اختارت "جيهان" أن تعيش حياة أنثي العنكبوت، تتعرف علي الرجال توقعهم في شباكها، ومن ثم تتخلص من ضحيتها لصالح هدفها الجديد؛ هكذا وقع الشاب "إسلام" في فخها، بينما يمارس عمله كفني لإصلاح التكييفات، "اصطادته" جيهان وقررت مطاردته، واستخدمت كل أسلحتها الأنثوية لإغرائه ودفعه للاستسلام. مصادفة جمعت الشاب إسلام الوكيل صاحب ال 26 عاما، و"جيهان. ع"، التي تكبره ب 12 عاما، دخل شقتها ليصلح التكييف الخاص بها، لم يمنعها أنها متزوجة عن استكمال هوايتها في اصطياد الرجال، وطدت علاقتها به، وأوقعته في براثن حبها، وأخبرته أنها ستخلع زوجها وتتزوجه، استجاب الشاب لها، وتزوجا بعد مضي أشهر العدة مباشرة، لكنه كان يجهل أن مصيره معها سيكون أكثر قسوة ووحشية من سابقيه، فقد قررت أنثي العنكبوت، أن تستعين بعشيقها الجديد لقتل زوجها وحرق جثته في محاولة للتخلص من أثار جريمتها.
في وسط محل مستلزمات التبريد والتكييف بميدان الساعة بكفر طهرمس، نصبت صورة بالحجم الكبير للشاب "إسلام" وذيلت بقول الله تعالى "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وأمام المحل جلس المهندس علاء الوكيل، علي وجهه آثار الحزن والألم علي فراق نجله البكر "إسلام" بعدما قتلته زوجته وأحرقت جثته؛ يقول الأب المكلوم "ياما حذرته منها.. وقلت له ستقتلك في يوم من الأيام". يعود الأب بحديثه للبدايات ويقول إن قاتلة نجله "جيهان"، كانت متزوجة قبله مرتين، وعندها ابنة من زوجها الثاني تدعى "كنزي"، تعرفت على ابنه عندما كان يصلح جهاز التكييف في شقة زوجها الثاني، وتوطدت علاقتهما، حتي إنها رفعت قضية خلع علي زوجها، وكتبت عنوان غير حقيقي لزوجها في الدعوي، حتي تنفصل عنه دون أن يعلم، لتتزوج "إسلام" خاصة أنه يربح الكثير من المال في عمله، ويصغرها بأكثر من 12 سنة، وبعدها تزوجت منه بعد 4 أشهر من طلاقها وتوجها معا للإسكندرية، دون علم أسرته أو أسرتها، وغاب "إسلام عن المنزل بحجة أنه مشغول في عمله.
ظهر "إسلام" من جديد بعد شهرين من اختفائه وصارح أسرته بأنه تزوج من "جيهان" وأنها حامل منه في شهرها الخامس، وأنه تزوجها لأنها حملت منه في أشهر عدتها بعد طلاقها من زوجها الأول، ورزقه الله بابنته "جوليا" بعد 6 أشهر فقط من الزواج، استمرت حياة الزوجين سنة كاملة في مدينة الإسكندرية، بعدها عادا مرة أخرى واستأجرا شقة في كفر طهرمس، بعدما قالت الزوجة إن والدتها مريضة وتحتاج للوجود بجانبها لتقوم على خدمتها. يضيف "الأب" أن ابنه كان سعيدا في حياته، لم يكن يشكو سوى من أن زوجته لا تستطيع الطبخ ويشترون كل طعامهما من الخارج "ديليفري"، لكن كل شئ على ما يرام، وتوسع الشاب في عمله واستعان باثنين ليساعداه في عمله، أحدهما يدعي "إيهاب. أ" وشهرته إيهاب المصري، 23 سنة، والآخر "كريم. ط"، 19 سنة، بأجر يومي 300 جنيه لكل منهما، وكانت تلك هي النقطة الفاصلة في حياة "إسلام"، إذ نشبت بين "إيهاب" و"جيهان" علاقة محرمة، خاصة أن "إسلام" تعود اصطحابها لأماكن عمله في المحافظات حتى لا يصيبها الملل من الجلوس وحيدة في المنزل، فكانت تقضي أوقاتا طويلة بصحبة عشيقها وفي وجود زوجها. "لاحظت علاقة إيهاب بزوجة ابني وحذرته منهما وقلت له أنت بتتغفل وهتتقتل" هكذا حذر الأب نجله من زوجته، لكن الابن تجاهل تلك التحذيرات إلي أن فقد حياته، بدأت الزوجة في تنفيذ مخططها للخلاص من زوجها، فكانت تدس له من 