رن الهاتف ليلا وفوجئت بمن يقول يا مها خذي رقم الكارت لتشحني فأجبت بأني لست مها, فرد أنا آسف علي الإزعاج, هكذا بدأت الكلام ج.س ليسانس آداب والمقيمة بالقاهرة. وضحية النصب باسم الزواج وبصوت ضعيف تستكمل: توالت الاتصالات من نفس الرقم ومن رقمين اخرين فعلمت أنه شخص يعبث ويعاكس, فلم أرد وفي مرة أخري رد عليه أحد الأقارب وسبه, وفي احدي المرات كنت أشعر بالضيق فرددت عليه, فقال أنا اسمي شريف الدميري وأنا متشكر لحضرتك علي أمانتك ورفضك أن تأخذي رقم كارت وتشحني مجانا, وأنا والله الرقم طلبته عن طريق الخطأ, فرددت حصل خير وأرجو ألا تتصل مرة أخري فقال انتي إنسانة محترمة ومؤدبة جدا وأتمني ارسال رصيد مجانا لأدبك, فرفضت وأغلقت الاتصال, ففوجئت بإرساله رصيدا مجانيا ب10 جنيهات, وظل هكذا كل فترة إلي أن وصل إلي خمسين جنيها مجانا وتوالت اتصالاته, فقال: إنتي صوتك حزين فقلت أنا سيدة متزوجة وأكره المشاكل, وبدأ كلامه انه محام ويملك سنترالا صغيرا للاتصالات ويعمل في تجارة الموبايلات وكروت الشحن, وقال هل بينك وبين زوجك مشاكل فقلت نحن شبه منفصلين وأود رفع قضية خلع, فأمسك في الكلمة, وردد لي أنه سيدافع عني ولن يتركني وأفهمني أنه سيتبني قضيتي ولن يرفع قضية خلع بل قضية طلاق حفاظا علي حقوقي. وتضيف: وأتذكر الآن أن صوته كان نقيا وهادئا وبغبائي حكيت له بعض مشاكلي مع زوجي وأنني لا أراه لأنه صاحب مطعم وعندما يعود يذهب لأمه ويتركني حتي الساعات الأولي من الصباح فقال كيف أتحمل ذلك, والآن كلما أتذكر لا أفهم أو أعرف كيف وثقت به, وتضيف طلب مني شريف أن أقابله لإعطائه توكيلا ليدافع عني في قضية الطلاق, وعندما ذهبت لأقابله ووقعت عيناي عليه لأول مرة ذهلت تماما لاستحالة أن يكون صاحب الصوت هو نفس الهيئة التي أراها وتعجبت كثيرا من هيئته ولكن الضباب الذي غلف كلامه حجب شكله, وحررت له توكيلا بالشهر العقاري لرفع قضية طلاق من زوجي الذي لا أراه, وأقسم علي بكل الأيمان لاصطحابه لإحدي الحدائق, وفوجئت بسؤاله عن شبكتي وذهبي وعن أي نقود أدخرها لنوائب الدهر, فأبلغته أني أدخر جزءا من ميراث أبي مبلغ3000 جنيه وشبكتي يخفيها زوجي علي أثر الشجار الأخير بيننا, فأفهمني أني لابد أن أعثر علي ذهبي لأنه حقي وكيف أعيش بعد ترك زوجي لي ولابد من تجهيز أموري لأتزوج, وهذا مادار بأول مقابلة استمرت مكالماته عن كيف ستسير أمور القضية ثم حرضني علي نقل جميع احتياجاتي وملابسي من بيت الزوجية إلي بيت أمي تمهيدا لترك البيت نهائيا والطلاق حسب رؤيته للأمر, وكانت أمي في مشاكل أيضا مع زوجي مما شجعني علي تنفيذ ذلك. وتدمع عيناها وهي تقول: أتصل شريف قائلا: أنا عندي مشاكل كبيرة بعملي وأحتاج إلي حوالي100 ألف جنيه لسداد صفقة موبايلات من الخارج وياريت تساعديني من نقودك وسأردها في أقرب وقت ممكن فأشفقت عليه وقلت سأعطيك المبلغ الذي أدخره3000 جنيه علي سبيل السلفة فقط فوعدني أنه سيسدد المبلغ خلال شهرين علي أقصي تقدير, واستمر حديثه لإقناعي بتسليمه الذهب أيضا لضيق الوقت وتعثره الشديد في العمل, فحزنت لأمره وأشفقت عليه أو أستطيع أن أقول أني كنت شبه مخدرة تماما وبدون وعي علي الإطلاق. قلت له: سأبيع الذهب وأعطيك المال فرد أعطيني الذهب وسأتصرف فطلب مقابلتي بمحطة مترو المعادي وجلسنا داخل المحطة وأخرج دفتر إيصالات أمانة وقال لتعرفي أني أمين ولتثقي بي وتعلمي أني مخلص, ولن أطالبك بشئ وتعرفي قدرك لدي وقعي