اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات التركية, أمس, بإرساء أجواء خوف مروعة, بعد الانقلاب الفاشل عام2016, مشيرة إلي أن أنقرة قامت بتفكيك المجتمع المدني وقضت علي عمل المدافعين عن حقوق الإنسان. وأكد التقرير, الذي نشرته المنظمة علي موقعها الإلكتروني, أن أجواء خوف مروعة تنتشر في المجتمع التركي, في حين تستمر الحكومة في استخدام حالة الطوارئ لتقليص المساحة المخصصة للآراء المعارضة والبديلة, وفق ما نشرته الوكالة الفرنسية للأنباء. وأجرت أنقرة عملية تطهير غير مسبوقة, أسفرت عن اعتقال أكثر من50 ألف شخص وإقالة أكثر من140 ألفا آخرين أو تعليق مهامهم. وتوسعت عمليات التطهير لتشمل الأوساط المؤيدة للأكراد والمعارضة, مستهدفة قضاة وأساتذة وصحفيين. وأشارت مديرة برنامج أوروبا في منظمة العفو الدولية, جوري فان جوليك, في بيان إلي أن السلطات التركية قامت عمدا ومنهجيا بتفكيك المجتمع المدني وسجن المدافعين عن حقوق الإنسان وإغلاق المنظمات في ظل أجواء خوف خانقة. وبحسب المنظمة, جري إغلاق أكثر من1300 مؤسسة و180 وسيلة إعلامية. وتتهم أنقرة, الداعية فتح الله جولن الموجود في الولاياتالمتحدة, بالضلوع في المحاولة الانقلابية الفاشلة, لكن الأخير ينفي صلته بالأمر. وأكدت المنظمة في بيانها أن القمع المستمر والمتزايد يعيق عمل المدافعين عن حقوق الإنسان الضروري في تركيا ويغرق قسما كبيرا من المجتمع في حالة خوف مستمرة. ويقدم التقرير العديد من الحالات بينها رئيس منظمة العفو في تركيا, تانر كيليتش, الموقوف منذ يونيو2017 ورجل الأعمال الناشط في المجال الإنساني, عثمان كفالا, المعتقل منذ أكتوبر الماضي, وهما متهمان بالضلوع في الانقلاب الفاشل, الأمر الذي ينفيانه. وتعتبر المنظمة أن عمل المدافعين عن حقوق الإنسان جري القضاء عليه, بسبب التدابير المتخذة إثر حالة الطوارئ.