لطالما اشتهر العراق باسم بلاد الرافدين, لكن البلد الذي ينعم بنهري دجلة والفرات, يحصل علي70% من مياهه المتدفقة من خارج حدوده, وقد بات مهددا بفقدان نصف تلك الكمية إثر قرارات اتخذتها السلطات الإيرانية والتركية مؤخرا وهو ماينذر باندلاع مواجهة مسلحة في باكورة حروب المياه بالشرق الأوسط التي طالما سبق التحذير منها منذ سنوات. وقد دقت جهات رسمية ومدنية عراقية ناقوس الخطر بسبب أزمة المياه في نهر دجلة, معبرين عن غضبهم مما وصفوها ب الممارسات التركية والإيرانية, داعين إلي تدخل عاجل, وقال وزير الموارد المائية العراقي, حسن الجنابي, إن الحكومة التركية بدأت بملء سد إليسو الذي أنشئ علي نهر دجلة, وهو ما لوحظ مباشرة علي النهر في الجانب العراقي بانخفاض منسوب مياهه, وأوضح الوزير أن العراق سيجتمع مع المسئولين الأتراك في نوفمبر المقبل بمدينة الموصل لمراجعة الاتفاق والنظر به وفق المعطيات الجديدة. وأظهرت مقاطع فيديو انخفاض منسوب مياه نهر دجلة في مدينتي بغداد والموصل, بشكل غير مسبوق, لدرجة بات من الممكن عبور النهر سيرا علي الأقدام, وذلك بعدما أعلنت الحكومة التركية بدء ملء سد إليسو الذي أنشئ علي منبع النهر في الأراضي التركية, ما انعكس مباشرة علي النهر في الجانب العراقي وانخفاض منسوب مياهه. وفي الوقت نفسه حولت إيران مسار الأنهار والجداول المائية التي تتدفق باتجاه العراق لتبقي داخل أراضيها حيث أقدمت السلطات الإيرانية علي قطع مياه نهر الزاب الصغير عن محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق مجددا, مما تسبب بأزمة لمشروع المياه في قضاء قلعة دزة بالمحافظة, ووفق ما أعلنته مديرية السدود في إقليم كردستان, فإن الإجراء الإيراني تسبب في أزمة توفير مياه الشرب. وفي مواجهة تلك التطورات, أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عن عقد البرلمان جلسة طارئة بحضور الوزارات المعنية, لمناقشة كيفية التعامل مع تلك القرارات الإيرانية والتركية المتزامنة التي من شأنها التسبب في أزمة نقص حاد في المياه, مع دخول البلاد فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة واجتاحت إثر ذلك, موجة غضب عارمة, مواقع التواصل الاجتماعي في العراق, حيث عبر ناشطون وإعلاميون عن غضبهم من الممارسات التركية والإيرانية الاستفزازية تجاه بلدهم الجار العراق, مطالبين حكومة بلادهم بالتدخل العاجل وإنهاء الجفاف الحاصل في نهر دجلة, ومنع الكارثة الإنسانية التي بدأت تلوح في الأفق وتهدد بأن يدشن العراق أولي حروب المياه في منطقة الشرق الأوسط.