إذا ما أردت أن تبحث عن الدفء والهدوء والطبيعة الساحرة هذه الأيام, فليس عليك إلا أن تشد الرحال إلي أسوان للاستمتاع بجمال نيلها وأثارها الخالدة, وقبل هذا وذاك ستجد أمامك كرم أهل الجنوب الذي يشبه النيل في استقامته والنخيل في شموخه والقصب في حلاوته. في أسوان كم عاني السياحيون كثيرا من آثار ثورة25 يناير2011 التي ألقت بظلالها علي السياحة الثقافية طوال7 سنوات تحمل فيها العاملون في مجال السياحة ما لم يتحمله بشر, حتي عادت مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي حضن المصريين ومعها عادت السياحة إلي أرض الحضارات من جديد, والآن وبعد فترة طال انتظارها بدأت ماكينات الفنادق العائمة تدور من جديد بين الأقصر وساحرة الجنوب, وبدأت الأفواج السياحية تهل علي شوارع المدينة فانتعشت معها الأسواق وحركة المراكب الشراعية والحناطير التي تتميز بها, خاصة في رحلة العصاري التي تتمخطر فيها الخيول بكورنيش النيل وحول المزارات السياحية المختلفة, ويبقي أن نعلن عن نهاية أزمة شحوط الفنادق العائمة في النيل والبدء في أزمة أخري تختص بصعوبات إيجاد وسائل نقل برية للسائحين في ظل الإقبال الكبير علي أسوان. داخل النيل, وبين المراكبية المنتعشين بضيوف أسوان التقينا مع الريس عبد الدايم عبد العزيز الذي قال إن هناك ارتفاعا كبيرا في الإقبال علي زيارة المدينة, حيث يحرص السائحون علي التمتع برحلة الفلايك إلي الجزر وسط الطبيعة الخلابة, خاصة قرية غرب سهيل ومنطقة بربر والمحميات الطبيعية, موضحا بأن معظم السائحين حاليا من الصين والألمان, بالإضافة إلي المصريين الذين سترتفع معدلاتهم مع إجازة نصف العام الدراسي, ويضيف شعبان حامد معرف والمعرف بلغة المراكبية تعني مالك المراكب والفلايك إن الرحلة النيلية تبدأ ظهرا بزيارة الحديقة النباتية والقرية النوبية في غرب سهيل وهناك يقضي السائح ساعات طويلة في التجول بالسوق والاختلاط بالبيوت النوبية لاحتساء المشروبات الأسوانية والتمتع برؤية التماسيح ثم العودة إما إلي الفنادق العائمة أو مقار إقامتهم الأخري, ووجه عبد الدايم وشعبان نيابة عن مراكبية أسوان الشكر للرئيس السيسي الذي لولا الاستقرار الأمني الذي تشهده مصر لما عادت السياحة إلي الجنوب بهذا المشهد المبشر بكل الخير. ومن المراكبية إلي سائقي الحناطير الذين رفعوا شعار مرحبا بكم في أسوان, حيث قال غريب لبيب: لقد طال انتظارنا كثيرا حتي نعيش هذه اللحظات السياحية الفارقة في أسوان, فالمشهد الحالي في مدينة الحضارة يؤكد الاستقرار الذي تعيشه البلاد, ويضيف: بأنه ورث هذه المهنة عن أبيه ورغم حصوله علي مؤهل متوسط فإنه فضل العمل الحر الذي منه أتقن وأجاد عدة لغات استطاع من خلالها التعامل مع السائحين, وطالب جميع العاملين في مجال السياحة باستثمار هذه الفرصة والتعبير عن كرم وشهامة أبناء الصعيد حتي ينقل السائح الصورة الحقيقية لمصر بعد عودته إلي بلاده. وأشار يوسف فوزي رئيس رابطة سائقي الحناطير في أسوان إلي أن ضيوف المحافظة دائما ما يكونون في عيون وقلوب أهل أسوان الذين يقوم دخلهم وبنسبة كبيرة علي السياحة, وقال إن هناك التزاما كاملا من جميع أصحاب الحناطير بحسن التعامل مع السائح الأجنبي وأيضا مع ضيوف أسوان من المحافظات الأخري, موضحا أن حركة السياحة قد انتعشت كثيرا وهو الواضح بشدة في الأسواق وداخل الفنادق العائمة وأيضا في الإقبال علي جولة الحناطير بالمدينة التي تبدأ عقب غروب الشمس في كورنيش وتمتد لزيارة المتحف النوبي ومسجد الطابية والعودة. وكشف حسن عبد القادر أمين أن ما يقرب من100 فندق عائم تعمل حاليا مابين الأقصروأسوان, وقال إن معظم السائحين من الصين أولا ثم الألمان والإنجليز والأمريكيون ودول شرق آسيا وأمريكا الجنوبية, وأوضح بأن هناك أزمة ستواجه السياحة مجددا وتتعلق بالنقل السياحي, فبعد ثورة يناير لم يجد أصحاب الشركات أمامهم سوي بيع الحافلات لتدبير أمورهم والآن أصبحنا نواجه أزمة فعلية لتوفير وسائل النقل الكافية لنقل السائحين إلي المزارات, مما دفع غرفة أسوان إلي طلب النجدة من الآقصر, وفي نفس الوقت تقدمنا كغرفة مسئولة باقتراح إلي وزير السياحة للسماح لأصحاب الشركات باستيراد أتوبيسات مستعملة من الخارج لمواجهة الأزمة. الجميل في مشهد أسوان السياحي هو ما قاله وي تان كبير المرشدين السياحين في ماليزيا حول الوضع الأمني في مصر الذي وصفه بالآمن والأكثر أمانا بين دول العالم, وأضاف أنه يقيم في مصر منذ3 سنوات ويتردد علي أسوانوالأقصر بمجموعات سياحية ماليزية وصينية كل شهر, مؤكدا سعادتهم بزيارة الغردقة وشرم الشيخ وأسوان لا توصف.