التاريخ سيكون حاضرا اليوم في ميدان التحرير وبقية الميادين المصرية ليكون شاهدا علي الأمة التي قدمت أول حضارة عرفتها البشرية وها هي تصنع ثورة فريدة ونادرة تعيد للشعوب حقوقها في الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية. سيكون التاريخ حاضرا في الميدان ليسجل المشهد الرائع لتلك الحشود الهائلة الممتلئة حبا ووطنية خالصة وقد جاءت لتستعيد وحدة الصف والكلمة والأهداف النبيلة ولتصحيح مسار الثورة نحو أهدافها المنشودة والواضحة بعيدا عن الصخب والجدل والغبار المتصاعد من أحداث الفوضي والانقسام, وسوف يكتب التاريخ في صفحاته تلك النداءات الصادرة من أعماق القلوب قبل الحناجر لتنادي بالوقوف صفا واحدا ضد المتربصين بمصر وما أكثرهم والذين لا يريدون لها النهوض والتقدم لأنهم أول من يعلمون خطورة هذا الأمر علي مصالح القوي المعادية للعرب وللمسلمين وليس لمصر وحدها. اليوم تستكمل الملايين كتابة تاريخ جديد للمنطقة والعالم أجمع الذي سيتابع أحداث ميدان التحرير علي الهواء مباشرة بنفس حالة الدهشة والاعجاب بذلك الاصرار والترابط المتين بين أبناء الشعب الواحد الذي سيبرهن دائما علي أنه في رباط الي يوم الدين. لا خوف علي مصر وشعبها العظيم الذي أثبت في كل الأحداث الكبري البعيدة والقريبة قدرته المذهلة علي تجاوز المخاطر والتحديات, وما أكثر الحروب التي خاضها والغزوات التي تعرض لها وذهبت كلها وبقيت مصر وبقي شعبها, وهل ننسي لحظات الانفلات والغياب الأمني الكامل حين خرج الشعب ليحمي المنشآت العامة والخاصة وليسهر الجميع علي حماية الوطن من الخارجين علي القانون في مشهد سيبقي خالدا في الذاكرة. لن يستطيع أعداء مصر وثورتها تنفيذ مخططات باتت مكشوفة ومعروفة ومهما اتخذت من أدوات ووسائل لا تفيد أو تنفع مع الوعي الشعبي المدرك لحقائق الأمور وفي مقدمتها ضرورة الحذر واليقظة من دعوات الفتنة الساعية لاحداث الوقيعة بين الشعب وقواتنا المسلحة الباسلة التي انحازت ومنذ البيان الأول للمجلس الأعلي للارادة الشعبية والتزمت بحماية الثورة وتحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة, كذلك لن تنجح المساعي الهادفة لتفريق القوي السياسية والوطنية واشعال الصراع فيما بينها لأن كل هذه القوي والأحزاب تدرك مسئولياتها التاريخية وأنها في نهاية المطاف في قارب واحد يجب الوصول به الي شاطئ الأمان وبلوغ النهضة المصرية المنشودة.