برغم انفاق مليارات الجنيهات علي رغيف الخبز المدعم لسد احتياجات المواطنين البسطاء ومحدودي الدخل بمحافظة سوهاج, إلا أن هناك المئات من الرجال والسيدات والأطفال يقفون في الطوابير أمام المخابز. لتنشيفه وبيعه بالأسواق الأسبوعية علفا للمواشي والطيور وأصحاب المزارع وكذلك لمحلات الفول والطعمية لاستخدامه في تفنيش الطعمية في تحد صارخ للمسئولين بالمحافظة مما يؤكد إهدار دعم الخبز. يقول أحمد فراج إن هناك العشرات من المواطنين بمركز طما يقومون بشراء كميات كبيرة من العيش المدعم وتجميعه وتنشيفه بمنازلهم وبيعه في سوق المدينة الأسبوعي يوم الأربعاء مما يؤكد ضياع جزء من المليارات المخصصة للدعم هباء منثورا دون تحقيق الهدف المنشود وهو وصول الدعم إلي مستحقيه. ويضيف إبراهيم فراج ان استهلاك المواطنين الخاطئ من رغيف الخبز حيث يقوم بعض المواطنين بالقاء كميات كبيرة من العيش بصناديق القمامة ويقوم النبيشة بجمعها وتنشيفها وبيعها في الأسواق بمبالغ باهظة لأصحاب المزارع هو السبب في إهدار هذه الكميات الكبيرة من العيش المدعم وضياع ملايين الجنيهات المخصصة للدعم هباء منثورا دون تحقيق الهدف المنشود وهو وصول الدعم إلي مستحقيه. ويشير رأفت علام إلي أن هناك اقبالا كبيرا من أصحاب المزارع لشراء العيش الناشف وذلك لرخص ثمنه وارتفاع أسعار الأعلاف حيث يقومون بشرائه بالكيلو أو بالشكارة ويباع للمستهلك باكثر من2 جنيه وكأنه سلعه مقننة ومسموح بتداولها. ويوضح محمود فوزي ان هناك سيدات متخصصات بأحياء سوهاج تقوم بشراء كميات كبيرة من العيش المدعم من المخبز الآلي ويقومن بتجميعه بكميات كبيرة وتنشيفه باسطح المنازل وبيعه في سوق الاثنين امام مرأي ومسمع المسئولين وان انتشار ظاهرة العيش الناشف بصورة كبيرة بالاسواق الاسبوعية يعتبر صورة من صور اهدار دعم الخبز, وهو العيش الزائد عن احتياجات الأسرة أو الفائض اليومي من العيش المدعم في كل بيت, يتم بيعه ناشف باسعار باهظة واتخذ منها بعض الاشخاص تجارة يبلغ رأسمالها مئات الآلاف من الجنيهات. ويؤكد جمال محمود موظف علي قيام العديد من المواطنين بجميع مراكز المحافظة بالاتفاق مع اصحاب المزارع علي شراء حصة يومية من الخبز المدعم بالاضافة إلي ما قاموا بتجميعه من الخبز الزائد من بواقي الطعام وبيعه باسعار باهظة بالاسواق وان انتشار هذه الظاهرة تبدأ من ربات البيوت اللاتي يشترين اكثر من حاجتهن من الخبز المدعم لاختيار افضله وترك الباقي للطيور والدواجن في البيت وبعضهن يقمن ببيع او اهداء العيش الناشف لجيرانهن واقاربهن ممن يقمن بتربية الطيور في المنازل وبعضهن احترف تجارة العيش الناشف وشراء كميات كبيرة منه لبيعه. وتضيف سعدية عبد العال انها تقوم بتجميع بواقي العيش المكسور والبواقي من الوجبات لفترة طويلة واضطر احيانا لشراء العيش من المخبز ثم اقوم بتنشيفه حتي يزن عند البائع ليدفع اكثر للاستفادة من ثمنه في ظروفي الصعبة ففي الماضي كنت استخدمه كعلف للطيور التي أربيها في المنزل لكن الان اصبحت استفيد منه ببيعه يوم الثلاثاء السوق الاسبوعي لمدينة المراغة, حيث يوجد هناك زبائن كثيرة لشراء هذا العيش ومنهم التجار. ومن جانبه أوضح المحاسب شمس الدين يوسف وكيل وزارة التموين بسوهاج انه تم القبض علي العديد من المواطنين بالاسواق الاسبوعية بمراكز المحافظة وتحرير محاضر لهم, مشيرا إلي أن هناك تنسيقا كاملا مع مباحث التموين لشن حملات تموينية ورقابية علي جميع الأسواق بمدن المحافظة بصفة مستمرة لضبط كل مواطن يقوم ببيع العيش وللقضاء علي هذه الظاهرة, كما سيتم عمل حملات علي المخابز الآلية لضبط من يقوم بشراء كميات كبيرة ليبيعها عيش ناشف يستخدم علفا للحيوان.