأهبا في دارفور وكردفان وان نذر الحرب في ابيي وجبال النوبة تتصاعد وان تحديات الانفصال تتزايد. وقال المحجوب عبد السلام المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي إن المؤتمر الوطني الحاكم يفتقد للقيادة المؤسسية وأن اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل لم تسهم في استقرار السودان ولا في استقراره وأن حرب ابيي بدأت قبل شهور من انفصال الجنوب مثل حرب الجنوب قبل الاستقلال عام1955 كما اشار لنذر الحرب في كردفان بعد رفض الرئيس البشير مقترحات السلام. وحذر من أن الخلافات الحدودية بين أقاليم السودان تنذر بحروب حدودية علي غرار الحروب بين الدول وخاصة في أقاليم الشرق والغرب ولاسيما في دارفور ولم يتم سوي التوصل لاتفاق اطاري مما يؤكد ان دارفور ما زالت تشكل تحديا كبيرا. كما أشار إلي تأخر ربيع السودان عن ربيع الثورات العربية كما أكد أن السودان مازال يتعرض لضغوط خارجية وساحة للتدخل الخارحي وخاصة بعد ارسال قوات الأممالمتحدة للفصل في نزاع ابيي. وقال د. المحجوب إن النظام السوداني فشل وإن المعارضة أجهضت, وإن ربيع الحرية تأخر في السودان مما ينذر بانفجار قريب ليس علي غرار الحالة التونسية أو المصرية بل سيشبه الحالة السورية والليبية. أوضح د.حيدر ابراهيم مدير مركز الدراسات السودانية بالقاهرة أن السودان لديه قابلية للاستعمار وأن حزب المؤتمر الحاكم في السودان بزعامة الرئيس السوداني ليس لديه ارادة وطنية وأن ارسال مجلس الأمن4200 جندي للسودان يؤكد أن السودان لديه قابلية للاستعمار من جديد مؤكدا أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تتحملان مسئولية انفصال الجنوب. وقال د.هاني رسلان الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام إن انفصال جنوب السودان زلزال لا يؤثر فقط علي السودان بل علي المنطقة ككل, خاصة علي دول حوض النيل, وإن هذا الانفصال سيعيد التوازنات الاستراتيجية علي حساب الأمن القومي المصري, خاصة في ظل وجود تدخلات خارجية في السودان من جانب الولاياتالمتحدة وحلفائها, وزيادة الدور الإسرائيلي في جنوب السودان. وطالب بجهود مصرية واقليمية مكثفة لمنع وعرقة قطار الانفصال وقال إن اثيوبيا أصبحت فاعلا جديدا وحيويا لها مساعي وطموحات اقليمية في السودان وأفريقيا تتوازي مع الدور الاسرائيلي. كما حذر من اعادة انتاج مشكلات الجنوب ودارفور في كردفان بنفس الأسلوب القديم وبوساطة وتفاوض خارجي وكجزء من مسارح وعمليات مستقبلية مشيرا إلي ارسال معدات عسكرية وقوات دولية تحت الفصل السابع. جاء ذلك خلال ندوة عقدت بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام تحت عنوان انفصال جنوب السودان.. الفرص والتحديات, وأضاف رسلان أن ما يحدث في السودان هو صراع اجتماعي وليس صراعا سياسيا, فهناك محاولات لإقصاء الآخر, وضغينة وكراهية تؤدي إلي الاستعانة بالخارج ضد الداخل بما يؤثر علي أزمة المياه. وقال محمد حسين شرف رئيس مكتب حركة العدل والمساواة بالقاهرة إن انفصال الجنوب تتحمل مسئوليته الحكومات السودانية وخاصة حكومة البشير الحالية مؤكدا أن سيناريو الانفصال مرشح في مناطق أخري مثل دارفور وكردفان في جبال النوبة مشيرا إلي ان السودان يمثل أكبر عدد من النازحين يصل ما بين2 و3 ملايين نازح بما يعني أن السودان دولة فاشلة وطالب بعقد جديد للحكم وإدارة الدولة. ومن جانبه دافع د.وليد السيد مدير مكتب حزب المؤتمر قائلا: إن الحزب قدم نموذجا في احترام اتفاقيات السلام الموقعة رغم الثمن الغالي في الانفصال وخسارة موارد طبيعية ضخمة مثل25% من اراضي البلاد و70% من موارد النفط و9% من السكان و8% من الثروات المعدنية و40% من ايرادات الدخل القومي و10% من العملات الصعبة مؤكدا أن علينا تجاوز تحديات الانفصال مثل تجاوز مرارات الماضي وتحديات القضايا العالقة مثل نزاع ابيي والحدود والديون الخارجية وضرورة البحث عن موارد بديلة لخسارة موارد الجنوب عبر جذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة الصادرات واستكمال اتفاقية السلام في كردفان التي تنذر بالحرب. وأكد أن وثيقة اتفاق الدوحة التي تم توقيعها أمس في الدوحة مفتوحة لجميع القوي السياسية السودانية. وأكد بكر حليم المستشار الاعلامي لسفارة السودان بالقاهرة أن اغتيال جون جارانج الزعيم الجنوبي الراحل دفع للانفصال وضربة مؤلمة للوحدة.