وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم( يوسف84) الدموع وفقد البصر والحزن أنواع الدموع ثلاثة: الدموع الأساسية والدموع الانعكاسية والدموع النفسية. ويختلف تركيب الدموع النفسية عن الدموع الأساسية في أن الدموع النفسية تحتوي علي كمية أكبر من الهرمونات البروتينية مثل هرمون برولاكتين, علي تركيز أكثر من مادة ليوسين إنكيفالين وهي مادة لقتل الألم, وتساهم المراكز العصبية في إنتاج هذا النوع من الدموع مثل مركز العاطفة بالمخ ويحدث هذا النوع أثناء الخوف أو الغضب أو الحزن أو البكاء. والإعجاز العلمي في هذه الآية الكريمة من عدة وجوه: أولا: أن هناك علاقة وثيقة بين الحزن وبين فقد البصر وعلاقة الدموع أنها تكون مصاحبة للحزن الشديد وتكون محملة بكميات أكثر من المواد الضارة مثل هورمون برولاكتين وهذه الدموع السامة لها آثار سيئة علي مكونات العين. ثانيا: الإشارة إلي تغير لون العينين من الحزن, فابيضت معناها اكتسبت اللون الأبيض وهذا اللون مخالف للون الطبيعي للقرنية والعدسة وهو اللون الشفاف. ثالثا: ذكر كلمة العينين أي عينين وليست عينا واحدة وهذا هو الحال في الأمراض التي تصاحب الحزن الشديد وليس عينا واحدة حيث إن الحزن من الأمراض الجهازية أي التي تصيب الجهاز بالكامل. رابعا: أن عودة البصر بعد إلقاء قميص يوسف عليه السلام علي وجه أبيه يعقوب عليه السلام أخذت عشرات السنين, وذلك يشير إلي أن فقد البصر بسبب الحزن عملية مرضية مزمنة وهذه حقيقة علمية. هذا ولم تكن كل هذه المعلومات معروفة إلا بعد التقدم العلمي الهائل في علوم الرمد والتشريح والباثولوجيا منذ عدة عقود. وصدق من قال في كتابه الكريم منذ أكثر من1400 عام في سورة يوسف آية84... وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم.