ارتبط الجمهور في العام الماضي بقصة الحب الجميلة التي جمعت بين سليم وأمينة في حلاوة الدنيا رغم المعاناة من مرض السرطان وشبح الموت الذي هدد سعادتهما أكثر من مرة, وفي رمضان الحالي يطل علينا ظافر العابدين بقصة حب جديدة تدور أحداثها عام1946 بمدينة بورسعيد ليعود بالزمن لأول مرة للأجواء الكلاسيكية مع شخصية حالمة تبحث عن عالم مثالي, في مدينة ذات طابع خاص ومجتمع خليط بين الأجانب والمصريين, في هذا الحوار يتحدث ظافر عن شخصية فريد التي يجسدها في مسلسل ليالي أوجيني المقتبس عن أصل أو فورمات أجنبي وينافس به في الموسم الرمضاني: ما الذي جذبك للمسلسل وما السر في تكرار التعاون مع نفس فريق الكتابة للعام الثاني علي التوالي؟ الكتابة هي أحد العناصر التي جذبتني للعمل بالطبع, فبسماء عبد الخالق وإنجي القاسم كاتبتان موهوبتان ومجتهدتان جدا وقامتا بعمل جيد في بحلاوة الدنياا وبجراند أوتيل, وكذلك في بليالي أوجيني والكتابة عامل مهم وأساسي في أي عمل جيد, لكنها جذبتني للمسلسل إلي جانب عوامل أخري مثل العمل مع المخرج هاني خليفة وشركة الإنتاج, بالإضافة للموضوع نفسه المختلف والذي يعود لحقبة زمنية قديمة وهو ما لم أقم به من قبل في أعمالي السابقة في مصر. ولماذا قررت تكرار تجربة الفورمات الأجنبي؟ وهل السبب هو نجاح التجارب السابقة من هذا النوع؟ لا أفكر في الموضوع بهذا الشكل, بقدر ما أتعامل مع الفكرة والسيناريو المقدم لي والموضوع الذي يناقشه فلا يهمني إن كان عن فورمات أجنبي أم لا المهم أن يكون عملا جيدا, فبعض الموضوعات عندما يتم تمصيرها تكون سيئة جدا, لهذا لا أحكم علي العمل بناء علي الفورمات, ولم أر حلقات من المسلسل المأخوذ منه الفورمات, شاهدت فقط البرومو, فما يهمني فقط هو السيناريو المكتوب المصري والذي يعبر عن الواقع المصري وطريقة تحويله إبداعيا بحيث يلائمنا ويلاءم مجتمعنا, وتكون القصة مثيرة للاهتمام وتركيبة العمل ككل وبناء الشخصيات جيد وجذاب. هل تري أن إقبال الجمهور علي هذه الأعمال يرجع لأفكارها المختلفة؟ أول سبب لنجاحها هو تنفيذها بشكل جيد, أما الأفكار فهي اختيار المنتج الذي يقرر شراء فورمات أو فكرة معينة ويري أنها من الممكن أن تكون قريبة من مجتمعنا, ولكن أن تشتري أصلا ليست له علاقة بمجتمعنا فبالتأكيد ستفشل التجربة, وفي النهاية العمل المقدم يكون مختلفا عن الفورمات الأصلي مثل بحلاوة الدنيا فحتي لو كان العمل مأخوذ عن الفكرة نفسها لكن كل شيء فيه مختلف لأن الواقع في مصر مختلف وطبيعة العلاقات بين الناس مختلفة والتعبير عن المشاعر مختلف وطريقة الحوار مختلفة ولا بد أن يكون هناك وعي حقيقي بذلك حتي يمكن تحويل الفورمات إلي عمل مصري جيد وناجح, فمثلا مسلسل جراند أوتيلا المصري أفضل بكثير من نسخة بجراند أوتيلا الإسبانية. من هو فريد في ليالي أوجيني؟ فريد دكتور مثقف درس في فرنسا ثم بدأ العمل في القاهرة ثم انتقل إلي بورسعيد ويعيش بين عالم في خياله يسعي إليه وهو عالم مثالي لكنه أقرب للأحلام منه إلي الواقع, بينما يصطدم علي أرض الواقع بشيء مختلف يضطره أحيانا لتغيير أهدافه وطريقة تعامله, وتدور الأحداث في إطار اجتماعي رومانسي عام1946 في مدينة بورسعيد. ما مدي التقارب أو الاختلاف بين شخصيتك الحقيقية وشخصية فريد؟ بالتأكيد هناك اختلافات فهو من زمن مختلف وطريقة الحديث ولغة الجسد مختلفة, لكن بالتأكيد أيضا أن كل شخصية فيها من روحي لأنني في النهاية أقدم هذه الشخصية, فريد شخصية حالمة وأنا لدي هذا النوع من الأفكار أحيانا وعالم الحلم, وأطمح إلي عالم أفضل مثل فريد. وهل له علاقة بأحداث سياسية مرتبطة بهذه الفترة؟ لا, القصة فقط هي التي تدور في هذه الفترة الزمنية القديمة ومرتبطة بطريقة تعامل الناس مع بعضهم البعض في ذلك الوقت, وأصول الاتيكيت, لكنها ليست مرتبطة بأي حدث سياسي. وما علاقة فريد بالملهي الليلي؟ يتردد باستمرار علي المسرح الليلي فهو يعتبر بمثابة نقطة تلاقي مع شخصيات أخري في المسلسل. وهل ستتكرر الحالة الرومانسية التي جسدتها في حلاوة الدنيا مع ليالي أوجيني؟ قصة الحب هنا تدور في ظروف مختلفة تماما في بحلاوة الدنياا كانت علاقة الحب بين أمينة وسليم في إطار معين وظروف معينة مرتبطة بمعاناة الاثنين من مرض السرطان, أما هنا فالظرف والزمن مختلفان تماما, وفريد شخصية مختلفة عن سليم وطاقته مختلفة فمشاعره داخلية ولا يعبر بسهولة علي عكس سليم الذي كان شخصية منفتحة كل ما بداخله يظهر خارجيا, المسلسل رومانسي لكنه يتخذ مسارا مختلفا عن احلاوة الدنياب. أتري أن حب الجمهور للأعمال التي تدور أحداثها في فترات زمنية قديمة مرتبط بحالة النوستالجيا والحنين للماضي المسيطرة علي الكثيرين حاليا؟ لا, فالعوامل التي تساعد المسلسل علي النجاح, هو أن يكون منفذا بشكل جيد والنص مميز والممثلين متقنين لأدوارهم وكل العناصر الفنية فيه متكاملة.. الناس عموما تبحث عن العمل الجيد, وفي عمل مثل هذا تدور أحداثه في فترة زمنية قديمة لا بد أن يكون هناك اهتمام دقيق بالملابس والديكور وطريقة تصفيف الشعر والإكسسورات التي تناسب عام1946, ومن يبحث عن النجاح السريع فعمل من هذا النوع ليس أسهل طريقة لتحقيق ذلك لأنه يحتاج للكثير من العمل, ولكن لا يمكن أن ننكر أن هذه الفترة كانت جميلة من نواح مختلفة علي مستوي الموسيقي وإيقاع الحياة الهادئ وطريقة التعامل ولغة الحديث الراقية بين الناس والتعبير عن المشاعر في هذه الفترة, وكل هذا مختلف عن الزمن الذي نعيشه حاليا ويعتمد علي السرعة في كل شيء وتسيطر عليه السوشيال ميديا. هل مدينة بورسعيد لها تأثير كبير في الأحداث؟ أغلب الأحداث تدور في بورسعيد, وفي ذلك الوقت كانت هذه المدينة لها حالة خاصة ويعيش فيها أشخاص من جنسيات متعددة, المجتمع عبارة عن خليط من المصريين والأجانب, وشارع أوجيني كان به مسرح شهير, فالمسلسل يجسد الحالة التي كانت تعيشها المدينة في هذه الفترة في إطار أسري اجتماعي يعبر عن روح بورسعيد. وماذا عن علاقتك أنت بالمدينة؟ كانت أول مرة أزورها أثناء تصوير المسلسل, وسعدت كثيرا باستقبال الناس لي هناك حيث وجدت منهم ترحابا كبيرا, والكثير من أهالي المدينة ساعدونا اثناء التصوير, وهي مدينة جميلة, ولكن لم تتح لي الفرصة للتجول فيها نظرا لالتزامنا بمواعيد التصوير, وأعجبت كثيرا بمنطقة بورفؤاد التي تم تصوير أغلب المشاهد فيها. وكيف تري التعاون مع المخرج هاني خليفة؟ هو انسان جميل وتربطنا علاقة صداقة منذ فترة طويلة ومثلنا معا في مسلسل اتحت السيطرة, وهو مخرج غني عن التعريف ويحب الممثلين الذين يعملون معه جدا, والعمل معه ممتع وهذه التجربة جميلة أتمني أن نحقق فيها النجاح معا. وماذا عن التعاون مع أمينة خليل لأول مرة؟ هذا هو أول تعاون بيننا علي مستوي الدراما بعد الإعلان الذي جمعنا, وهي فنانة طاقتها جميلة جدا وممثلة مجتهدة وتحب عملها, وأحمد الله أن بيننا كيمياء في العمل وأتمني أن يري المشاهدون تأثيرها علي الشاشة ويظهر العمل بشكل جيد. كثير من الفنانين يميلون لجذب انتباه الجمهور بتغيير الشكل مع كل عمل جديد فما رأيك في فكرة النيولوك؟ فريد مختلف في شكله وتفاصيله عن سليم, فهو كلاسيكي علي عكس سليم االمودرنب بملابسه الكاجوال وشعره اسبايكي, وهذا تغيير فليس بالضرورة أن يكون التغيير180 درجة, يكفي أن يكون التغيير مناسبا لطبيعة الشخصية, لا أحب أن يكون التغيير من أجل التغيير فقط لا بد أن يكون لهدف وبما يخدم الشخصية فقط ويجعلها تظهر بشكل صحيح, فليس بالضرورة أن أحلق شعري وأستخدم شنبا حتي أقدم شخصية, فمن الممكن أن أقوم بهذا ثم يكون الأداء نمطيا ولا يختلف عن أي شخصية أخري, الأهم من الشكل هو أن تكون الشخصية لها تفاصيلها الخاصة وأدائي لها مختلفا ومناسبا لطبيعتها, الشخصية تفرض علي الممثل واقعها ولابد من احترام ذلك, لهذا لا يجب أن يستسلم الممثل لرغبته في التغيير لمجرد التغيير حتي لو كان يتعارض مع الشخصية وخارج إطار عالمها, واري أن كل شخصية قدمتها كانت مختلفة سواء في افرق توقيتب أو انيران صديقةب أوبفيرتيجوب أوبحلاوة الدنياا. وهل تتوقع أن يحقق المسلسل النجاح الذي حققه حلاوة الدنيا العام الماضي؟ أتمني, لكني لا أنظر للأمر بهذه الطريقة, لأني اختار العمل الذي أحب تقديمه وأعطيه طاقتي ومجهودي حتي أقدم أفضل ما لدي, ولكن النجاح ليس بأيدينا, من المفترض أننا إذا قدمنا أفضل ما لدينا لابد أن تكون النتيجة إيجابية إلا أننا لا نستطيع القول إن هذا الأمر مؤكد, لأن هناك العديد من القنوات والعديد من الأعمال, لهذا الأهم هو أن أكون راضيا وسعيدا عن العمل الذي أقدمه واحترم عملي, وأتمني أن يحظي المسلسل بمشاهدة جيدة ويحقق النجاح ويستمتع به المشاهدون. هل أصبحت حريصا علي التواجد والمنافسة سنويا في الأعمال الرمضانية فقط؟ لا لست مرتبطا برمضان فقط, سأقدم العمل الجيد الذي يستهويني سواء كان في موسم رمضان أو خارجه, لا أحب التواجد في الموسم لمجرد التواجد لا بد أن يكون العمل جيدا ويستحق ومختلفا عما قدمته من قبل حتي لا أكرر نفسي, تحت السيطرة اعن الإدمان وكان مختلفا عن االخروجب الذي يدور في إطار الأكشن البوليسي, وبحلاوة الدنياب عن معاناة مرضي السرطان, فلست متمسكا بنوع معين حتي لو حققت النجاح فيه, العمل الجيد هو الذي يجذبني وأسعي دائما للتجديد وتقديم شيء مختلف لأن هذا يعتبر إضافة للممثل في مسيرته. ما آخر أعمالك في السينما والدراما العالمية؟ شاركت في بطولة المسلسل الأمريكي اTheLoomingTower ب مع جيف دانيلز وانتهي عرضه مؤخرا علي إحدي القنوات التليفزيونية الأمريكية, واستعد للمشاركة في فيلم جديد لكني لن أعلن عن تفاصيله حاليا, فانا حريص دائما علي المشاركة في أعمال في الخارج بعد الانتهاء من الأعمال الرمضانية بحيث أحافظ علي التوازن بين وجودي في الأعمال المصرية والعربية والأعمال العالمية.