تبذل الحكومة جهودا كبيرة للارتقاء بمنظومة دعم الخبز وحرصها الدائم علي الوصول به إلي مستحقيه, إلا أن البعض يتحايل في إيجاد أية طريقة تحقق له أرباحا ومن هذه الطرق التي لجأ إليها الكثيرون في بعض قري ومراكز سوهاج شراء الخبز المدعم وتنشيفه وبيعه بالكيلو لاستخدامه علفا للمواشي والطيور والمزارع السمكية ومحلات الفول والطعمية لاستخدامه في خامات الطعمية. وأصبح هذا النشاط تجارة رائجة جعلت أصحابها يحرصون علي سحب حصص كاملة من الخبز المدعم لتجفيفه وبيعه خاصة وأن العشرة أرغفة التي يتم شراؤها بنصف جنيه تزن حوالي كيلو جرام يتم بيعه بمبلغ ثلاثة جنيهات بعد تنشيفه.. في البداية يقول جمال محمد أعمال حرة إن ظاهرة بيع العيش الناشف انتشرت بصورة كبيرة بكافة الأسواق بالمراكز والقري وتجد إقبالا كبيرا من مربي الطيور والماشية وأصحاب المزارع السمكية لمواجهة ارتفاع أسعار العلف كما يحرص أصحاب محلات الطعمية علي إدخال العيش الناشف في تحسين جودة الطعمية وزيادة الكمية بعد ارتفاع أسعار الفول متجاهلين أية أضرار صحية قد تصيب المواطنين نتيجة وجود عفن بكتيري في كميات العيش الناشف التي يتم تخزينها بشكل عشوائي. المساكين وأضاف عصام محمد موظف- أن انتشار الظاهرة المؤسفة أدي إلي عودة الزحام علي المخابز مرة أخري ووقف المواطنون وخاصة مواطني قري المحافظة في طوابير أمامها لفترات طويلة بسبب إقبال الأهالي علي شراء كميات هائلة, تزيد عن احتياجاتهم الفعلية وهي تعتبر صورة من صور إهدار دعم الخبز مشيرا إلي إنها أيضا تسببت في إلحاق الضرر بالمواطنين المساكين الراغبين في شراء الخبز الجيد لاستخدامهم الشخصي, حيث أصبح أصحاب المخابز لا يهتمون بجودة الخبز المنتج طالما هناك من يشتريه ومن لا يعجبه الأمر عليه التوجه إلي مخبز آخر وقال: حديث الشارع السوهاجي الآن أن ما يحدث من استغلال يضرب منظومة دعم الخبز في مقتل- بلا رادع من الأجهزة التنفيذية- فالهدف الأساسي منها وجود تنافس بين أصحاب المخابز لإنتاج خبز جيد يجذب الزبائن إليهم وبالتالي تزداد أرباحهم ولكن ظاهرة بيع العيش الناشف نسفت أحلام المواطنين في الحصول علي خبز جيد ومطابق للمواصفات. الميكروبات وأوضح شريف فهمي- أن الكارثة الكبري تتمثل في قيام بعض معدومي الضمير بجمع بقايا العيش من صناديق القمامة والحاويات المنتشرة في الشوارع الرئيسية والأماكن الراقية وأكياس القمامة في الشوارع الجانبية وبيعها لأصحاب محلات الفول والطعمية الذين يقومون بخلطها بالفول لتحقيق وفر في كميات الفول المستخدمة وبطبيعة الحال تكون بقايا العيش ملوثة بالبكتيريا والميكروبات مما ينذر بوقوع كارثة صحية قد تصيب المواطنين بأمراض خطيرة. ويري أشرف علام- موظف- أن الحل الوحيد للقضاء علي هذه الظاهرة يتمثل في قيام مسئولي وزارة التموين بزيادة قيمة نقاط الخبز التي يتم استبدلها من التجار فليس من المعقول حساب رغيف الخبز بعشرة قروش في نقاط الخبز بينما يستطيع المواطن الاستغناء عن استبدال هذه النقاط وسحب كمية الخبز المخصصة له بالكامل واستخدام جزء منها في الطعام وبيع ما تبقي منها بعد تنشيفها مما يحقق له اربحا تزيد عن قيمة استبدال نقاط الخبز بكثير. حملات رقابية ومن جانبه أوضح أحمد السيد وكيل وزارة التموين بسوهاج أن ظاهرة بيع الخبز المدعم بعد تجفيفه من السلوكيات الخاطئة لدي المواطنين.. وتمثل إهدارا للدعم الذي توفره الدولة للخبز كما أنه أدي إلي زيادة التزاحم علي المخابز بعد أن تم القضاء علي هذه الظاهرة بعد تطبيق المنظومة الجديدة باستخدام البطاقات الذكية لضمان وصول الدعم إلي مستحقيه, مشيرا إلي أنه سيتم التنسيق مع مباحث التموين لشن حملات تموينية ورقابية علي جميع الأسواق بمدن المحافظة لضبط كل بائع يبيع العيش المدعم, كما سيتم عمل حملات علي المخابز للتأكد من مطابقة الخبز المنتج للمواصفات ولضبط من يقوم بشراء كميات كبيرة ليبيعها عيش ناشف لتجار ومربي الماشية والطيور.وطالب المواطنين بالحصول فقط علي احتياجاتهم من العيش المدعم وعدم اللجوء إلي السلوكيات الخاطئة للحفاظ علي منظومة الخبز ولضمان الحصول علي رغيف خبز مطابق للمواصفات المقررة.