أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي, أن الإصلاح عملية تقوم بها الحكومة والمجتمع في ظل وجود ثقة حقيقية متبادلة. وقال السيسي خلال مشاركته في فعاليات الجلسة الثانية في مؤتمر الشباب السادس بعنوان إستراتيجية تطوير التعليم: طبعا الإصلاح عملية تقوم بها الحكومة والمجتمع من خلال عدة محاور, وأنا أتصور أنه لو كانت هناك ثقة في أن المجتمع به قدرات للقيام بالإصلاح.. لابد أن يكون المجتمع مطمئنا ولا يشعر المواطنون بالخوف أو القلق.. محدش يقدر يقول إن القلق والخوف أمر طبيعي في الظروف اللي إحنا بنتكلم فيها. وأضاف: من سنين طويلة إحنا ماشيين بشكل معين ونظام معين استقر في وجدان كل الأسر المصرية.. بنطلب أن إحنا نغير ونطور.. فلو لم تكن هناك ثقة حقيقية بين المجتمع اللي هيتلقي ويتأثر بالإصلاح وبين القائم بالإصلاح هيبقي في مشكلة كبيرة. وقال السيسي: أنا حكايتي مع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بدأت منذ5 سنوات, حيث كان الدكتور طارق أمينا عاما للمجالس المتخصصة.. بصراحة تكلمنا معاه أكثر من مرة لتولي المهمة.. وفي أسماء أخري أنا مش عايز أذكرها دلوقتي لأنه خلاص لبي النداء وتصدي للمعركة.. ولما عرضت عليه منذ3 سنوات كان رافضا ورفضه مش معناه تخلي بقدر ما كان رفضه هو تحسب.. هو شايف إن إحنا محتاجين نصلح صح بس يا تري إحنا مستعدين ندفع تكلفة الإصلاح ولا لأ فعشان كده مرضيش, لحد ما أحرجته علي الهواء في مؤتمر للشباب وقولت إن الدكتور طارق واحد تاني كان موجود ساعتها عرضت عليهم إنهم يشتغلوا معانا في الموضوع ده ومجوش.. فخلاص بقي وهو جه. وأضاف السيسي: عملنا بنك المعرفة وأنا بقول للمصريين البنك ده أطلق من3 سنوات تقريبا وبالرغم من ذلك عندما أتحدث مع ناس ألاقيهم مش عندهم وعي بحجم المعرفة اللي موجودة وجدارتها اللي إحنا جبناها من أفضل المؤسسات في العالم وبالمناسبة إحنا الوحيدين في العالم اللي عملنا كده.. عملنا بنك المعرفة المصري الذي يتيح لكل حامل موبايل أن يكون مشتركا في البنك ده.. الكلام ده عليه حجم معارف للباحثين والدارسين في كافة العلوم علي أعلي وأرقي مستوي, وده كان أول تجربة لينا وعملنا السيرفر والاشتراك مع المؤسسات دي وخلاص بقي الأمر مستقر وهو إن شاء الله هيستمر علي طول. وتابع الرئيس قائلا: عايز أقولكم إن في دول أكثر مننا وأفضل مننا ويمكن قدراتها الاقتصادية أكثر مننا بكثير وأعجبت جدا بالفكرة وعايز أنها تدخل معانا فيها من جانب أنها بتتيح المعرفة لمواطنيها.. ودي أول خطوة عملناها في الموضوع ده. وقال الرئيس السيسي: نحن نعمل في هذا الموضوع من فترة كبيرة جدا, ومش أنا اللي شغال فيه.. الدكتور طارق شوقي ووزارة التربية والتعليم وكل المتخصصين الموجودين معه, إحنا روحنا وشوفنا كل المناهج والأفكار والوسائل والأساليب اللي ممكن نعمل بها إصلاحا للتعليم الحقيقي في مصر. وأضاف قائلا: لن ننجح إلا بكم.. بدل ما ترفضوا اعملوا دعم من أجل التوفيق والنجاح.. وما تقولوش لأ إحنا خايفين علي أولادنا.. كان في يوم من الأيام مفيش في دول أشقائنا غير المصري بس.. هما كانوا الأطباء والمهندسين والمعلمين والقضاة, اليوم تغير الأمر, حيث إذا توفر له الإنسان المصري أهلا وسهلا به, وإذا لم يتوفر هيجي من مكان آخر, وهذا الكلام لا ينطبق علي الدول العربية فقط, ولو أنت عندك الناس المتعلمة جدا ومتميزة جدا لهم فرص عمل في أي مكان في الدنيا حتي في أوروبا التي تقول إن لديها مشكلة في الديموغرافيا سيكون مرحبا به. وتابع الرئيس قائلا: في الوعاء الذي به700 ألف طالب وطالبة هل يعقل أنه لا يوجد به إلا القليل من العباقرة.. إحنا عندنا فرصة نقدم لأولادنا تعليم جيد, لكن أمام هذا الأمر تحد, وهو الاستعداد للتضحية من خلال بذل جهد أكبر لفهم الموضوع والمساعدة في إنجاحه.. لأن النجاح لنا جميعا وليس عائدا علي الدولة فقط. وأردف: نصيحتي ورجائي وكلمتي إليكم افهموا بعناية هذا الموضوع, نحن تكلمنا عن أن الأربع سنوات المقبلة