تمرد علي صنعته التي كانت تدر عليه أموالا بالحلال تكفي أغراضه وتفيض حيث كان يعمل سائقا علي سيارات النقل يجوب المحافظات لنقل البضائع وعاش يحلم بامتلاك سيارة خاصة به تكون نواة لمشروع نقل كبير ولكن سرعان ما انقلبت أحواله رأسا علي عقب.. بدأت أحوال محمد تتبدل عقب تعرفه علي بعض رفاق السوء من أهالي منطقة شبين القناطر التي يقيم بها ورويدا رويدا انجرفت قدماه نحو تعاطي المواد المخدرة المنتشرة بمحيط سكنه حيث اعتاد علي قضاء أغلب وقته بين رفاقه الجدد ينفق كل ما يتحصل عليه من مال علي مزاجه. زادت أحوال السائق سوء بعدما أهمل عمله مما دفعه إلي الاستدانة ورفض معارفه التعامل معه بعد علمهم بإدمانه وسوء سلوكه فلم يجد السائق أمامه غير العمل مع تجار السموم مستغلا حرفته في قيادة السيارات ومعرفته بالدروب والطرق الخالية من الأكمنة الأمنية. استمر محمد علي منواله في نقل السموم وراجت أحواله المادية وبدأ يمني نفسه بتحقيق حلمه في امتلاك أسطول سيارات حيث تعرف علي شخص آخر يدعي عادل مقيم بمنطقة كوم السمن أخطر بؤر ترويج المواد المخدرة بمركز شبين القناطر وعرض عليه العمل سويا في مجال ترويج المخدرات مستغلين سيارة ملكه وأغراه بالأموال التي سيجنيانها بعد علمها بمصادر جلب المخدرات فرحب محمد سريعا بفكرته وقررا التخصص في جلب وترويج مسحوق الهيروين.. تواصل الشريكان مع مصادر جلب المخدر ونجحا في عقد العديد من الصفقات راجت بعدها أحوالهما المادية حيث كانا يقومان بإعادة ترويج الهيروين بمنطقة الخصوص حتي تم رصدهما من قبل رجال الأمن والقبض عليهما وبحوزتهما3 كيلو ونصف من الهيروين. كانت معلومات تجمعت أمام مكتب العميد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة عن تكوين عاطلين بؤرة لجلب وترويج المواد المخدرة وتحديدا مسحوق الهيروين واتخاذهما من منطقة الخصوص مسرحا لممارسة نشاطه الآثم. وبتكثيف التحريات بمعرفة رجال المباحث الجنائية بالتنسيق مع قطاع الأمن العام تبين أن المتهمين كل من محمد السيد27 سنة سائق ومقيم القشيش دائرة مركز شبين القناطر وعادل عواد32 سنة سائق ومقيم المطرية وآخر كوم السمن. وبعرض المعلومات علي اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية تم إخطار اللواء إيهاب خيرت مساعد الوزير لقطاع أمن القليوبية فأمر بسرعة القبض علي المتهمين.. فتم التنسيق مع النيابة العامة واستصدار إذن ضبط وإحضار للمتهمين تم علي إثره إعداد مأمورية لاستهداف المتهمين نشر خلالها العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من محل سكنهما والأماكن التي يترددان عليها لمنع هروبهما شارك فيها كل من المقدم محمد حسني رئيس مباحث الأموال العامة والنقيب أحمد عبد الجليل معاون مباحث قسم الخصوص أسفرت عن ضبطهما بمنطقة الحفير أثناء قيادة الأول السيارة رقم م د ب935 ملك المتهم الثاني.. وبالتفتيش تم ضبط14 أسطوانة من مسحوق الهيروين المخدر وزنت3 كيلو جرامات ونصف الكيلو ومبلغ ثلاثة آلاف جنيه وهاتف محمول.. وبمواجهة المتهمين اعترفا بحيازتهما المخدرات بقصد الاتجار وأقرا بتكوينهما تشكيل عصابي تخصص في جلب وترويج الهيروين وأنهما اعتادا علي التواجد بمنطقة الخصوص لترويج بضاعتهما فتم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم وإحالة المتهمين إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.