وضعت الحكومة جدولا زمنيا لإعلان العاصمة خالية من العشوائيات يقترب من الانتهاء قريبا,وأنجزت الدولة علي مدار السنوات الماضية بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي, ما يؤكد أن لديها رغبة حقيقية في القضاء علي العشوائيات خاصة التي تمثل خطورة علي أرواح قاطنيها. التساؤل الذي يطرحه أساتذة التخطيط والعمران دائما, هل المساكن البديلة تكفي للقضاء علي العشوائيات؟ وكان إعلان المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة عن تسكين أكثر من10 آلاف وحدة سكنية بحي الأسمرات1 و2 من سكان العشوائيات في منشية ناصر واسطبل عنتر وعزبة خير الله, ليس كافيا للإجابة عن مثل هذه التساؤلات, لأنه من المخطط أن يستوعب مشروع الأسمرات بمراحله الثلاث والذي يجري تنفيذه بالتعاون مع وزارة الإسكان وصندوق تطوير العشوائيات وصندوق تحيا مصر, نحو18300 وحدة سكنية بخلاف الخدمات العامة اللازمة لإقامة مجتمع متكامل, إذا فإن المسكن وحده لا يكفي ويجب يرافقه هناك تأهيل ذهني وثقافي للقاطنين الجدد, لأنه سرعان ما تسيطر ثقافتهم علي المكان وسيخضع لهم بكل تفاصيله حتي يتحول إلي عشوائيات مودرن. إن رقم ال12 مليار جنيه تكلفة البرنامج الجاري تنفيذه لتطوير العشوائيات يشمل إقامة أكثر من62 ألف وحدة سكنية بخدماتها اللازمة لإقامة حياة مستقرة من مدارس وحضانات ومكاتب خدمات وملاعب ودور عبادة وأسواق ومحلات وغيرها منها ما يتم بالتعاون مع إدارة الإشغال العسكرية وصندوق تطوير العشوائيات مثل مشروع الشهبة بعدد1610 وحدات سكنية, كما يتم إقامة مشروع المحروسة2,1 بمدينة السلام بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات ويضم حوالي4824 وحدة بتكلفة550 مليون جنيه بالإضافة إلي مشروع أهالينا الذي يضم1100 وحدة سكنية ويقام علي مساحة9.5 فدان تم تخصيصها بمعرفة المحافظة لإقامة ونقل الأسر المقيمة علي محور ترعة الطوارئ ويضم25 عمارة سكنية من12 دورا بالإضافة إلي إنشاء216 محلا تجاريا مع إقامة مول تجاري علي مساحة4400 م.2 ويهدف مشروع التخلص من العشوائيات إلي إعادة تخطيط وبناء وتطوير بعض المناطق مثل منطقة تل العقارب, حيث أعيد البناء فيها علي أساس تخطيطي سليم ونموذجي بالتعاون مع وزارة الإسكان وجهاز التعمير لإنشاء815 وحدة سكنية و324 محلا بتكلفة حوالي300 مليون جنيه. وبرغم كل هذه الجهود المضنية والنتائج التي تمثل إنجازا تحقق بالفعل علي أرض الواقع فإن من شب علي شيء شاب عليه لذلك تظل إمكانية تحسين وتغيير أسلوب حياة المواطنين الذين عاشوا معظم فترات حياتهم داخل منطقة عشوائية تخلو من النظام أو أي مظهر جمالي وتم نقلهم إلي موقع جديد وكأنها صدمة حضارية أنفقت عليها الدولة المليارات.. تحية تقدير للدولة إن استكملت مشروعها التطويري بمنهج حياتي وتثقيفي حتي وإن كان القليل من بعض برامج التنمية البشرية والتي من المتوقع أن تأتي ثمارها خلال سنوات قليلة.