قال الناقد د.مدحت الجيار: إن الهوية لها الأولوية في تفكير أي إنسان في وطنه لذلك كانت علي رأس أولويات الرئيس السيسي كما ذكر بكلمته بعد حلف اليمين, لأن الهوية هي التي تعرفنا بماضينا وتراثنا وتحدد أصدقاءنا وأعداءنا, كما أنها بداية لتأمل المستقبل, وخلق الخريطة الثقافية الجديدة والاحتياجات الثقافية حتي لا ندخل في طرق مغلقة. وأضاف:لدينا مشروعات عملاقة بين الثقافة والتعليم بكل أنواعه ومشروعات في أشكال الثقافة المصرية العربية, وكيف نصدرها للخارج وكيف نقنع المواطن المصري والعربي بالحفاظ علي هذه الهوية المصرية والعربية, لذلك نحتاج إلي أدوات تكنولوجية حديثة وأماكن مجهزة إلكترونيا من أجل التواصل مع العالم, ومن هنا لابد أن تكون التكنولوجيا من ضمن المناهج التي يدرسها الطالب طوال سنوات التعليم وبعدها سنجد الطالب يتصل بالعالم كله ويضيف إلي ثقافته, ولا ننسي أن نحيي الرئيس السيسي لأنه وضع الإنسان علي رأس أولوياته في المرحلة الثانية للرئاسة. وقالت الكاتبة سلويبكر: حديث الرئيس عن إعادة تعريف الهوية وربط الثقافة بالتعليم في حديثه شيء نتمني حدوثه,لأن أي جهد مبذول في المجال الثقافي دون الاهتمام بالتعليم لا فائدة منه, فالعمل علي تكريس الهوية لن يكون إلا بالارتقاء بالمجالين معا, ومشكلة الثقافة أن هناك جهدا مبذولا لكن هناك غيابا للتعليم الجيد الذي يضع اللبنة الأساسية في الثقافة, فالطلاب بالمدارس لا يوجد لديهم مسرح حتي الرحلات المدرسية أصبحت تذهب لمدن الألعاب وغيرها, لكن في جيلنا كانت الرحلات المدرسية للمتاحف والأهرامات والأماكن التي تعبر عن هوية البلد, لذلك خلق جيل لديه تشبث بهويته, لأن الهوية تتشكل بالتعليم, ورغم أن الهوية متغيرة لكن هناك حدا أدني من القواسم المشتركة التي يجب التمسك بها. وأوضح الشاعر أشرف عامر, الرئيس السابق لهيئة قصور الثقافة, أن المشاريع الثقافية في أي دولة هي شكل من أشكال تثبيت الهوية, والتعبير عن هوية المجتمع, لتثبيت أركانها ودعائمها, لذلك أي منجز ثقافي مهم هو شكل من أشكال ترسيخ الهوية ومثال علي ذلك أدب نجيب محفوظ الذي طرح من خلاله موضوعات عن الطبقة البرجوازية المصرية علي الصعيد الفني وتقديم مجموعة القيم التي تعبر عن المجتمع المصري, وكلمة الرئيس حقيقية وصائبة لأن الهدف الأسمي والرئيسي من الإبداع هو التعبير عن الهوية وتشكلها. وأشار إلي أن الهوية المصرية في الآونة الأخيرة ما قبل ثورة25 يناير و30 يونية كان هناك عمل علي تهميشها وتضبيب المقومات الأساسية التي تتمتع بها ومحاولة مسح هذه المقومات بشكل منظم, فاختل توازن الوعي الاجتماعي والثقافي, لكن بعد ذلك بدأ يحدث نوع من أنواع إعادة تشكيل العلاقة بين المواطن ووطنه, لكن التجريف مازال مستمرا بسبب أن الشباب علاقتهم بالثقافة الأجنبية أصبحت أقرب من علاقتهم بثقافتهم العربية, وكلمة السيد الرئيس عن إعادة بث الروح في الهوية المصرية يجب أن نفعلها علي جميع الأصعدة. وقال الناقد د. محمد عبد المطلبإن أي عمل ثقافي يقام هدفه التركيز علي الهوية التي تحطمت علي يد المدارس الدولية التي تشكل خطرا علي الأجيال القادمة التي لا تعرف شيئا عن اللغة العربية فكيف سيقرأون تاريخهم وثقافتهم, وما قاله الرئيس يجب أن ننتبه له, لأن تنبيهه علي أهمية استعادة الهوية أمر مهم علي مستوي الثقافة والتعليم والعلم, فكانت الهوية المصرية والعربية في السماء, لكن التعليم الأجنبي حطمها ورغم عمل الثقافة علي عدد من المشاريع للتعريف بالهوية وتثبيت أركانها إلا أن هناك بعض المثقفين ضد الأخلاق العربية المصرية الأصيلة ويريدون تحطيمها عن عمد, لذلك يجب أن يتم العمل المشترك بين الثقافة والتعليم لاستعادة هويتنا.