المراكب النيلية بالمحافظات تعد المتنفس الرئيسي وأهم وسائل الترفيه للمواطنين في الاعياد وخاصة للمحافظات الواقعة علي ضفاف النهر الخالد فجمال الطبيعة علي جانبي النيل يمثل عشقا لأهل الدلتا والصعيد.. لذلك ينطلق الملايين من المواطنين للاستمتاع بالمراكب النيلية سواء ليلا أو نهارا هربا من حرارة الجو باعتبارها أفضل وسيلة للتنزه للصغار والكبار.. وتتزين هذه المراكب بكل أنواع الاضاءة المبهرة والورودوال دي جي للاستمتاع بالاغاني وقضاء عيد أضحي سعيد هذا العام.. ولعل أبرز المحافظات التي تهتم بالرحلات النيلية هي رأس البر بدمياط والدقهلية وسوهاج وأسوان وبحيرات الإسماعيلية. يظل نهر النيل بطبيعته الساحرة في أسوان هو الملاذ الأول للمواطنين في العيد لأسباب كثيرة منها ارتباطهم الوثيق تاريخيا بالنهر و هروبهم من حرارة الطقس الملتهبة نهارا وقضاء وقت ممتع في الجزر النيلية وعلي رأسها الحديقة النباتية. وخلال الأيام الماضية ضرب عدد من المراكبية عصفورين بحجر واحد, حيث بدأوا تجهيز مراكبهم الشراعية واللنشات استعدادا لاستقبال عيد الأضحي المبارك, وأيضا للتأهب لاستقبال موسم السياحة الجديد الذي سيبدأ هو الآخر خلال أيام, وعلي أنغام وكلمات الكنج محمد منير ابن النوبة وأسوان في أغنيته الشهيرة هيلا هيلا.. هيلا هيلا.. شد القلوع يامراكبي.. مافيش رجوع يامراكبي.. وياليل قمرك عجيب.. هيلا هيلا.. وياليل من غير حبيب.. هيلا هيلا.. وياليل أمرك عجيب هيلا هيلا, ستشهد صفحة النهر الخالد كرنفالا من المراكب الشراعية كالعادة في المناسبات والأعياد, حيث هنا تجد المتعة والجمال التي تجسدها طبيعة هذه المدينة الساحرة. المراكبية: جاهزون للمتعة بالنيل يقول الريس عبد الدايم عبد العزيز معرف والمعرف هو الباش ريس صاحب الخبرات الطويلة في الإبحار باللنشات: إن المراكبية قد استعدوا لموسم العيد الكبير برفع حالة الطوارئ ودهان اللنشات وتغيير القلوع والتأكد من صلاحية القلوع والقارية والمواتير, حرصا منهم علي توفير الأمان والسلامة للمواطنين, وأضاف أن هناك عائلات تفضل فسحة المركب الشراعي وهناك من تختار اللنشات وكلاهما متوافر في أسوان, موضحا أن الرحلات تبدأ من صباح أول أيام العيد وتتجه إلي الحديقة النباتية أو إلي قرية غرب سهيل السياحية شمال خزان أسوان, وهناك رحلات أخري تختص بجولات نيلية حول الجزر الطبيعية ومحميتي سالوجا وغزال وجزيرة سهيل وشاطئ بربر ويوضح الريس ضاحي السماوي أن الرحلات النيلية في أسوان كانت تتوقف عند السادسة مساء كل يوم حسب التعليمات الأمنية وضوابط الملاحة النهرية باعتبار أن هناك مناطق صخرية من الصعب الإبحار فيها ليلا لخطورتها, ولكن خلال الفترة الماضية تم السماح لها بالإبحار بشروط محددة وهي أن يكون في مناطق محددة وأن يقتصر علي اللنشات المواتير وأن تكون ذات وسائل إنارة كافية, ويضيف بأن الإقبال علي الرحلات النيلية في عيد الأضحي تحديدا يختلف عن عيد الفطر, لأن في هذا العيد يحرص ابناء أسوان والنوبة المقيمين خارج المحافظة علي قضائه وسط الأهل والأحباب ويكون فرصة للفسح والتنزه وتجديد النشاط قبل العودة مجددا للعمل, وتابع قائلا زمان لم يكن النيل يعرف اللنشات إلا نادرا وكانت معظم المراكب إما شراعية أو فلايك مما يزيد من متعة هذه الرحلات ومع تطور الحياة تحولت معظم المراكب الشراعية التي تتميز بالهدوء وعدم الإزعاج إلي لنشات. وقال أحمد سلطان مراكبي إن هناك أكثر من مكان معروف مخصص للرسو علي شط النيل, حيث ترسو خلاله المراكب بنظام الدور, لافتا إلي أن سعر نقل الفرد إلي الحديقة النباتية جزيرة النباتات الإستوائية لا يزيد علي10 جنيهات, فيما يرتفع السعر قليلا في تعريفة غرب سهيل بسبب طول المسافة واستهلاك البنزين. وأشار إلي حرص أصحاب المراكب علي توفير جميع وسائل الأمان التي تخضع للتفتيش والرقابة المشددة من هيئة الملاحة النهرية والمحافظة وشرطة المسطحات المائية والعائمات, فليس هناك مركب يعمل في النيل بلا ترخيص أو بدون توافر سترات الإنقاذ ووسائل الإطفاء, ويضيف بأن المراكب النيلية اصبحت متعة وجزءا لايتجزأ من البرامج السياحية, لذا فإنها قد تطورت كثيرا خلال السنوات الأخيرة, حيث يحرص المراكبية علي أن تكون لنشاتهم غاية في الروعة والجمال والنظافة ويؤكد طارق رجب الطيب مدرس أن رحلة المراكب الشراعية في نيل أسوان متعة لايعرف قيمتها وقدرها إلا من يجربها, ولك أن تتخيل أن تستقل مركبا والخضرة والرمال الصحراء تمتزج معا مع مياه النيل في مشهد بديع وبانوراما رائعة, ويقول إنه دائما مايصطحب عائلته في النيل مابين حين وآخر, وهذه المرة سنقصد غرب سهيل وشاطئ بربر في عيد الأضحي وسط اللمة الأسرية التي لاتتكرر كثيرا بسبب زخم الحياة وظروف العمل ويقول أحمد ناصر من شباب أسوان: النيل هو ملاذنا للهروب من حرارة الطقس في أسوان خلال الأعياد, حيث نحرص علي التمتع به في ساعة العصاري عندما تنخفض درجة الحرارة, ويضيف أن معظم الرحلات النيلية تكون عائلية نصطحب فيها الأطفال والسيدات لتناول الغداء وسط الطبيعة الساحرة, وتبقي ذكريات الأعياد والمناسبات محفورة في قلوب الأسوانيين مهما تمر السنين, خاصة إذا ماكانت في أحضان مياه النيل التي تتعانق مع الصخور وتحيط بالجزر والمحميات رقابة دورية من أجل السلامة من جانبه وتجنبا لأي حوادث طارئة, شدد اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان علي ضرورة قيام جميع الأجهزة بالتفتيش والرقابة علي كافة العائمات النهرية خلال أيام العيد, وذلك للتأكد من صلاحياتها الفنية وتوافر وسائل الأمان والإنقاذ والإطفاء, وقال المحافظ إن الرحلات النيلية تمثل قطاع مهم جدا من البرامج السياحية, وحرصا علي سلامة المواطنين وتوفير المناخ المناسب لهم من أجل التمتع بقضاء أيام العيد فإن هناك رقابة دورية علي جميع العائمات بمعرفة الأجهزة الفنية والأمنية المختصة.