تعد ظاهرة انتشار المتاحف التشكيلية في مصر من الظواهر التي تستحق الرصد خاصة أنها كانت مكانا لإقامة أصحابها وتنازلوا عنها سواء وهم علي قيد الحياة أو بعد وفاتهم لصالح الدولة لتحويلها لمتاحف قومية مثل متحف محمود سعيد بالإسكندرية, ومحمود مختار في منطقة الجزيرة, ومحمد ناجي بالهرم, وزكريا الخناني وعايدة عبد الكريم بالمريوطية, ومتحف مصطفي كامل بمنطقة الإباجية, وأيضا متحف عفت ناجي وسعد الخادم بحي الزيتون, ومتحف أنجي أفلاطون, وراتب صديق بالمنيب, ومتحف أبنود بمحافظة قنا, ومتحف دنشواي بمحافظة المنوفية وغيرها, وصولا إلي متحف الفنان حسن حشمت بمنطقة عين شمس الذي افتتحه الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأحد الماضي. يقول الفنان صبحي إسحق مدير المتحف استلمت العمل يناير الماضي, وفوجئت بكم كبير من الأعمال النحتية الرائعة, مما شجعني علي إرسال خطه تطوير لقيادات القطاع الذين مدوا يد العون وتذليل كل الصعاب, وظل العمل مع الزملاء بالمتحف متواصلا علي قدما وساق لمدة عام, متجاهلين المواعيد الرسمية للقطاع وذلك للحاق بموعد الافتتاح وخروج تلك الاعمال العظيمة للجمهور, مشيرا إلي أن المتحف يضم1361 قطعة فنية ما بين أعمال نحت وجداريات وخزف وتصوير وأعمال صغيرة وماكيت لأعمال ميدانية نفذت حول العالم, وقد أعيد سيناريو العرض المتحفي بالشكل اللائق, ليصبح صرحا شاهدا علي عظمة وموهبة الفنان علي المستوي المحلي والدولي. من جانبه أشار د.خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية إلي أن المتحف عاد لممارسة دوره التنويري والثقافي بعد فترة غياب قاربت ال20 عاما, حيث خضع لعملية تطوير وترميم شملت أعمالا إنشائية مثل إقامة الأسوار الخارجية, وأيضا تصميم جديد للحديقة, والأماكن المخصصة لإقامة الأنشطة الثقافية والفنية, ويسعي المتحف إلي تحقيق حلم الفنان ليكون منارة ومركز إشعاع ثقافي لأهل المنطقة خاصة تعليم فن النحت والخزف, مثلما كان يفعل في حياته. وقالت زوجة الفنان حسن حشمت لالأهرام المسائي إن اتفقت مع الفنان عام1998 علي التبرع بمساحة1200 م2 من منزلها الخاص المكون من فيلا طابقين بمنطقة عين شمس إلي وزارة الثقافة لجعلها متحفا فنيا يخلد ذكراه, معربة عن بالغ سعادتها بتحقيق الحلم الذي طال انتظاره برؤية متحف زوجها يري النور ويتم وضعه علي خريطة الدولة الثقافية. وطالبت زوجة الفنان بأن تكون زيارة المتحف بالمجان يوم ميلاده ووفاته, ووعدها رئيس قطاع الفنون التشكيلية خلال الافتتاح بتنفيذ الطلب والسعي لتفعيله في القريب العاجل, لافتة إلي أن حشمت كان حريصا علي أن أكون ملهمته في معظم أعماله الفنية, حيث كان يقيم ورشة فنية كل يوم سبت يستضيف فيها طلاب ومحبي الفنون ليعلمهم أصول حرق وصب قوالب النحت من خلال ورشة متكاملة للخزف, حيث كان شديد الاهتمام بالفن ونشره وجذب الفنانين والدارسين إلي منزله.