لي فوقعت علي ايصالات أمانة علي ثلاث ورقات بمبلغ عشرة آلاف جنيه ثم فوجئت به يقطع الدفتر كاملا ويقول الآن عرفت قدر ثقتك بي واحترامك لدي وأحسست بالأمان معه, وأخذ مني3000 آلاف جنيه ومشغولاتي الذهبية بلغ ثمنها منذ10 سنوات25 ألف جنيه, ثم أوصلني لبيت والدتي, واستمرت مكالماته لي حوالي5 أيام ليطمئن علي إجراءات طلاقي والذي فهمته الآن أنه كان ينتظر ماذا سأفعل بعد أن أخذ مني الذهب والنقود, وهل أستطيع أن أخذ شيئا آخر من زوجي, وطالبته بتسريع إجراءات الطلاق فلاحظت أن مكالماته بدأت تقل وأحيانا تمر الأيام بدون اتصال فذهبت لمحام آخر ليطلقني من زوجي فنصحني المحامي أن قضايا الطلاق تستمر بالمحاكم سنوات, والأفضل السير في قضية خلع أقصاها6 شهور لأحصل علي حقوقي سريعا, وفي هذه الفترة تدخل الأقارب بقوة وتقرب مني زوجي واعتذر لي ووعدني بالتغيير والاهتمام الكبير بي, فنسيت أمر شريف المحامي وانقطعت اتصالاته تماما علي أمل انفراج أزمته ورده لمالي وذهبي. وفي15 يونيو الماضي, فوجئت بمكالمة من رقمه وعند ردي فاجأني صوت مختلف, فسألته عن شريف المحامي فرد قائلا: أنا النقيب هشام المستكاوي من قسم مصر الجديدة, وصاحب هذا التليفون محبوس لدينا في قضايا نصب واسمه إمام ويأخذ من البنات نقودا وذهبا ويوقعن ايصالات أمانة له فيستغلهن ويساومهن للصرف علي قضاياه من داخل السجن فصعقت وأحسست بصدمة عنيفة وكأن شخصا ضربني بمطرقة علي رأسي ووقعت علي الأرض غير مصدقة واعتقدت أنها مداعبة ليمتنع عن رد نقودي والذهب فطلبت من المستكاوي إغلاق الاتصال لعدم استطاعتي تحمل الكلام, وانهرت تماما وتخفض رأسها إلي الأرض بحزن وهي تقول: تماسكت وطلبت من الدليل رقم قسم شرطة مصر الجديدة وسألت عن النقيب المستكاوي وتأكدت من وجوده. واتصل النقيب هشام ليطلب مني عمل محضر لأحفظ حقوقي ولأسترد ماسلب مني, ولذا فمن خلال الأهرام المسائي أشكر المقدم محمد يوسف رئيس مباحث مصر الجديدة وزميله المستكاوي لمعاملتي كأخت لهما ونصحهما لي بضرورة تحرير محضر لإثبات حقي ولكي لايستغلني هذا النصاب وعند تحريري المحضر كنت أكاد أجن غير مصدقة أن هذا الصوت يخرج من ذلك الشيطان ولكنهما قدما لي فيديو مسجلا عليه اعترافاته بجرائمه عما فعله بالعديد من البنات والآن ألوم نفسي كثيرا ولا أدري كيف خدرني واستغل حالتي النفسية السيئة أسوأ استغلال وأرجو من الأهرام المسائي أن تكتب هذا الكلام علي لساني أن البنات تبحث عن الحنان والشريك في الحياة طيب الخلق وللأسف الشديد يستغل بعض ضعاف النفوس هذا الضعف وهذا الاحتياج بما يخالف كل القيم والأخلاقيات, وأحمد الله أن انتهي الأمر علي هذا القدر ولم أخسر أشياء أخري وأستعوض الله علي ماحدث ثم تبكي. المثير أن إمام رمضان محمد متهم في العديد من القضايا عليه خمسة أحكام, نصب بحلوان والأزبكية ومصر الجديدة وتبديد أموال في حلوان واستيلاء علي ممتلكات بقصر النيل, وكان من ضحاياه جنات إبراهيم حيث استطاع بكلامه المعسول وتمثيله مستعينا بسذاجة الفتيات, أن يقنعها بتحويل رصيد تليفوني بلغ20 ألف جنيه بالإضافة إلي تسليمها له مشغولات ذهبية قدرت ب100 ألف جنيه وأيضا سناء محمود نصب عليها وسلمته مشغولات ذهبية ب25 ألف جنيه ومازالت القضية تتكشف أوراقها كلما فاقت الفتيات المسكينات اللاتي يعشن علي أمل شريك الحياة الصالح فيكتشفن أنهن ضحايا لمن أسلم عقله وضميره للشيطان ومازال محبوسا علي ذمة القضية15 يوما.