الفنان هاني سلامة من النجوم الذين نجحوا في إثبات أنفسهم بقوة في الدراما التليفزيونية بعد نجاح عدد كبير من الأعمال التي بدأت ب الداعية, نصيبي وقسمتي, وطاقة نور, ليقدم هذا العام مسلسل فوق السحاب الذي يتناول قضايا تمس المجتمع المصري والعربي بجميع فئاته حيث أكد, أن المسلسل يتناول العديد من الموضوعات المتشعبة, منها الأزمات التي تواجه المصريين المغتربين في الخارج, ويتطرق للعديد من القضايا الأخري كتجارة الأطفال, والحجاب والإسلام, وتم تصوير المسلسل في أكثر من بلد. وأشار, إلي أن المسلسل يراعي طبيعة التليفزيون; حيث يصلح لجميع الأعمار, في البيوت المصرية, موضحا أنه يؤيد تماما قرار فرض غرامة علي الألفاظ الخادشة في المسلسلات, وتفاصيل أخري في هذا الحوار. بعد نجاح مسلسل طاقة نور كنت أمام تحد للحفاظ علي هذا النجاح هل وجدته في فوق السحاب؟ بالطبع بعد نجاح مسلسل طاقة نور الذي عرض في رمضان الماضي, كنت أبحث عن مضمون جديد ومختلف لتقديمه في العام الذي يليه لترسيخ فكرة التنوع; حيث لا أفضل تكرار نفسي, وهو ما وجدته في مسلسل فوق السحاب الذي يتناول العديد من الموضوعات المتشعبة والمختلفة كما أن تصويره في أكثر من بلد مثل: روسيا, فرنسا, والمجر أعطاه ثقلا. لماذا تم اختيار هذه الدول؟ اختيار هذه الدول لم يكن بالصدفة أو لمجرد السفر إلي أوروبا, لكنه مرتبط بأحداث معينة في هذه البلاد تحديدا, وسيتعرف عليها المشاهد علي مدار الحلقات, ولذلك اعتبر المسلسل أصعب بكل المقاييس وفي كل العناصر, فمخرج العمل رءوف عبد العزيز بذل مجهودا كبيرا, بسبب صعوبته وتشعب الخطوط الدرامية ومدي ارتباطها بكل شخصية في العمل, ونفس الحال للمؤلف حسان دهشان الذي كتب سيناريو متميزا ناقش فيه عدة مشكلات نعيشها سواء المصريين الذي يعيشون داخل بلدهم أو المغتربين. حدثنا أكثر عن الخطوط العريضة للمسلسل؟ العمل يوضح الأزمات التي تواجه المصريين خارج وطنهم وفقدانهم للهوية وهو ما يعاني منه أبناء الجيلين الثاني والثالث الذين ولدوا هناك وبدأوا حياتهم كمغتربين واستمروا; حيث يمرون بحالة ارتباك في شخصيتهم بين كونهم مصريين وفي الوقت نفسه منتمين للبلد الذي يعيشون فيه, كما يوجد خط درامي لعائلة ماندو الذي أجسد شخصيته والحارة التي يعيش فيها, فهو يعمل مع المافيا الروسية ويقع في العديد من الأزمات وهو ما ينعكس علي عائلته لأنه يلعب مع أهل الشر دائما. يسلط العمل الضوء علي العديد من القضايا مثل تجارة الأطفال والحجاب.. هذه قضايا موجودة بالفعل وليست من وحي الخيال, فدائما الدراما التليفزيونية واقعها مختلف عن السينما, ففي التليفزيون نناقش قضايا نلمسها في محيطنا أو مع المصريين في الخارج مثل العنصرية في التعامل خاصة في الفترة الماضية; حيث كانت الصورة الذهنية عننا غير إيجابية وعلي الإسلام والحجاب وبالتالي نقدم رصدا لهذه الظواهر الموجودة بالفعل. أزمة الهوية والعنصرية وغيرها من القضايا.. هل يفجر مسلسل فوق السحاب القضايا المسكوت عنها دراميا؟ ليس مسكوتا عنها فمن الممكن أن تكون طرحت بشكل أو بآخر ورأي أصحاب هذا الطرح أنه كاف, وغيرهم لم يجده كافيا, وبالنسبة لنا تم تقديم ما نريده ولم يكن مجرد حشو وقت فقط وبالطبع نتمني المساهمة في تشكيل وعي المتفرج المصري أو العربي الذي يشاهدنا, ولابد من تشكيل هذا الوعي من خلال الفن. هل حدث اعتراض من قبل الرقابة علي القضايا المطروحة؟ حتي الآن لا, خاصة أنه لا توجد قضية نناقشها بشكل فج. هل تفضل كثرة الخطوط الدرامية في المسلسل أكثر من التركيز علي قصة معينة؟ الحدوتة هي التي تفرض نفسها في النهاية فقد حددنا القضية التي نرغب في عرضها وعلي أساسها تم التشعب في خطوط أخري, ومن الممكن أن نري أن الموضوع لا يحتمل التشعب وعليك أن تسير في خط واحد, ولكن قضية المسلسل تستلزم التشعب من ناحية والد ماندو وشقيقه في مصر وشقيقته خارج البلد وعائلته كما أنه يعمل مع أكثر من شخصية ولذلك يتم استعراض كل الخطوط بشكل غير منفصل ويكون بينها رابط عام تدور تحت مظلته كل الأحداث. هل ماندو شخص يسعي للمثالية ؟ ليس مثاليا بمعني الكلمة, ولكنه شخص يحب عائلته وهي نقطة ضعفه الحقيقية, ويعيش في الدنيا ليحمي أهله ويكون سندهم وظهرهم, رغم أن مشواره ملبد بالغيوم, ولكن في النهاية مرجعه الأساسي هو انتماؤه لأهله وبلده. استعنتم في المسلسل بصوت الشيخ الطبلاوي هل كان له مغزي درامي حول توبة ماندو ؟ هي فكرة المخرج رءوف عبد العزيز وعندما وضعها طلب رأيي وأعجبتني للغاية لأن الشيخ الطبلاوي صوت لن يتكرر وعظيم وكان فيها شيء مختلف وتلقيت ردود أفعال مميزة فور عرضها في البرومو, وفي النهاية قدمنا ما نشعر به بعيدا عن كون ذلك صحيحا أو خطأ من وجهة نظر آخرين, أما فكرة التوبة فسنتابعها في الأحداث. قال مؤلف العمل إنه عائلي فما تعليقك علي قرار المجلس الأعلي للإعلام بشأن الألفاظ الخادشة وتغريم اللفظ الواحد250 ألف جنيه ؟ سأضيف علي كلام مؤلف العمل حسان دهشان أنه ليس عائليا فقط ولكنه للعامة, أما فيما يخص هذا القرار فأنا معه لأن التليفزيون يدخل جميع المنازل, عكس السينما التي يذهب لها المشاهد خصيصا وبالتالي في دراما التليفزيون لا بد أن نراعي أطياف المجتمع, لأننا لا نقدم العمل لفئة بعينها, كما أن فكرة التقويم النفسي جيدة وأنا معها ولست ضدها, فلا يجوز السباب علي الشاشة لتوصيل القضية. لماذا تعاونت مع المخرج رءوف عبد العزيز وحسان دهشان للمرة الثانية؟ الحقيقة أنني وجدت ارتياحا في التعامل معهما, فضلا عن أنه أصبح بيننا كيمياء; حيث اكتشفنا أن اهتماماتنا واحدة بقضايا نرغب في تقديمها ونؤمن أن الفن في المقام الأول للتسلية ولكن في الوقت نفسه من المهم توصيل رسائل من خلاله. وبالتالي توحدت رغباتنا كممثل ومؤلف ومخرج في تسخير جهودنا في طرح المشكلات ومناقشتها وتوصيلها للجمهور كنوع من أنواع التوعية, وهو ما نجحنا فيه من خلال طاقة نور وقررنا استمراره في مسلسل فوق السحاب. هل ما تردد مؤخرا حول رفض النجمات المصريات التواجد في الصفوف الثانية هو ما دفعك للعمل مع ستيفاني صليبا لتكون بطلة أمامك ؟ إطلاقا.. ولكن الدور في السيناريو لم يكن لفنانة مصرية وبالتأكيد لن نبحث عن فنانة مصرية لتتحدث اللبنانية فالدور منذ البداية مكتوب لفتاة لبنانية, كما أنني مؤمن بفكرة أن الدور ينادي صاحبه, فمن الممكن أن نضع شخصيات عديدة وفي النهاية نجد أنه ذهب لفنان بعيد عن الخيال. يضم العمل أيضا عددا من الفنانين الذين يظهرون في أدوار مختلفة عن طبيعتهم التي عرفهم بها الجمهور هل كان لك دور في اختيارهم؟ الاختيارات جاءت بناء علي تقديرات المخرج في المقام الأول, وكان يتشاور معي بشكل ودي فقط حول وضع كل شخصية في الإطار الخاص بها وبالفعل تم اختيار شخصيات متنوعة ومختلفة, ويجسدون أدوارا تحمل مفاجآت, وأتمني لكل شخصية في المسلسل أن يضيف لها الدور خطوة مميزة, ومنهم هبة عبد الغني التي تظهر بشخصية مختلفة, وكذلك شقيقتي الكبيرة مني عبد الغني وابنتها ويلعبون نماذج جديدة لم تطرحها الدراما المصرية من قبل, والفنان المميز إبراهيم نصر الذي يغير من جلده تماما وله خط درامي بمفرده. كما أن اختيار الثنائي الكوميدي شادي الفونس وتوني ماهر جاء مميزا ويخدم القصة الأساسية للعمل وهذه أول مرة التقي معهما في المسلسل, فهما دءوبان ويذاكران أدوارهما بعناية, وسيظهران أيضا ب نيو لوك مختلف تماما. تردد أنه تم تصوير بعض مشاهد العمل في روسيا مغازلة لكأس العالم؟ يرد ضاحكا إحنا مروحناش نصور في الإستاد علشان نغازل كأس العالم.. ولكن شخصية ماندو التي أقدمها ترتبط بعلاقات مشبوهة بالمافيا الروسية كما أن أحداث العمل تكشف علاقات المافيا بشخصيات في دولتي المجر وفرنسا ومدي ارتباطهم معا بأعمال غير مشروعة أي أن أماكن التصوير جاءت بناء علي القصة الأساسية للعمل. لكن الإعلان ظهرت به مشاهد لمشجعي الكرة هل ستكون لذلك علاقة بفكرة معينة؟ لذلك علاقة بخط الكرة وفكرة الاستعانة بالألتراس, لكن لا علاقة لها بكأس العالم. ما الصعاب التي واجهتك أثناء التصوير هناك؟ فكرة التصوير في روسيا كانت صعبة للغاية; حيث صورنا فيها منذ منتصف ديسمبر الماضي وعدنا28 من الشهر نفسه و80% من المجهود اليومي يكمن فقط في تحمل برودة الجو وليس التصوير, وأي ملابس لم تكن كافية, بينما كان عدد ساعات التصوير يمتد إلي10 ساعات في هذا الطقس دون حركة, ولكن تم التصوير في أماكن مميزة وهو ما سيسهم في ظهور صورة جيدة, وفي أماكن أخري حدثت مفاجآت خلال التصوير علي مدار الحلقات, وفي كل الأحوال التصوير خارج مصر مختلف عن داخلها لأن أي مفاجأة إذا حدثت في مصر من الممكن السيطرة عليها, أما في الخارج فيصعب ذلك كما أن السفر للعمل لم يكن سهلا كما يتصور البعض ومن يعتقد أننا نتنزه أقول له يا بختك أنت إنك قاعد في بلدك لأننا بالفعل في الدولة التي نصور بها لا نشاهد فيها سوي أماكن التصوير نظرا لضيق الوقت. هل هناك رياضة معينة تدربت عليها لتنفيذ مشاهد الأكشن ؟ لا الأمر هنا مختلف عن مسلسل طاقة نور الذي تدربت فيه علي رياضة الأيكيدو, ولكن في فوق السحاب كان العمل علي اللياقة البدنية بشكل أكثر لتنفيذ مشاهد الأكشن. هل هناك مشاهد تمت الاستعانة فيها بدوبلير؟ بالطبع هناك مشاهد تطلبت ذلك لخطورتها. الظهور بأكثر من نيولوك هل كان له مبرر في العمل؟ بالطبع وهذا مرتبط بأحداث معينة والنيولوك الأفريقي له واقعة معينة والصعيدي له واقعة أخري وبالتالي كل ظهور منهم سيكون له سبب لا أريد الإفصاح عنه حتي لا نحرق الأحداث. هل أخذ التليفزيون هاني سلامة من السينما؟ لم تأخذني فأنا أجهز لفيلم جديد مع المخرج رءوف عبد العزيز سيتم التحضير له عقب عيد الفطر.