زخرت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة أمس بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعديد من المشاهد الإنسانية التي أبكت الحضور ففي مشهد مؤثر أمسك الرئيس السيسي بيد والدة الشهيد البطل نقيب محمود ناجي أحمد العواد, من شهداء العملية الشاملة سيناء2018, خلال إلقاء كلمتها, إذ قالت: محمود بيقولكم ويقول لسيادة الرئيس خلي بالك من مصر علشان مصر تستاهل, قاللي بحب واحدة أكتر منك يا أمي, زعلت منوا وقلتلوا مين اللي انت بتحبها أكتر مني يا محمود, رد عليا وقاللي مصر يا أمي أنا فداها, ادعيلي بالشهادة يا أمي, ومحمود كان مصرا علي الشهادة وهو عنده23 سنة بس, وظهر علي الرئيس التأثر الشديد من كلمة أم الشهيد, وساد الحزن علي ملامحه. السيسي يحتضن طفلين من أبناء الشهداء ويدعوهما لصلاة العيد معه براءة أبناء أبطال القوات المسلحة الشهداء, لفتت الانتباه والأنظار خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة, حيث احتضن الرئيس السيسي, حبيبة نجلة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد محمود شعبان, إذ اصطحبها للجلوس بجواره, وانضم لهما الطفل عمر, ابن الشهيد المقدم أركان حرب أحمد الشبراوي. وأكد السيسي في كلمته أن أولاد الأبطال لهم في رقبتنا كل خير وأمن وسلام, ثم سأل الطفل عمر: نفسك تطلع إيه؟, ليرد: نفسي أطلع بطل, ووجه السؤال نفسه للطفلة حبيبة التي قالت: نفسي أطلع طبيبة ضابطة, ليرد الرئيس السيسي: يعني بطلة برضه. وختم السيسي حديثه معهم بلفتة إنسانية لطيفة, إذ وجه الدعوة للأطفال وأسر الأبطال الشهداء, ليصلوا معه صلاة العيد المقبل, قائلا: هنصلي العيد مع بعض, ثم اصطحب الطفلين حبيبة وعمر معه وغادروا القاعة. حبيبة تؤدي التحية العسكرية لوالدها الشهيد طفلة صغيرة, تعلو البراءة ملامحها الطفولية, فقدت والدها, بعد استشهاده, حبيبة كانت حاضرة في الندوة, مرتدية الزي العسكري, وخلال كلمة والدتها السيدة رشا إسماعيل, عن زوجها الشهيد العقيد أركان حرب أحمد محمود شعبان, قامت حبيبة مؤدية التحية العسكرية لوالدها, إذ أكدت والدتها أن ابنته حبيبة كانت روحها فيه بحد وصفها. والدة الشهيد ترتدي الأبيض مشهد آخر تمثل في حضور والدة الشهيد عريف أندور ألبير نادر, مرتدية ملابس بيضاء بالكامل, خلال تكريم نجلها بعد استشهاده, وأكدت خلال كلمتها في الندوة التثقيفية: أنه رأته في رؤية يرتدي تونية بيضاء, ويطالبها بعدم الحزن عليه, وأنه لم يشعر بأي ألم وأي عذاب, لكن فجأة لقيت روحي طالعة للسماء, وقال لي: كل اللي عاوزه إنكم تذكروني علي الأرض وأنا هصلي ليكم في السماء. الرئيس يلبي رغبة معمرة طلبت لقاءه ويقبل يدها حقق السيسي, رغبة السيدة عصمت أحمد إبراهيم حمودة, البالغة من العمر100 سنة, والتي استشهد ابناها الاثنان خلال أدائهما الواجب الوطني في الدفاع عن مصر, في لقائه ومصافحته, وبمجرد التعبير عن رغبتها, لم يتوان السيسي عن الذهاب والتوجه لها, ومصافحتها وتقبيل يدها. والدة الشهيد شريف محمد تحتضن المقدم محمود هلال أما المشهد الذي أبكي الحضور فكان, عندما تقدم المقدم محمود هلال لاحتضان والدة الشهيد المقدم شريف محمد عمر, بعد بكائها خلال سماع قصة استشهاد نجلها في انفجار قنبلة في سيناء, ليجري عليها صديق نجلها الشهيد ويحتضنها ويقبل يديها, وهو المشهد الذي أبكي المتواجدين بالقاعة, ووقفوا وانهالوا تصفيقا لمشهد العناق الذي جمع والدة الشهيد بزميله. فاروق جويدة: الشهداء أحق الناس بالوفاء أهدي الشاعر فاروق جويدة, قصيدة لشهداء مصر الأبرار, مؤكدا أن التقاليد التي وضعها الرئيس السيسي لسلوكيات وأخلاقيات الإنسان المصري, هي التي أعادت لنا ذكريات عهد مضي قيمة الإنسان وقيمة التضحية والإنجاز وكل ما هو جميل في هذا المجتمع العظيم. وأضاف جويدة, خلال كلمته بالندوة التثقيفية27 للقوات المسلحة: أشكر الرئيس الذي أعاد إلينا بعض هذا العبق القديم وهذه الأشياء العظيمة التي كانت تتسم بها الشخصية المصرية, الوفاء لكل شيء وأحق الناس بالوفاء هم الشهداء, فلا أعتقد أن هناك تضحية أكبر أن يقدم الإنسان حياته وأن تسيل دماؤه الطاهرة علي تراب هذا الوطن تضحية وفداء. وأهدي جويدة, قصيدة لشهداء القوات المسلحة والشرطة بعنوان رسالة لشهداء مصر.. جاء مطلعها: كل الأحبة يطلبون رضاكي.. وأنا لدمي قد رويت ثراكي إن كان في سنن الحياة ضريبة.. فأنا بروحي قد فديت حماكي كنا صغارا حين أطلقنا المني.. جيلا فجيلا نهتدي بهداكي طفل صغير لا ينام دقيقة.. إلا ورتل في المنام دعاكي