ستكون للتعليم والصحة والإصلاح الإداري.. فأرجو في هذا الأمر أن نلقي الضوء بشكل مكثف جدا وأن نسهب في الشرح حتي تصل الفكرة.. في فلسفة التعليم الجديدة التي وضعناها نريد إنسانا مفكرا ومثقفا ومحبا للحياة ولأهله, ويتبقي شقان هما الشق المجتمعي وشق القائمين علي العملية التعليمية.. وأدعو لأن يكون هناك دور للإعلام في التوعية بمنظومة التعليم الجديدة وفلسفتها. وقال السيسي: أقول للسامعين لو أريد زيادة المعلم ألف جنيه علي راتبه الخاص, سيكلف الدولة15 مليار جنيه في العام, هل الباقي مستعد للتضحية ولا سيقول نحن نريد الزيادة, ولو الكل طلب الزيادة ستكون هناك مشكلة, وللمدرسين التقدير مني لتعليمهم أبناءنا. وأضاف: لقد قلت نريد تعليما حقيقيا يأخذ بلدنا إلي مصاف الدول الكبيرة.. نريد15 مليار جنيه لكي نزود ألف جنيه فقط للمدرسين ونفس الكلام ينطبق علي أي قطاعات أخري, أردت أن أوضح هذه النقطة لكي أرد علي كل معلم ومعلمة.. صدقوني أريد أن أعتني بكل إنسان في مصر. وتابع: مفيش ولا جنيه أخدته الحكومة لبناء المدن أو المشروعات الجديدة.. فيه أفكار معمول بها الشغل ده.. نحن نغير وجه الدولة بأفكار مثلما جاء الدكتور طارق شوقي بفكرة تعليمية جديدة لكي نغير بها شكل ومضمون التعليم في مصر خلال العشرين أو الثلاثين سنة المقبلة. واستطرد الرئيس السيسي قائلا: الدعم اللي مقدم من الدولة وده مش محسوب فيه التعليم332 مليار جنيه.. ثم سأل وزير المالية مش كده يا فندم؟.. فيما رد عليه الوزير قائلا334 مليار جنيه.. وتابع السيسي330 مليار جنيه عشان نحفظها.. أنا هقولكم ال330 مليار دول هيعملوا إيه.. ال330 مليار جنيه دول لو فرصة العمل بتتكلف مليون جنيه أعمل بيهم كل سنة330 ألف فرصة عمل.. ولو فرصة العمل بتتكلف100 ألف جنيه ال330 مليار دول أعمل بيهم3.3 مليون فرصة عمل.. ال330 مليار جنيه دول لو حطتهم في الإسكان لشقة بتتكلف300 ألف جنيه تعملي مليون شقة في السنة. وأضاف السيسي: التعليم اللي في الجامعة بتاعتنا واللي إحنا ممكن نكون بنقول ده مش كفاية ومش جيد بيتكلف علينا كلنا في الشهادات النظرية18 ألف جنيه والعملي كان الدكتور خالد من حوالي3 شهور قالي بيتكلف من35 إلي40 ألف جنيه اللي هي الطب والصيدلة والهندسة.. وده اللي هو التعليم في الجامعة اللي إنتم ممكن تكونوا حاسين أنه لم يحقق آمالكم. وقال الرئيس: طيب إذا كان اللي بيتعلموا600 أو700 ألف طالب بغض النظر إحنا بنعلمهم إزاي.. هو الهم دا همي ولا همنا.. همنا ولن نستطيع تحطيم ما نحن فيه إلا بالتضحية والتحمل والصبر.. أيوه هي الحكاية كده عشان نكون دولة بفضل الله سبحانه وتعالي تحقق آمال ولادكم.. أنا بتكلم عن الأسر البسيطة والأهالي اللي بتروح تقعد أمام المراكز بالساعة والساعتين أثناء ما بياخد أولادهم الدروس.. ويعملوا جمعيات عشان يدفعوا حق الدروس. وأضاف: بقت هناك منظومة عشان نحل بيها مشكلة التعليم وعملية الدروس الخصوصية, إحنا رايحين في مسار تاني.. لو سمحتوا ساعدونا علي إنجاحها.. هي لم تنجح بينا إحنا ولا بوزارة التربية والتعليم بمفردها, هتنجح بإن المجتمع كله يتعاون ويقول لأ دول ولادنا اللي إحنا عايزين ننطلق بيهم.. المجتمع كله اللي فيه الإعلام والمثقفون والمفكرون وده مش معناه عدم التصويب أو مواجهة الخطأ.. أنا لا أقصد هذا ولكن في فرق كبير بين تحطيم فكرة وبين إن أنا أنتقد أو يبقي في رؤية نقدية لها عشان أحسن منها, وأنا بقول للدكتور طارق وزير التعليم من حق الناس علينا إنها تسمع مننا كتير ومن حق الناس علينا إننا نشكل لجانا علي مستوي وزارة التربية والتعليم والدولة والمديريات.. وأرجو أن المجتمع المدني يدخل معانا, والشاب حتي لو مش بيشتغل ادخل المدرسة وشوف وساعد.. ادخل المستشفي وشوف وساعد.. بس ماتسيبش بلدك كده. وتابع السيسي قائلا: كل حي فيه مدرسة من حق الحي ده إنه يساهم معانا في إنجاح الفكرة.. لو نجحنا فيها يبقي عملنا حاجة كبيرة أوي وعظيمة جدا.. والله دي ثورة جديدة في التعليم بمصر.. شكرا جزيلا.