يعد مشروع العاصمة الإدارية الجديدة, واحدا من أهم المشروعات القومية في الدولة, التي خرجت من تحت عباءه ثورة30 يونيو, وتسعي من خلاله الدولة لإنشاء مدينة عالمية جديدة تتوافر فيها حياة ذكية متميزة للتكيف مع أوضاع النمو السكاني والحضاري من خلال الترحيب بجميع مستويات الدخل والثقافة في مدينة ذكية تواكب التقدم التكنولوجي المستمر. وتمثل العاصمة الجديدة نقلة نوعية وحضارية في الخريطة السكانية والاستثمارية علي أرض مصر فالمشروع العملاق يقام علي مساحة190 ألف فدان وبتكلفة إجمالية قدرها80 مليار دولار, ويتم تمويله ذاتيا من خلال قنوات الاستثمار دون أعباء علي الميزانية العامة للدولة. وقد قطع المشروع شوطا كبيرا في مراحل التنفيذ فاقت ما كان مخططا له, وأصبح يمثل نموذجا مثاليا لإقامة المجتمعات الجديدة ومعالجة مشكلات التكدس السكاني حيث يهدف المشروع إلي إنشاء تجمع عمراني كبير ومنطقة إدارية واقتصادية متنوعة متطورة تستوعب5 ملايين مواطن وتخفف العبء عن كاهل مدينة القاهرة الكبري المثقلة بالازدحام السكاني. ويهدف المشروع إلي تأسيس مدينة إدارية اقتصادية جديدة توفير نحو مليوني فرصة عمل جديدة, وتضم مركزا إداريا يحتوي علي أماكن لقصر الرئاسة والبرلمان والحكومة وحيا دبلوماسيا, ومطارا دوليا ومناطق عمرانية علي مساحة تقدر بنحو460 كيلومترا مربعا منها25 حيا سكنيا, ونحو1.1 مليون وحدة سكنية, و40 ألف غرفة فندقية, ونحو10 آلاف كيلومتر من الطرق. ويضم المشروع الذي افتتح باكورة الأعمال في العاصمة الجديدة وهو فندق الماسة كابيتال, في أكتوبر الماضي الحي السكني الذي يضم إسكانا متنوعا بين الفاخر والمتميز والمتوسط والإسكان الاجتماعي, ويقام علي مساحة1450 فدانا والحي الحكومي الذي يضم المباني الرئاسية ومجلس الوزراء والنواب ومقرات12 وزارة يقام علي مساحة1680 فدانا, هذا بالإضافة إلي منطقة الخدمات والمرافق الرئيسية والأحياء التجارية, وجار حاليا الانتهاء من تنفيذ البنية التحتية للأسبقية الأولي من خدمات المياه والطرق ومعالجة مياه الصرف الصحي وإنشاء مطار جديد لخدمة ذلك التجمع السكني الجديد والمتطلبات الرسمية والسياحية, والاستثمارية المرتبطة بالمشروع. كما يتضمن المشروع منطقة تجمع محمد بن زايد الشمالي ومركز المؤتمرات, ومدينة المعارض, والحي الحكومي( ويتضمن18 مبني وزاري ومبني للبرلمان ومبني لمؤسسة الرئاسة ومبني لمجلس الوزراء) والحي السكني والمدينة الطبية والمدينة الرياضية والحديقة المركزية علي مساحة8 كيلو متر والمدينة الذكية والمدينة الترفيهية إضافة إلي بناء أطول برج في إفريقيا بارتفاع385 متر. وعن العاصمة الجديدة يقول اللواء أحمد زكي عابدين, رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة: إن المساحة الإجمالية للمدينة تبلغ170 ألف فدان, وعدد السكان المستهدف عند اكتمال نمو المدينة6.5 مليون نسمة, فيما تبلغ فرص العمل المتولدة حوالي2 مليون فرصة عمل, مشيرا إلي أن المستهدف من الاستثمار في العاصمة الجديدة علي40 ألف فدان, من70 إلي80 مليار جنيه, علي فترة من3 إلي5 سنوات, لافتا إلي أن هناك170 ألف شخص يعملون في مهن الحدادة النجارة والخرسانة بالمشروع للإسراع بوتيرة العمل. وقد حظي المشروع باهتمام عالمي حيث سلطت العديد من مراكز الدراسات والاقتصادية والإعلامية الضوء علي المشروع واعتبرته بأن سيخفف العبء عن القاهرة بشكل فعال, ويحل أزمة الزحام, حيث تضم القاهرة الآن أكثر من18 مليون شخص, وستصل إلي40 مليون نسمة في2050, مما أدي إلي خلق العديد من مشاكل في الصحة والاتصالات والسكن وتلوث الهواء, وهو ما يمكن تلافيه مستقبلا. وستساهم العاصمة الجديدة بشكل كبير في تقليل نسبة التلوث الهوائي في القاهرة, وحيث شير التقديرات إلي أن المرحلة الأولي التي تغطي مساحة167 كيلو مترا مربعا ستكتمل بنهاية العام, سيتم نقل الوزارات والمكاتب الإدارية, وأيضا سيضم مقر البرلمان. كما تضم العاصمة عددا من فروع الجامعات التي استقر الوضع علي إنشائها, منها فروع لجامعات كندية وسويدية وأمريكية وإنجليزية ومجرية في المجمعات التي يجري العمل علي إنشائها حاليا بالعاصمة الإدارية بسعة تقديرية في المرحلة الأول83 ألف طالب, وتعد الجامعة الكندية بمصر هي الأكثر استعدادا لبدء الدراسة بها بعد انتهاء أعمال إنشاء مبانيها الرئيسية وافتتاحها خلال أيام, استعدادا لفتح باب القبول بأحد برامجها الدراسية الشهر المقبل. ومن المقرر أن تطرح خلال الأيام القليلة القادمة كراسات الشروط الخاصة بحجز شقق الحي السكني بمشروع العاصمة الجديدة, عن طريق فروع بنك التعمير والإسكان وذلك بعد انتهاء هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة, التابعة لوزارة الإسكان من مراجعتها. وتشهد العاصمة الإدارية الجديدة, بناء أكبر محطة توليد للكهرباء بالعالم, بطاقة انتاجية تصل إلي4800 ميجاوات, مما يجعلهما الأكبر من حيث القدرة علي توليد الكهرباء والأعلي كفاءة في العالم وهي الأولي من نوعها في مصر والشرق الأوسط التي تعمل بنظام مراوح التبريد وتم بناؤها بمنطقة صحراوية بعيدا عن مياه البحر. ومما لا شك فيه أن التاريخ سيتوقف كثيرا أمام حجم الإنجازات التنموية الحالية, خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من المدن الجديدة.