سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العشر الأواخر الشيخ إسلام هاشم: مائدة من الطاعات والاعتكاف وتحري ليلة القدر فرصة للغفران وعفو الله والعتق من النار
الشيخ محمد زكي: اطلبوا من الله دوام الأمن والاستقرار وسعة الرزق
مع اقتراب انتهاء شهر الجود والكرم تبقي العشر الأواخر فرصة للمسلم لكسب الطاعات والتقرب إلي الله عز وجل والفوز بالعتق من النار, كما تتضاعف الأعمال الصالحة في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك, حيث جعل الله في العشر الأواخر من شهر رمضان وهذا يدل علي أهمية وفضل هذه العشر. يقول الشيخ محمد زكي رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا إن الأواخر هي بركة شهر رمضان المعظم بل هي بركة العمر التي أفاض الله فيها علي الأحياء وعلي الكون كله بالعطاء والفضل والإحسان والجود والكرم, كما تتميز العشر الأواخر بكونها فرصة للمسلم للغفران والعفو من الله عن ذنوب الدنيا وفيها العتق من النار وأولها وفي حديث شريف أول شهر رمضان رحمة, وأوسطه مغفرة, وآخره عتق من النار, بالإضافة إلي أن اليوم الأخير من العشر يغفر الله للصائمين جميعا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ألم تر إلي العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم, رواه البيهقي], كما في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر, وفرحة حين يلقي ربه. كما يشير إلي أن أفضل الطاعات في هذه الأيام المباركة هو ذكر الله والصيام وإخراج زكاة الفطر والتعجيل بها والدعاء إلي الله عز وجل بأن يرزقنا العفو والعافية الدائمة ونقول بعد كل صلاة اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا كما علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم طوال شهر رمضان, ولكن خير الدعاء هو مادعت إليه الضرورة فالناس جميعا بحاجة إلي الدعاء بالاستقرار والأمن والأمان وسعة الرزق فقال تعالي: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون(186) سورة البقرة. ويقول الشيخ إسلام هاشم عضو لجنة الفتوي بالأزهر إن العشر الأواخر هي خلاصة شهر رمضان, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر, رواه البخاري], وذلك كناية عن القيام والاجتهاد في الصلوات والعبادة استشرافا بفضل هذه العشر الذي أقسم الله بها بقرآنه فقال سبحانه والفجر* وليال عشر* والشفع والوتر* والليل إذا يسر, سورة الفجر]. كما أوضح انه يلاحظ في العشر وجود فضائل خاصة لا تتوافر في أيام أخري موجود ليلة القدر وهي من الأيام الوترية بالإضافة إلي وجود الاعتكاف, وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان, حتي يتم ما أنزل عليه من القرآن, وفي السنة التي توفي فيها, قرأ القرآن علي جبريل مرتين, فكان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ثم يختم العشر بزكاة الفطر. ويضيف أن العشر عبارة عن مائدة من الطاعات والاعتكاف وتحري ليلة القدر ويوم الجائزة هو عيد الفطر ولا نظير لهذه العشر لا في السابق ولا في اللاحق لذلك يجب تفعيل قوله تعالي: ولكل وجهة هو موليها فإستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله علي كل شيء قدير,148 سورة البقرة], وبخلاف ثواب أداء العمرة في رمضان عامة وفي العشر الأخيرة خاصة. ويلفت إلي أن ختم القرآن الكريم في رمضان ليس شرطا لاكتساب حسنات الشهر الكريم وفضله, فقال تعالي: إن ربك يعلم أنك تقوم أدني من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضي وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا, سورة المزمل الآية20], لذا فإن ختم المصحف في موسم الطاعات من المصالح المرسلة ولفاعله عظيم الثواب.