رغم أن جيهان لم تنس أبدا ما فعله بها زوجها, فإنها لم تتخيل أنه مهما بلغت مشكلاتهما معا أن يطردها وأولادها الثلاثة من منزل الزوجية بالهرم. ظلت ذكري وقوفها وأطفالها في الشارع, يرتجفون من برد الشتاء القارس, لا تدري أين ستذهب بهم, وهي بلا سكن ولا مأوي تثير بداخلها مشاعر الكره والمقت لهذا الرجل, وحتي بعدما عادت لبيته مرة أخري, قررت الانتقام منه بكل وسيلة ممكنة. تتذكر الزوجة العشرينية ذلك اليوم جيدا, حيث تخلي الكل عنها حتي حظها, إلا محمد الشاب الذي ظهر من العدم, وكأنه شعر بمأساتها, سألها عن سبب وقوفها في الشارع بأطفالها, وسط ذلك الصقيع, فروت له ما فعله زوجها ودموعها تنهمر بشدة, فتصرف الشاب بكل شهامة وساعدها علي استئجار غرفة صغيرة تقيها وأطفالها شر البرد الشديد. ارتبطت جيهان عاطفيا بذلك الشاب, بعدما سحرتها شهامته, وأسرها بجميله الذي لا ينسي, ورأت فيه أجمل فرصة للانتقام من زوجها, فجمعتها به علاقة غير شرعية, ولم يغير تلك العلاقة عودتها لزوجها بعد شهرين من طردها, وعلي الرغم من أنها وزوجها استأجرا شقة جديدة في منطقة العمرانية, فإن علاقتها الحرام بعشيقها استمرت, حتي إنهما حررا عقدا عرفيا لزواجهما رغم أنها متزوجة, لتقنن خيانتها لزوجها!, أو هكذا اعتقدت. مرت علي علاقة العشيقين قرابة6 أشهر, قبل أن يقررا أنهما يجب أن يعيشا سويا دون أن ينغص الزوج حياتهما, فزيارات العشيق في غياب الزوج لم تكن تكفيهما, فاختارا للخلاص من الزوج أكثر الوسائل وحشية وقسوة, مدفوعة برغبة الزوجة العارمة في الانتقام. تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبتها جيهان وعشيقها محمد للخلاص من زوجها عبدالرحيم.أ يرويها عاصم. م, أحد سكان شارع سيد الجويلي بالعمرانية, فيقول إنه في يوم الجريمة صعد العشيق إلي شقة الزوجة بينما ضحيتهما نائم لا يدري ما يحاك ضده.. فتحت الزوجة له الباب, ليدخل وهو يحمل بين يديه ذراعا حديدية ثقيلة وفي طيات ملابسه يخفي سكينا حادا, ودخلا علي الزوج في غرفته, ليبادره محمد بضربه من الذراع الحديدية, أفاقته من غفوته لكنه ظل مترنحا لا يدري ما يحدث, حينها تسارعت وتيرة الأحداث وسط تحريض الزوجة لعشيقها ليكمل مهمته. اضربه بالسكينة خلص عليه, يقول عاصم إن الزوجة كررت تلك الكلمات لعشيقها لينهي ما بدأه, لكن الأخير ظل لم يستجب لها, وكأنه لا يسمعها, لتقرر سريعا أن تأخذ هي بزمام المبادرة, فحملت سكين عشيقها, وبكل وحشية ظلت تطعن زوجها لقرابة العشرين مرة, لدرجة أنها جرحت يدها بشدة دون أن تشعر. يتعجب عاصم من كل تلك المشاعر البغيضة التي تملأ صدر الزوجة ناحية زوجها, فعلي الرغم من كل تلك الطعنات لم تكتف بذلك, فغمست يديها في الدماء, وكانت تضعها علي الحائط بالشقة وكأنها بتخمس بدمه, علي حد وصفه, وكأنها تحتفل بقتله بتلك الطريقة, بعدها استكمل العشيق دوره فحمل الجثة بمساعدة أحد أصدقائه, علي تروسيكل, وألقياها أسفل كوبري القصبجي بالجيزة. وعن سلوك الزوجة يقول علي صاحب محل بالمنطقة, إنها لم تكن علي علاقة بأي من سكان المنطقة سوي بجارتها أردنية الجنسية, فهما تقطنان بها منذ قرابة الثلاثة أشهر فقط, لكن مظهرها كان يبدو عليه, أنها سيئة السلوك; يتذكر جارها أنه رآها منذ مدة وهي تعود إلي شقتها قرابة الثالثة صباحا وترتدي ملابس غاية في الخلاعة, يقول تأكدنا من سلوكها السيئ بعد ما عرفنا بجريمتها. أما صاحب الشقة التي شهدت الجريمة, فيقول إنه كان نائما بشقته في الطابق السفلي بذات العقار, لكنه لم يسمع شيئا مما حدث, لكنه لم يتخيل أبدا أن ترتكب الزوجة مثل تلك الجريمة, فهي في حالها تماما, فقد فوجئ في اليوم التالي بالدماء تسيل علي سلالم العقار ومصدرها شقة جيهان وزوجها, وأثار دماء علي جدران العقار, حينها أبلغ الشرطة عن الواقعة. يقول صاحب الشقة إنه شاهد عشيقها منذ عدة أيام وهو يصعد للشقة, وحينما سأله عن وجهته رد قائلا أنا أبو يوسف ليوهمه علي خلاف الحقيقة أنه والد أحد الأطفال, ويأتي لرؤيته كل مدة, وكان يأتي في بعض الأحيان مستقلا الدراجة النارية التي استخدمها في نقل جثة الزوجة, إذ كان يراها مركونة أسفل العقار. وجهت النيابة العامة للزوجة جيهان حسين تهمتي القتل العمد والتمثيل بجثة زوجها, كما أمرت بحبس عشيقها طلعت,26 سنة, نجار, لذات الاتهامات, وصديقه أحمد, والذي ساعده في نقل جثة القتيل.