ظلت مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر لسنوات طوال تمثل عاصمة صناعة التعدين في مصر لاسيما فيما يتعلق بنشاط الفوسفات الذي يمثل العصب الرئيسي لصناعات الاسمدة المختلفة فنحو77 % من عناصر هذه الأسمدة من تلك الخامات وخلال السنوات الأخيرة ارتفعت اسعار الأسمدة بمختلف أنواعها وباتت تحرق جيوب الفلاح وذلك بسبب زيادة الطلب وقلة المعروض نظرا لقلة عدد مصانع الأسمدة في مصر. يحدث ذلك رغم احتواء منطقة الصحراء الشرقية لاسيما المنطقة التي تنحصر بين سفاجا والقصير علي مخزون استراتيجي من خامات الفوسفات يقدر بنحو200 مليون طن بصفة مبدئية وكانت هذه المنطقة في سابق العهد شهدت أزهي عصور استخراج الفوسفات ولكن بقرارات خاطئة تم وقف هذا النشاط مازال حلم عودة هذا النشاط يراود ابناء المنطقة ومع توجه الدولة لمشروع المثلث الذهبي زادت التطلعات إلي عودة هذا النشاط بصفة خاصة والانشطة التعدينية الأخري التي يمكن إقامتها بالمنطقة اعتمادا علي الخامات التي تزخر بها الصحراء الشرقية بصفة عامة.. أكد محمد عبده حمدان عضو مجلس محلي محافظة البحر الاحمر سابقا واحد ابناء مدينة القصير صاحبة التاريخ التعديني في هذا القطاع أن نحو77% من عناصر صناعة الأسمدة ربما بمختلف أنواعها تأتي من خامات الفوسفات بما يتيح انتاج اسمدة مركبة وسوبر فوسفات وأسمدة نيتروجينية ومحببة وغيرها من الاحتياجات الزراعية كما أن خامات الفوسفات يستخرج منها حامض الفوسفوريك والفسفور الحراري كما يستخدم الفوسفات المكلسن من خلال بعض الاضافات في تغذية قطعان الماشية.. وتتميز خامات الفوسفات التي تتواجد في نطاق محافظة البحر الاحمر بأنها عاليه الجودة ولكن للأسف تصدر كميات كبيرة من تلك الخامات لدول أجنبية علي رأسها الهند وأندونيسيا وماليزيا والفلبين وغيرهم كخامات أولية بسعر زهيد حيث يتراوح سعر الطن مابين60 و80 دولارا بينما عندما نستورده كأسمدة ندفع فيه مايقرب من عشرة أضعاف هذا المبلغ ناهيك عن عدم تعظيم الإستفادة من هذه الخامات حال انتاجها في مواقع الانتاج أو داخل أي منطقة أخري علي أرض مصر متمثلة في توفير آلاف من فرص العمل وخلق توطين تعديني وتوفير أسمدة للرقعة الزراعية المصرية. وطالب بإعادة النظر في السياسة التصديرية لتلك الخامات وغيرها من الخامات الأخري ووضع خطة لتعظيم الاستفادة من تلك الثروات كما تفعل الدول الأخري التي تمتلك ثروات مماثلة كما طالب بتحويل المنطقة الصحراوية بالقصير إلي مركز تعديني متكامل خاصة أن مدينة القصير باتت تمثل الضلع الجنوبي لمشروع المثلث الذهبي. وقال المهندس الجيولوجي أحمد محمد طه أن عملية تصدير خامات الفوسفات كخامات أولية تمثل إهدارا لقيمتها الاقتصادية فلماذا لاتضع الحكومة خطة للتوسع في إنشاء مصانع الأسمدة خاصة في مواقع انتاج خامات الفوسفات لكبح جماح الأسعار الجنونية للأسمدة المستوردة والتي باتت تكبل الفلاح المصري وتمثل عبئا ثقيلا علي قطاع الزراعة في مصر لأنه للأسف وإلي الآن ورغم توافر هذا الكم الهائل من خامات الفوسفات في مصر لاتوجد سوي خمسة مصانع رئيسية لتصنيع الأسمدة علي مستوي الجمهورية وعدد من الوحدات الصغيرة التي يمتلكها القطاع الخاص والتي تنتج بعض مشتقات الأسمدة فقط ويضيف بأنه في ظل المشروع القومي المتعلق بالمثلث الذهبي واتي توجهت الدولة له مؤخرا والذي يتمثل في اقامة توطين تعديني بالمنطقة لابد من إعادة النظر في عملية إستغلال خامات الفوسفات الموجودة بالمنطقة ولابد أن تسرع الحكومة في إقامة عدة مصانع للأسمدة بتلك المنطقة التي تدخل في حيز المثلث الذهبي. مركز التميز مطلب استراتيجي بالقصير بينما طالب الجيولوجي الدكتور أبو الحجاج نصر الدين مدير عام الفرع الاقليمي لجهاز شئون البيئة بالبحر الأحمر اللجنة الوطنية للعلوم الجيولوجية واكاديمية البحث العلمي بضرورة إنشاء مركز للتميز للعلوم الجيولوجية بمدينة القصير بإعتبارها أقدم مدينة مصرية للتعدين ليس في مجال الفوسفات فحسب بل لكونها كانت قد شهدت انشاء أول مناجم للذهب أيام الفراعنة وذلك في منطقة الفواخير علي جانب الطريق العرضي الذي يربطها بمدينة فقط بمحافظة قنا ومازالت أطلالها باقية حتي الآن كما شهدت إعداد أول خريطة تعدينية علي مستوي العالم دون عليها الفراعنة القدماء أيضا مواقع الذهب التي إكتشفوها حين ذاك بنطاق الصحراء الشرقية وعددها120 منجما نظرا لأن هذه المدينة تحتوي علي أهم مكاشف للظواهر الجيولوجية في مصر وبها معامل صناعة الفوسفات ومواقع انتاج وغيره من الخامات التعدينية الأخري التي تزخر بها صحراء المدينة وقال إن تحقيق هذا المطلب في غاية الأهمية لعدة أسباب أولها أن هذا المركز من شأنه تنمية العلوم الجيولوجية في مصر أسوة بالدول المتقدمة حيث يهدف لاستقبال شباب الباحثين في العلوم الجيولوجية في مصر أسوة بالدول المتقدمة حيث يهدف لاستقبال شباب الباحثين في العلوم الجيولوجية بجميع الجامعات المصرية ليصبح بمثابة مركز للتدريب الحقلي العملي لهم ويستضيف المؤتمرات التي تتعلق بالتعدين.. واقامة هذا المركز بها يتيح خدمة الباحثين في مجالات الثروات التعدينية التي تحتويها منطقة المثلث الذهبي.