أكد الفنان سيف عبد الرحمن أحد تلاميذ المخرج الراحل يوسف شاهين أن الأخير تنبأ بالثورة من خلال فيلم هي فوضي, وحضر لها وضبط كل تفاصيلها مع تلميذه المخرج خالد يوسف, ولكنه لم يعشها, مشيرا إلي أن كل المشاهد حدثت بالفعل خاصة أنه كانت له قدرة تنبؤ كبيرة. وأضاف خلال ندوة مرور10 سنوات علي رحيل المخرج يوسف شاهين التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان شرم الشيخ السينمائي وأدارها الناقد نادر عدلي, أن المخرج الراحل خلق للسينما وكان يعلم من حوله ولا يبخل بأي معلومة فنية عن تلاميذه بل كان يشجعهم حتي يصلوا لأفضل شيء في عملهم, مؤكدا أن حبه الشديد للعمل كان يدفعه للتحضير لجميع التفاصيل جيدا قبل التصوير بل ويتابع كل الأجواء المحيطة حتي لا يتعطل وقت التصوير, وإذا أصابه المرض أثناء التصوير يعطي الفرصة لمساعديه لاستكمال التصوير, والدليل علي ذلك أنه أعطي الفرصة للمخرج علي بدرخان لاستكمال تصوير فيلم شفيقة ومتولي بعد تصويره أسبوعا منه; حيث توقف نتيجة لمرضه والعمل خرج في أفضل صورة وأبدع فيه. وأوضح أنه صديق الراحل منذ45 عاما; حيث تعرف عليه عندما كان أحد مؤسسي الفرقة القومية للفنون الشعبية وتعلم منه حب الفن والسينما والإبداع فيهما. وأشار إلي أنه يعتبره والده الروحي وأستاذا تعلم علي يده كثير من الأجيال فكانت السينما بالنسبة له هي الحياة, كما كان يساعد من حوله; حيث اشتري فيلم السقا مات من يوسف السباعي ليهديه إلي صلاح أبو سيف. ومن جانبه قال الناقد السينمائي أسامة عبد الفتاح المدير الفني للمهرجان: إنه في بداية حياته تولي رئاسة قسم السينما بجريدة الأهرام المسائي, فقرر أن يكون أول حوار له مع المخرج الراحل يوسف شاهين وساعده في الوصول إليه الفنان سيف عبد الرحمن حتي قابله, وقال له: الحوار هيكون نص ساعة فقط وتكون أسئلة متميزة وعندما أجري الحوار امتد لساعتين كاملتين. وأضاف, أنه بعد هذا الحوار تغيرت حياته; حيث أصبح ينظر للأمور بنظرة جدية ومختلفة وأصبح ذا نظرة مختلفة في أعماله النقدية والصحفية. فيما أكد الناقد نادر عدلي أن مشوار المخرج يوسف شاهين كان جيدا جدا ولكنه كان يشوبه قدر من الحظ, حيث وضع القدر في طريقه فيلمين من أهم أفلام السينما المصرية مثل الناصر صلاح الدين وجميلة بوحيرد مؤكدا أن المخرج الراحل لم يكن يعرف من هي جميلة بوحيرد. وأضاف أنه لو كل ما قدمه للسينما اكتشاف الفنان عمر الشريف لكفاه ذلك, مؤكدا أن جميع المخرجين رفضوا شكل وصوت عمر الشريف ولم يروا فيه موهبة فنان, ولكن يوسف شاهين راهن عليه ونجح في رهانه حتي وصل عمر الشريف للعالمية. من ناحية أخري عرض علي هامش المهرجان الفيلم المصري بودي فرعون السومو وهو فيلم وثائقي طويل عن أول مصارع سومو مصري في اليابان, ويعرض الفيلم للمرة الأولي عربيا وفي مصر, ويشارك في بانوراما الأفلام الطويلة. وقالت مخرجة العمل سارة رياض: إنها لم تكن تعرف ما هي لعبة السومو ولا تميل إليها ولكن بعد أن التقت عبد الرحمن بودي وجلست معه عشقت اللعبة وقررت إخراجها كفيلم بدلا من عمل تليفزيوني مدته ربع ساعة. وأوضحت في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم أنها صورت مرتين في اليابان بسبب اكتشافها نقص بعض المواد الفيلمية, في حين صورت مرة واحدة في مصر, مؤكدة أنها كانت تواجه صعوبات بالنسبة لحضور عبد الرحمن بودي إلي مصر لصعوبة حصوله علي إجازات. وأشارت إلي أنها عملت علي الفيلم منذ عام2014, وواجهتها بعض الصعوبات خاصة أن قواعد اتحاد السومو صارمة جدا في اليابان, ويجب الحصول علي تصاريح لازمة لتصوير الفيلم طالما يتناول لعبتهم. وأوضحت أن بودي بطل الفيلم ينتمي إلي قرية صغيرة تابعة للمنصورة, وكان يلعب كمال أجسام, وعندما زار اتحاد السومو في القاهرة أقنعه أحد المدربين بلعب السومو إلي أن قرر احتراف اللعبة والسفر إلي اليابان. يشار إلي أن الفيلم يتناول قصة بودي, الملقب ب أوسوناراشي( العاصفة الرملية العظيمة), وهو أول مصارع سومو مصري يمارس رياضة السومو باحتراف في اليابان, ويتتبع الفيلم الوثائقي رحلة بودي من قرية صغيرة في ريف مصر, وصولا إلي طوكيو, ليتم تصنيفه كأول مصري يحترف رياضة السومو. حصل الفيلم علي عدة جوائز منها جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان كوبنهاجن السينمائي وأفضل فيلم وثائقي ضمن جوائز آوتشي السينمائية بسويسرا, كما شارك في عدد من المهرجانات السينمائية منها جوائز لارجو السينمائية, مهرجان بولندا السينمائي الدولي, مهرجان أيام مستقلة السينمائي الدولي بألمانيا وجوائز فيلادلفيا للأفلام المستقل. علي هامش المهرجان أقامت إدارة المهرجان رحلة بحرية خاصة لضيوف المهرجان; حيث حضرها المخرج داوود عبد السيد وكمال رمزي وراجح داوود وعدد من الصحفيين والإعلاميين وطلاب معهد السينما, واستمرت الرحلة لمدة ثلاث ساعات; حيث جاءت هذه الرحلة في إطار حرص إدارة مهرجان شرم الشيخ السينمائي علي توفير فعاليات ترفيهية موازية للفعاليات السينمائية. _ دارت مناقشة بين الناقد السينمائي أسامة عبد الفتاح المدير الفني وأحد الصحفيين لاعتقاد الثاني أن المهرجان لا بد أن يعقد ندوات كثيرة ليرد عليه الأول أن المهرجانات متعارف عليها أنها أفلام أكثر منها ندوات. _ حاز الفيلم المصري بودي علي إعجاب الحضور رغم قلة عددهم لانشغال الآخرين بعرض الفيلم العراقي الرحلة من المسابقة الأفلام الطويلة.