أخيرا.. بدأت محافظة أسوان في تنفيذ الفكر التعليمي الصحيح الذي سيعتمد بشكل أساسي علي التوسع في نظام التعليم المزدوج المبني أساسا علي أن يقضي الطالب نصف الأسبوع الدراسي وربما أكثر داخل المنشآت الصناعية والورش العملية, مما يكسبه الخبرات الكافية فيما بعد. يقول هلال الدندراوي رئيس إتحاد العمال بأسوان إن الأسر الأسوانية قد أدركت مؤخرا أن المستقبل هو للتعليم الفني الذي ترتبط مناهجه بسوق العمل والدليل العملي هو ما أسفر عنه تنسيق القبول بالمدارس الثانوية, حيث تربعت فصول الطاقة الشمسية والتمريض علي القمة بحد أدني260 درجة بينما جاء الحد الأدني للقبول في مدارس الثانوي العام210 درجات وقال إن المشروعات الصناعية التي تشهدها محافظة أسوان ومنها مصنع كيما2 والطاقة الشمسية قد جاء كلاهما نجدة لشباب أسوان المتعطش إلي العمل, وأشار الدندراوي إلي أن تدريب الطلاب عمليا سيكون له مردود طيب علي نوعية خريج المدارس الفنية والصناعية, فهم الأمل وقاطرة التنمية المنشودة, معربا عن سعادته بافتتاح أقسام جديدة بهذه المدارس مثل فني الصرف الصحي والسكرتارية الطبية وفني بترول, حيث ستعمل هذه التخصصات النادرة علي سد العجز في السوق المحلي وخفض نسبة البطالة بين الشباب. وكان محافظ أسوان مجدي حجازي وافق علي بدء المرحلة الأولي من مشروع تدريب1000 شاب أسواني في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة, حتي يكونوا جاهزين للعمل بالشركات المنفذة لمشروعات الطاقة الشمسية الجاري إقامتها علي أرض المحافظة, وهو المشروع التدريبي الذي سيتم بالتنسيق مابين الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وجمعية المستثمرين بأسوان, وشدد المحافظ خلال لقاء جمعه بوفد الوكالة برئاسة كارمن كوجلا علي أن يتم اختيار المتدربين من المدرجين علي قوائم الانتظار بإدارة تشغيل الشباب بالمحافظة, خاصة الحاصلين علي دبلومات صناعية أو بكالوريوس هندسة مع ضرورة مراعاة التوزيع الجغرافي ليشمل جميع مدن ومراكز أسوان وكأسبقية أولي لأبناءقرية بنبان ومركز دراو. وطالب حجازي بوضع آلية محددة لاختيار الشباب المرشح للتدريب تعتمد علي توفير فرص التدريب لحديثي التخرج بواقع100 مهندس و900 فني في مختلف التخصصات الفنية, طبقا لما سيتم التنسيق فيه مع الشركات المنفذة, ووجه إلي منح أسبقية التدريب إلي شباب القري والمدن الأقرب مسافة لمشروعات الطاقة الشمسية. وفي سياق آخر, وجه إلي ضرورة التوسع في مجال التعليم المزدوج بمختلف المراكز والمدن, وذلك لتوفير فرص التدريب العملي داخل المنشآت الصناعية بالتنسيق بين الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وجمعية المستثمرين من جانب, والوحدات المحلية والقطاع الخاص من جانب آخر, كما وجه إلي ضرورة تخصيص نسبة30% من فرص التعليم المزدوج للطالبات, خاصة أن الفتاة الأسوانية تشتهر بالمهارة والابتكار في الحرف والمهن البيئية واليدوية الدقيقة, وأشار حجازي إلي أنه سيتم عقد مؤتمر موسع يضم الكيانات الصناعية والهيئات والجهات المعنية بالإضافة إلي الجهة المانحة وجمعية المستثمرين, وذلك من أجل وضع إستراتيجية متكاملة تعمل علي توفير فرص التدريب العملي للطلاب والطالبات بنظام التعليم المزدوج, وهو الذي سيتوازي مع رفع كفاءة مراكز التدريب المنتشرة علي مستوي المحافظة. ومن جانبه أوضح سطوحي مصطفي رئيس جمعية المستثمرين بأسوان أن تدريب الشباب الأسواني للعمل في مجال الطاقة الشمسية تم بالتنسيق بين الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والمحافظة, بجانب الشركات الاستثماريةالعاملة في هذا المجال, وقال أن برنامج التدريب سيتراوح مابين أسبوع إلي3 أسابيع علي مدار4 أشهر مقبلة في الفترة من أغسطس وحتي نوفمبر المقبل, وذلك بمركز تدريب شركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء بالسد العالي, وأوضح سطوحي بأنه سيتم إجراء الاختبارات اللازمة لمرشحي التدريب من الشباب سواء من المدارس الصناعية أو كلية هندسة الطاقة أو كلية الهندسة بجامعة أسوان قريبا, وذلك بعد الانتهاء من تدريب60 معلما في مجال الطاقة الشمسية خلال الفترة الماضية, وأضاف رئيس جمعية المستثمرين أن هناك طفرة كبيرة يشهدها مجال التعليم المزدوج بأسوان خلال الفترة الحالية, حيث سيتم إتاحة أكثر من800 فرصة لتدريب الطلاب والطالبات بزيادة تصل إلي600 فرصة, الأمر الذي سيضاعف من فرص العمل المتاحة للخريجين فيما بعد.