يطوف إبراهيم عبد التواب بائع متجول أمام مسجد الحسين بالقاهرة, كأنه شاب عشريني رغم أنه تجاوز الخمسين عاما, حاملا في يده اليمني ترمس الماء الساخن, وفي اليسري صينية معدنية فوقها مشروبات سريعة إلي جوار بعض الأكواب الفارغة, مناديا شاي, نعناع, ينسون, نسكافيه. عم إبراهيم كما يطلق عليه الزبائن, يعتبر بمثابة كافيه متحرك, اتجه نحو أحد أرجاء المشهد الحسيني وسرعان ما وجد شخصا يطلب منه كوبا من الشاي ليرد بابتسامة بسيطة ملبيا طلبه. أملأ الترمس مياها ساخنة من القهوة.. قالها إبراهيم وهو يشير بسبابته إلي مقاهي الحسين, موضحا أنها وسيلته للحصول علي الرزق, وأن عمله غير مستقر, ولكنه يعمل هنا يقصد المنطقة منذ26 سنة. يحكي لالأهرام المسائي أنه حاصل علي دبلوم تجاري وأن حياته منذ سن ال24 أشبه بالصبي المتنقل بين المهن, فعمل بالمقاهي, وبيع الملابس الفرعونية المزخرفة للسياح, وغيرها من المهن إلي أن استقر به الحال بياع للميه السخنة. تابع بلهجته السوهاجية: عندي5 أولاد, ولدان بالمرحلة الجامعية وهما الأكبر, وفتاة في الثانوية وهي الوسطي, وطفلان في الإعدادية والابتدائية, موضحا أنه يعمل منذ الساعة ال10 صباحا حتي منتصف الليل ليعود إلي بيته في الجمالية. التراب هنا كان بيتباع.. هكذا وصف عبد التواب حالة الباعة في هذه المنطقة قبل ثورة2011, بعكس ما يحدث الآن من تراجع للسياحة, قائلا: هو ما يؤثر علينا. وقاطع حديثه طلب أحد الزبائن لكوب من الينسون فجاء الرد سريعا أنت وحظك آخر شوية مياه ممكن يعملوا كوباية وعندما فرغ الماء الساخن من الترمس, أسرع إبراهيم وذهب إلي أحد المقاهي المجاورة لكي يملأ المياه مرة أخري.