6 إلى 9 حبات من مخدر الترامادول في الشاي، لكن خطتها لم تسر كما أرادت فوضعت خطة بديلة، اتفقت مع عشيقها وصديقه اللذين يعملان كمساعدين لزوجها للخلاص منه، ووعدتهما بمبلغ مالي يصل ل10 آلاف جنيه في حال نجحت خطتها. وعن يوم الواقعة يقول "الأب" إن الزوجة مارست عادتها بدس الحبوب المخدرة لزوجها، لكنها استبدلت "الترامادول" بحبوب "كابتاجون" المنومة، بعدما غط الزوج في نوم عميق قرابة السادسة صباحا، خرجت إلي شرفة الشقة وأشارت ل"إيهاب" عشيقها و"كريم" ليصعدا إلي الشقة، تركتهما في الصالة ودخلت لتنام بجانب زوجها حتي تتأكد من نومه، بعدها تبعها عشيقها وصديقه يحملان ماسورة حديدية، وهوى به "إيهاب" على رأس الزوج، لكنه استيقظ من أثر الضربة وهب واقفا، لكنه كان في حالة دوار شديدة، فضربه عشيق الزوجة من جديد علي الجانب الأيمن من الرأس ليسقط علي الأرق، ضربة ثالثة أفقدته الوعي تماما، ثم وضعا وسادة علي رأسة ووقفا عليها حتي فارق الحياة، وذهبت الزوجة إلي منزل والدها وعاد عشيقها ومساعده إلي منزليهما. يضيف "الوكيل" أن الزوجة اتصلت بعشيقها لتتفق معه علي نقل الجثة، فأخبرها أنه يجب أن يحصل وصديقه علي المبلغ المتفق عليه أولا، اضطرت "جيهان" إلي أن تبيع مصوغاتها لتوفر مبلغ 9600 جنيه، وتقابلت مع شركائها في الجريمة وأعطت كل منهما 4000 جنيه، واتفقوا على نقل الجثة فجرا بسيارة والدها، وفي الموعد المحدد تقابلوا في شقة القتيل لكن كانت صدمتهم أن الجثة انتفخت ويستحيل نقلها، فكرت "جيهان" بأعصاب حديدية في حرق الجثة والخلاص من آثار الجريمة، وبالفعل أشعلت النار بالغرفة وخرجت مسرعة. يتابع "الأب" أنه تلقى اتصالا من "جيهان" تخبره فيه أن الجيران أبلغوها أن الشقة، استفسر منها الأب عن مكان نجله فأجابته بأنها "غضبانه عند أهلها" ليرد الأب مباشرة "أنتي قتلتي ابني" وتوجه مسرعا للشقة المحترقة ويفاجأ بجثة نجله، وقد تفحم نصفها العلوي، ويبدو ظاهرا إصابته بكسر في الجمجمة، وتمكن رجال المباحث من تحديد هوية المتهمين بمساعدة كاميرتين في العمارة المقابلة التقطت لحظة خروجهم من العقار، وألقي القبض عليهما. وينهي الأب حديثه قائلا "ابني مات ومراته الخاينة كانت قاعدة علي السلم بتضحك.. وبتقول لأخوه الصغير شوف إسلام مات موتة وحشة إزاي بس هو يستاهل" ويضيف "نفسي أخد حقي منها ومن شركائها وأشوفهم علي حبل المشنقة". أما الحاج "أبو غالي" صاحب مكتب للتسويق العقاري، في منطقة كفر طهرمس، فيقول إن "جيهان" معروفة في المنطقة بسوء سلوكها، فمنذ عدة سنوات استأجر زوجها الأول شقة لكن السكان في العقار أصروا على طردها منها بعد مدة من إقامتها، بسبب سوء سلوكها وتردد رجال كثيرين علي شقتها في غياب زوجها، كما أنها معروفة في المنطقة بأنها كانت تتاجر في المواد المخدرة ويؤكد "المنطقة كلها عارفة الكلام ده". ومن جانبه قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنوبالجيزة تجديد حبس المتهمين في القضية على ذمة اتهامهم بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. وأقرت الزوجة بتفاصيل جريمتها في التحقيقات وقالت إنها ارتكبتها لأن زوجها كان يتعاطي المواد المخدرة وكان ينفق مبالغ طائلة على شرائها، وأنها طالبته في العديد من المرات بالإقلاع عنها وأن أسرته أولى بتلك الأموال لكنه لم يستجب لها ما دفعها لقتله بمعاونة مساعدية بعدما أغرتهما بالمال.