استرجعت في ذاكرتها كيف كانت حياتهما منذ خمس سنوات عندما تقدم لأبيها ليطلبها للزواج فقد كانت تخطو نحو الصبا. ولكونها من أسرة محافظة لم تسبر أغوار الحياة وكان أول من دخل قلبها ودغدغ مشاعرها بعذب الكلام حتي شعرت بذلك اللص المتسلل يستولي علي مشاعرها فلم تقف كثيرا حول نصائح ذويها عن عصبيته الشديدة وغيرته المفرطة فقد كان قلبها يخبرها أن ذلك الشرر المشتعل بقلبها سيجعلها قبلة له ولن يتمكن من إيذاء مشاعرها الغضة. تزوجا وذهبت معه لمنزل أسرته لتبدأ حياتها الزوجية التي نقشها لها خيال قلبها كلوحة مثالية إلا أنه بعد مضي بضعة شهور فوجئت بسقوط قناع العاشق الولهان وقد حل محله زوج شرس يأخذ ما يريده رغما عنها فلا وجود في قاموسه لتلك المشاعر التي كثيرا ما تغني بها. حاولت أن تستميله وتوقظ حواسه بالمعاملة الطيبة ولين الكلام لكنه كان كالحجر الأصم وعندما أنجبت ابنتها الأولي كانت فرحته شديدة بمرور الأيام تأكد لها أنها لن تستطيع أن تغير طباعه.. ورويدا رويدا فترت مشاعرها تجاهه كبئر جافة من المياه فلم تشعر سوي بالنفور منه. كان القهر أسلوبه الدائم فلم يشفع له إنجابها طفلتها الثانية واستمر في مسلسل عنفه الذي كان يرسخه بضربه إياها ولم تتحمل في ذلك اليوم فبعد ولادة طفلتها الثانية رفضت الخضوع له وأصرت علي تجنبه كونها ما زالت تعاني آلام الولادة إلا أنه لم يستمع لأسبابها بل تمادي في تعنيفها فغضبت وحملت صغيريها إلي منزل ذويها وتدخل عقلاء البلدة ليصلحوا ذات البين بينهما لتعود المياه إلي مجاريها; لكنها كانت إلي نهاية حياتها. تلقي اللواء محمد حجي مدير أمن الدقهلية إخطارا من العميد محمد شرباش مدير مباحث المديرية, بورود بلاغ إلي العقيد هاني الزيني مأمور مركز المنصورة, بوفاة ميادة م22 سنة ربة منزل ومقيمة كفر بداوي التابعة لدائرة المركز. وانتقل العميد أحمد شوقي رئيس مباحث المديرية والرائد أحمد توفيق رئيس مباحث مركز المنصورة إلي مكان البلاغ وتوصلت التحريات إلي قيام الزوج ويدعي عثمان ش31 سنة سائق توك توك بالتخلص من المجني عليها بعد أن كتم أنفاسها بمخدة السرير بعد نشوب خلافات بينهما.