شهدت الليلة الماضية انقساما شديدا بين الأحزاب والقوي السياسية وائتلافات الثورة, حول الاعتصام المفتوح بميدان التحرير وجمعة القصاص اليوم, فبينما قررت23 حركة ثورية تلبية الدعوة والمشاركة, إضافة الي6 ابريل رفضت جماعة الاخوان المسلمين الدعوة وانضمت إليها الجماعة الإسلامية والسلفيون ومعهم10 ائتلافات وقال المؤيدون إنهم يستهدفون القصاص من قتلة المتظاهرين في حين قال الرافضون ان تلك الدعوة تستهدف نشر المزيد من الفوضي في الشارع المصري. وقال الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين ان جماعته ترفض المشاركة في مظاهرة اليوم والجمعة المقبلة, وطالب شباب الثورة الحقيقيون بضرورة تمكين قوات الأمن من البلطجية ومثيري الشغب وأصدرت الجماعة الإسلامية بيانا أكدت فيه ان تنظيم تلك المظاهرات يؤكد وجود مخطط لزعزعة الاستقرار وإحداث الوقيعة بين الشعب والشرطة, وطالب عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة بالتحقيق مع من يثبت ضلوعه بدور في الاشتباكات الاخيرة لافتا إلي ان هناك قوي لاتريد الاستقرار لمصر. وشدد د.حسام البخاري أحد قيادات السلفيين علي ان التباطؤ في إصدار الأحكام القضائية وراء الأحداث الأخيرة وزعم ان بعض القوي التي اسماها بالعلمانية والشيوعية استغلت مطالب أسرالشهداء للوقيعة بين الشعب والشرطة. وأبدي الدكتور طارق زيدان منسق ائتلاف ثورة مصر الحرة اعتراضه علي الاعتصام اليوم بميدان التحرير تحت أي شعار مؤكدا آن ذلك جزء من مؤامرة مدروسة للذهاب بالبلد الي الفوضي, وقال: ما يحدث حاليا هو محاولة للوقيعة بين الشعب والشرطة التي بدأت استعادة دورها في اعادة الأمن للشارع المصري ومحاولة رخيصة لاستغلال دم الشهداء ومعاناة أسرهم والمتاجرة بهم واللعب باستقرار البلاد وهو ما يستدعي معه الكشف عن الجمعيات والحركات والائتلافات الثورية التي حصلت علي تمويل أمريكي قدره60 مليون دولار حسبما اعلنت السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون تحت زعم دعم الديمقراطية. من جانبه أكد محمد عواد المنسق العام لحركة العدالة والحرية ان الحركات الثورية التي اعلنت اعتصامها لن تتراجع عن موقفها إلا بعد الاستجابة لمطالب الثورة الشرعية, وقال: مش معقول أمين شرطة يصدر له حكم اعدام في حين المسئولين عن إصدار قرار ضرب المتظاهرين مثل العادلي والرئيس السابق تؤجل محاكماتهم. وقال لن تفلح معنا المسكنات التي نسمعها من مجلس الوزراء والمجلس العسكري فما نريده هو التطبيق والفعل لا القول مشيرا إلي ان الاعتصامات التي شهدها ميدان التحرير في فبراير ستعود مرة أخري اليوم. من جانبه اعلن اتحاد شباب الثورة في بيان له امس عن تشكيل لجنة من شباب الاتحاد لحماية وتأمين جميع التظاهرات ومنعها من أي عنف ينتهج ويدعو جميع القوي الثورية إلي المشاركة فيها للحفاظ علي مكتسبات الثورة وسلميتها. وطالب الاتحاد في بيانه بسرعة محاكمة قتلة الشهداء وان تكون محاكمة وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي والرئيس السابق علنية واقالة من اسماهم بالفاسدين من النظام السابق في جهاز الشرطة وتقديم اعتذار من الجهات المسئولة خاصة الداخلية التي اتهمت اهالي الشهداء والمتظاهرين بالبلطجة. من جانبه أكد الدكتور احمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير ان ما حدث في التحرير يفرض علي المجلس العسكري ضرورة استعادة الامن أولا للبلاد قبل التفكير في اجراء الانتخابات مؤكدا ان محاسبة قتلة المتظاهرين وشهداء الثورة واجب وطني وليس مطلبا ثوريا لشباب الثورة.