تحتوي مئات الأفدنة بالفيوم علي كنوز حقيقية ذات لون جذاب ورائحة ذكية ويطلق عليها النباتات العطرية التي تعد قوة اقتصادية كبيرة, ومصدرا مهما للدخل القومي حيث إن تلك النباتات يتم تصديرها إلي أوروبا وأمريكا حيث تدخل تلك النباتات في صناعة العطور والأدوية ومستحضرات التجميل والأغذية والمبيدات, وتمثل الصادرات المصرية80 مليون دولار سنويا, ولكن لاتزال زراعة النباتات العطرية لا تحظي بالاهتمام الكافي من الدولة. وتحوي الفيوم العديد من كنوز الأرض,( النباتات العطرية),حيث تأتي في المركز الثاني ضمن أكثر محافظات مصر زراعة للنباتات العطرية,والتي تقوم بزراعة مايقرب من50 ألف فدان من النباتات العطرية والعضوية والتي تعد قوة اقتصادية حقيقية للمحافظة حيث يتم تصدير ما يقرب من95% من إجمالي المحاصيل المنزرعة. وبدأت زراعة النباتات العضوية بالفيوم تزدهر وتلقي قبولا ورواجا عند المزارعين منذ أكثر من15 عاما, وذلك بعد ماتعرضوا له من خسائر بسبب زراعة المحاصيل التقليدية, في حين أن زراعة النباتات العطرية وبيعها للسوق الأوروبي يكون أكثر ربحا للمزارع من المحاصيل التقليدية. ويزرع الفلاحون في الفيوم الريحان الفرنسي والبلدي والنعناع في فصل الصيف, وفي فصل الشتاء يزرع البردقوش, بداية من شهر نوفمبر, جنبا إلي البابونج,وحشيشة الليمون, وعباد القمر, وشيح البابنج, والزعتر, والمرمرية, والشمر, والكراوية, والشبت, والبقدونس,والبردقوش. بداية قال رجب عبد الواحد مزارع بمركز ابشواي, أنا كنت بزرع محاصيل تقليدية, قمح, وبرسيم, وكنت أخسر بسبب تكلفة الإنتاج والزراعة وفي المقابل مفيش مكسب, ويستكمل بدأت أزرع بردقوش والنعناع وحشيشة الليمون, والكرواية, وتكلفة زراعة الفدان10 آلاف جنيه والأرباح تكون أكثر من الضعف. ويضيف حسن محمود طه, مزارع بمركز طامية,95% من النباتات الطبية والعطرية تصدر للاتحاد الأوروبي, وخاصة ألمانيا, وتشترط هذه الدول أن تكون الزراعات خالية من أي مبيدات ضارة,ولذلك يطالب بضرورة حل تلك المشكلة من خلال وزارة الزراعة وتفعيل دور مركز البحوث الزراعية. وأشار سيد عبد السلام, إلي أن البردقوش والشيح والبابونج والعطر والريحان هي النباتات الأكثر زراعة في الفيوم, ربما بسبب طبيعة الأرض الخصبة, أو لأن تربتها تحتوي علي عناصر رائعة وجو مناسب, كما يقول الفلاحون, لذلك كانت هي الأعلي إنتاجا بين بني سويف والمنيا. وتشير دراسة صادرة عن جمعية الفيوم للتنمية والزرعات العضوية فاودا, إلي أن زراعة النباتات العطرية والعضوية تنتشر بكثرة في مركزي يوسف الصديق وأبشواي, اللذين يستحوذان علي9 آلاف فدان. وتؤكد الدراسة أن محاصيل النباتات الطبية والعطرية في المحافظة, تأتي بالترتيب من حيث المساحة المنزرعة: الشيح- النعناع البلدي- النعناع الفلفلي- حشيشية الليمون- البردقوش, ويبلغ متوسط إنتاج تلك المساحات نحو20 ألف طن في الموسم الواحد,ويبلغ متوسط أسعار التصدير الخاصة بالمحاصيل المنزرعة نحو300 مليون جنيه, وتكشف الدراسة أن أكثر الدول استيرادا لتلك المنتجات العطرية والطبية, هي ألمانيا يليها إيطاليا ثم إنجلترا وهولندا, ثم أمريكا, واليابان, ودول الخليج. وطالب مزارعو النباتات العطرية الدولة بالاهتمام بهم وتوفير مرشدين زراعيين بشكل مستمر لتوعيتهم بكيفية التعامل مع النباتات العطرية, وكذلك توفير الأسمدة وكذا طرق بديلة عن المبيدات, حيث إن الدول الأوروبية ترفض أي منتجات تم رشها بمبيدات, كما طالبوا بتوفير التسهيلات للمصدرين حتي يقبلوا علي الشراء والتصدير للخارج. ومن جانبه أكد المهندس حسن العبادي, وكيل وزارة الزراعة بالفيوم, أن الفيوم تزرع نحو30 ألف فدان من النباتات الطبية والعطرية, وهي أكثر المحافظات تطبيقا لزراعتها عضويا أورجانيك,كما أنها من أولي المحافظات, في زراعة المحاصيل الطبية والعطرية. وأضاف أن أكثر المراكز إنتاجا في فصل الشتاء هي أبشواي وإطسا ويوسف الصديق, وفصل الصيف الفيوم ويوسف الصديق وطامية وسنورس, أما أكثر المراكز تميزا في زراعة الشمر والكراوية والشيح وعباد القمر مركز إطسا, فيما يتميز مركز أبشواي بزراعة الليمون والزعتر والنعناع والريحان, ومركز طامية البردقوش والعطر والريحان. وأوضح عبادي, أن دور إدارة البساتين هو متابعة المزارع وتوجيهه من خلال الأقسام التابعة للمديرية في المراكز, مبينا أنهم يفعلون حملات مستمرة قومية للنباتات الطبية والعطرية, تتكون من أساتذة في معهد البحوث, لعمل توعية وزيارات وندوات. وأشار وكيل وزارة الزراعة إلي أن مشكلة المبيدات لها بدائل, إذ يتم استخدام المبيد بوزارة الزراعة وتأتي من معهد البحوث, مضيفا أن مركز البحوث هو المسئول عن إعطاء الموافقة علي أن المنتج خال من المبيدات.