تستقبل الحديقة النباتية بأسوان اليوم آلاف المواطنين في أول أيام عيد الفطر المبارك, حيث تعد الحديقة التاريخية المقامة علي أشهر جزر النيل في ساحرة الجنوب من أبرز المتنزهات التي يحرص علي زيارتها أهل أسوان للتمتع بالأعياد والمناسبات علي الرغم من وجود حدائق ومناطق خلابة أخري كغرب سهيل وبربر ومقبرة أغاخان وحديقة فريال. ويعود حرص الأسوانيين علي قضاء أحد أيام العيد وسط الطبيعة الساحرة التي تحيط بالجزيرة من كل اتجاه إلي تعودهم علي ذلك منذ زمن الماضي الجميل, حيث لم يكن متاحا وقتها وكما يقول أمين الشريف أحد الأهالي, وسائل الانتقال إليها بهذا التوسع متذكرا أنه لم يكن هناك لنشات تعمل بالموتور كماهو الحال الآن باستثناء رفاص واحد يطلق عليه الفائز وقد اختفي تماما من الوجود, ومن هنا تأتي متعة الهدوء والجمال للأسر المتوجهة إلي تلك البقعة السحرية النيلية الرائعة ويوضح رمضان حازم بالمعاش أن جزيرة النباتات لها مكانة خاصة في قلوب أبناء أسوان منذ زمن طويل, خاصة لدي كبار السن الذين لايزالون يتذكرون مغامراتهم الشبابية هناك. ويضيف كنا نذهب إلي الجزيرة كمجموعات حاملين معنا المأكولات والمشروبات وكنا جميعا نحتفل بالأعياد بهدوء ودون مشاكل, فما أحلي ولا أجمل من نزهة نيلية ب الفلوكة والمركب الشراعي في مدينة أسوان. والحديقة النباتية المعروفة شعبيا بجزيرة النباتات هي أحد أهم المزارات السياحية في مدينة أسوان, بل وتعد من أقدم الحدائق بالعالم, حيث تقع علي جزيرة بأكملها بمساحة17 فدانا مقسمة علي7 قطاعات, كما تضم كما يقول الدكتور ممدوح حمزاوي المتخصص في الزراعة العديد من الأشجار والنباتات النادرة, منها مجموعة الأشجار الخشبية كالأبنوس والماهوجني والصندل, كما تضم أشجار الفاكهة الاستوائية ك الباباظ والجاك فروت, والنباتات الطبية مثل البردقوش والسواك والقرنفل والحبهان والكركديه والزنجبيل والخروب والتمر هندي, ونباتات التوابل ومنها الفلفل الأسود والشطة, ونباتات الزينة كالفل والياسمين والجارونيا والتيوليب والبتونيا, والنباتات الزيتية مثل نخيل الزيت وجوز الهند وأشجار الزيتون, بالإضافة إلي نخيل الدوم والبلح, ويضيف حمزاوي أن جزيرة النباتات شهدت زيارات مهمة لشخصيات تاريخية بارزة منهم رئيس وزراء الهند نهرو وجوزيف تيتو رئيس يوجوسلافيا الأسبق, بالإضافة إلي الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا. يذكر أن جزيرة الحديقة النباتية كان يستوطنها أهل النوبة, حيث كان يطلق عليها حديقة النطرون وأثناء الاحتلال الإنجليزي في أواخر القرن التاسع عشر تحولت إلي قاعدة عسكرية تم تسميتها بجزيرة الرادار حتي قرر الملك فؤاد الأول تغيير اسمها لتصبح جزيرة الملك وأخيرا قامت الثورة المصرية في يوليو1952 ليأمر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتسميتها بجزيرة النباتات.